في تصريحاتٍ مُثيرة، بُثّتْ من خلال مقطع فيديو على موقع "يوتوب"، اتّهم مجموعة من التلاميذ، ذكورا وإناثا، نائبة مدينة ابن سليمان، بتفتيش أعضائهم الحساسة، و"تعريتهم" أمام زملائهم وأمام الأساتذة داخل الأقسام، أثناء اجتياز الامتحان الوطني للباكلوريا. وطالبَ التلاميذ، الذين كانوا مرفوقين بأمهات بعضهم، بتدخّل الملك للنظر في قضيّتهم، قصْدَ إنصافهم ممّا وصفوه تعدّيا وانتهاكا لأعراضهم، وسبا وقذفا في حقهم، إذ قالت إحدى التلميذات "لمْ تعُد لنا ثقة في أيّ جهة، ونطالب الملك أن يتدخّل من أجْل إنصافنا، لأنه هو الملجأ الوحيد". واستنكر التلاميذ ما أقدمت عليه النائبة من تفتيش أعضائهم الحساسة، وروى أحدُ التلاميذ أنّ النائبة قامت ب"تفتيش غير لائق، حيث فتّشتْ أعضاءنا ونحن صائمون، وهذا أمر غير مشرّف"، وأضاف "دخلتْ بعد نصف ساعة من بداية الامتحان، وفتشتني في الأعلى ولم تعثر على شيء، ثمّ وضعت يدها على أعضائي الحساسة، وكنتُ أقول لها اللهمّ إنّي صائم، وما بْغاتش تفهم". وقاطعتْه إحدى التلميذات قائلة "هذا اعتداء على حُرمة أجسادنا، قلّبات لينا شي حوايج خايبين أمام الأساتذة"، وتابعتْ "فتّشني المراقبُ ولم يعثر لديّ على شيء، وعندما جاءت النائبة شرعت في تفتيش مناطقي الحساسة، وملّي قلت لها حشومة هادشي، اتّهمتني بأنني شتمتها، وأمرتني هي والمدير، بالخروج من القاعة". تلميذة أخرى قالت إنّ النائبة عمَدتْ إلى "تعرية التلاميذ أمام الأساتذة، والبحث بعشوائية في مناطقهم الحسّاسة، وعندما كان الأساتذة يردّدون عبارة "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، أمرتْهم، بدروهم، بمغادرة القاعة، بلْ ذهبتْ إلى حدّ تحرير محضر لأحد الأساتذة"، على حدّ تعبيرها. ويروي تلميذ آخر ما حدث له يوم الامتحان قائلا "أنا خْدمت كلشي، دازتْ حْدايا (النائبة) وقالت لهم هذا نوضوه، ونادوا على البوليس، الأستاذة قالتْ لهم هادا ما داير والو، وقالتْ لها النائبة انت دخلي سوق راسك، وخرّجوها من القسم حتى هي، وحجز البوليس بطاقة تعريفي الوطنية"، فيما قالت تلميذة أخرى "لقدْ وصفتنا النائبة بنعوت مشينة، من قبيل الحمارة والكلبة، فيما اتّهمت الفتياتِ المحجّبات بأنّهن يضعن الحجاب فقط باشْ ينقلو". وفيما قالتْ أمّ أحد التلاميذ إنّ النائبة "قامتْ بتعرية الفتيات أمام زملائهنّ، لحدّ أنهم تعرفوا على ألوان ملابسهنّ الداخلية"، قال أحد التلاميذ "أنا ما عرفتش راسي واش داخل للامتحان الوطني ولا داخْل للحبس، ليقاطعه زميل له قائلا "في الحبس كاع ما يقلّبونا بهاد الطريقة"، وقال آخر "ما خلّاتْ شي بلاصة فينا ما قلّباتهاش" مُستطردا "لقد ضربَتْ كل المجهودات التي بذلناها طيلة 15 عاما من الدراسة في الصفر". وفي بيان حقيقة لنيابة التعليم بابن سليمان توصلت هسبريس بنسخة منه اعتبرت النيابة أن ما تضمّنه مقطع الفيديو المبثوث على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، "يحمل مغالطات وافتراءات"، مؤكدة أن تحركات النائبة الإقليمية، بمعية لجان مراقبة الإجراء، تندرج في سياق تتبع أجواء امتحانات البكالوريا العادية والاستدراكية، وأنها تمّت وفق ما تنص عليه المساطر والمقتضيات المنظمة لهذا الاستحقاق الوطني. وأضاف البيانُ أن عملية تكثيف المراقبة من قبل اللجان المكلفة بذلك أسفرت عن تسجيل العديد من الخروقات وحالات كثيرة للغش، بلغ عددها 99 حالة خلال الدورة الاستدراكية، و 63 خلال الدورة العادية بمختلف مراكز الامتحان بالنيابة، والتي استعمل فيها أصحابها أساليب وهواتف جد متطورة، حيث تمت مصادرتها وتحرير محاضر بخصوص كل حالة غش تم رصدها، لحين اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بشأنها، وفق ما تنص عليه المساطر المنظمة لامتحانات الباكالوريا لهذه السنة، على حد ما ورد في البيان.