تتجه وزارة الدّاخليّة، ممثلة في عمالة إقليم النّاظور، إلى وضع حدّ للفراغ الذي خلّفه قرار يحيَى يَحيَى، المثير للجدل، بالانسحاب من الحياة السياسيّة.. خاصّة بعد تشبّث ذات الناشط السياسي والمدني بالاستقالة من منصبه كرئيس لبلديّة بني انصار المتاخمة لثغر مليلية الرازح تحت التواجد الإسبانيّ. وكان يحيَى، خلال شهر يونيو الماضي، قد قدّم استقالته لوزير الدّاخليّة، عبر عامل إقليم النّاظور، قبل أن يعاود بعث ذات الاستقالة بالبريد في تحرك يبدي من خلاله تشبّثه بقراره.. وقد سبق كلّ ذلك بسحب التفويضات التي كان قد منحها لنوابه من أجل ضمان السير العادي للإدارة المحلية المنتخبة الكائن مقرها الرئيس على بعد 12 كيلومترا من مركز الإقليم. وجاءت خطوة يحيَى يحيَى بُعيد إدانة قضائية ابتدائية طالته بمنطوق يحرمه من الحريّة ل3 أشهر، مع إيقاف التنفيذ والغرامة، وذلك عن صكّ اتهام مُصدّر ب "التظاهر دون ترخيص".. حيث كانت مقاضاة يحيى قد شرع فيها شهر نونبر من السنة الماضيَة بعدما احتجّت اللجنة التي يقودها، والمطالبة منذ أعوام ب"رحيل الاستعمار الإسبانيّ"، على ممارسات عناصر من حرس حدود الإسبان بمعبر مليليّة، إلاّ أن تدخل عناصر الشرطَة المغربيّة، يتقدّمهم الرئيس السابق للمنطقة الإقليمية لأمن الناظور، عرفت دخول الطرفين في ملاسنات على "الجسر العازل" الذي يفصل حيّزَي نفوذ كل من المغاربة والإسبان فوق نفس المعبر.. لتتوالى الجلسات المنتهية بمنطوق حكم بالإدانة. تعليقا على ذات الحكم كان يحيَى يحيَى قد قال، ضمن تصريح سابق لهسبريس، "لا يسعنِي إلاّ شكر الدولة المغربيّة التي أفلحت في جعلنَا مجرمين بمثل هذه الأحكام المُدِينَة، وكأنّنا واظبنا على التظاهر، منذ سنين، ضدّ السيادة الإسبانية المفروضة على مليليّة ونحن نتوفر على تراخيص لذلك.. إنّه العبث".. وهو تعاط أرفقه يحيَى أيضا بإدانة سعيد شرامطي، عضو نفس اللجنة، ب18 شهرا نافذا ضمن درجتَي التقاضي عن صكّ اتهام من بين أبرز ما ضمّه "التدخل بغير حق في وظيفة عامة والتحريض بواسطة الخطب والتصريحات ونداءات على ارتكاب جنح، وعقد تجمعات في الطرقات العمومية والمساهمة في مظاهرة غير مرخص بها". ومن المنتظر أن يتوصّل كافة المستشارين الجماعيّين لبلدية بني انصار، قبل نهاية الأسبوع الجاري، باستدعاءات لجمع انتخابي يسفر عن مكتب بلدي جديد يسيّر شؤون بني انصار وفرخَانة.. بينما تحرّكت لجنة من عمالة النّاظور، بداية الأسبوع، من اجل التحضير للموعد عبر الاطلاع على القاعة التي ستحتضن الموعد الانتخابي الذي سيكون مفتوحا أمام الساكنة لمشاهدة ما سيدور بالجلسة المرتقب إسفارها عمّن سيخلف يحيَى يحيَى في منصبه. مصدر خاص بهسبريس، منتم لمستشاري بلديّة بني انصار وغير راغب في نشر هويّته للعموم، قال إنّ اسم خلف يَحيَى قد تمّ حسمه بشكل كبير.. ويتعلّق الأمر ب "حلِيم فُوتَات" الذي ينال رضى الغالبيّة الجديدة والتي تضمّ في تركيبتها عددا ممّن اشتغلُوا أصلا في تدبير شؤون المدينَة بشكل كامل.. موردا أنّ غالبيّة المنتمين للمعارضة السابقة يرفضون الدخول للتدبير على بعد أشهر فقط من الانتخابات الجماعية المرتقبة العام المقبل حتّى لا يُحاسبُوا على كلّ الولاية الجماعيّة الحاليّة. جدير بالذكر أن يحيَى يحيَى، الذي ما زال محتفظا بصفته كمستشار بالغرفة الثانية من البرلمان المغربي، وهو الذي أعلن عن حلّ كامل للجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما، كان قد قرّر أيضا التنحّي عن كل عمل سياسيّ مستقبلي، بما فيه الانتخابات البرلمانيّة بشقيها المباشر وغير المباشر.. مفضلا أن يكتفيَ بما أقدم عليه من تجارب حتّى الحين.