أولت الصحف الأوربية، الصادرة اليوم السبت، أبرز اهتماماتها لتطورات الوضع في أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط وتوتر العلاقات بين برلين وواشنطن بسبب قضية التجسس، وسباق انتخاب أمين عام جديد للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، فضلا عن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أمريكا اللاتينية. ففي فرنسا، اهتمت الصحف بتطورات الوضع بأوكرانيا، حيث كتبت صحيفة (لاكروا) أن المعارك بين الجيش الأوكراني والقوات الموالية لروسيا أضحت كثيفة شرق البلاد، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية تحاول محاصرة دونيتسك ولوغانسك المعقلين الرئيسيين للمتمردين. وأضافت الصحيفة أن وقف إطلاق النار يبدو أمرا صعبا، معتبرة أنه يتعين تكثيف الضغوط لإجبار المتمردين على إلقاء السلاح وموسكو على مراقبة حدودها. من جهتها، ذكرت صحيفة (ليبراسيون) أن المواجهات تشتد بالشرق فيما الوضع جامد على الصعيد الدبلوماسي، مشيرة إلى أنه على الرغم من تواصل الاتصالات بين اوكرانياوروسيا والغرب، لم يتحقق أي تقدم ملموس نهاية الأسبوع، وذلك بسبب الشروط التي تطرحها كييف على الخصوص. من جانبها، قالت صحيفة (لوموند) إن الانفصاليين الموالين لروسيا ضاعفوا من عمليات القتل والاختطاف والتعذيب والسرقة في حق النشطاء الموالين لأوكرانيا. وفي ألمانيا، وبخصوص التصعيد في الشرق الأوسط، عبرت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) عن قلقها الكبير من تردي الأوضاع في المنطقة، داعية إلى ضرورة وقف التصعيد بين إسرائيل وحماس. وأشارت الصحيفة إلى أن سكان إسرائيل يعيشون على وقع صواريخ حماس، فيما قتل أكثر من مائة فلسطيني في هجمات واسعة النطاق بسلاح جو إسرائيل الذي حلق دون توقف لمدة أربعة أيام وليالي على أهداف في قطاع غزة المزدحمة متسائلة "من يوقف هذا الجنون¿ خاصة وأن هناك محاولات فاترة للتوسط". من جهتها، تطرقت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) إلى جهود الولاياتالمتحدة وعرض الرئيس باراك أوباما لوساطة أمريكية بين الإسرائيليين والفلسطينيين لتحقيق الهدنة، معتبرة أن تحقيق الهدنة التي عبرت واشنطن عن استعدادها للتدخل من أجلها تتطلب استعدادا من قبل الطرفين المعنيين. وعبرت صحيفة (ميتلبايريشه تسايتونغ) من جانبها عن استغرابها من أن أوروبا والولاياتالمتحدة والأمم المتحدة، تبحث منذ أشهر الوضع في الشرق الأوسط بينما التوتر تصاعد فجأة بين إسرائيل وفلسطين وتطور شيئا فشيئا حتى وصل إلى مرحلة حرجة، إلى حد استنفرت فيه إسرائيل قواتها البرية. من جانبها، اعتبرت صحيفة (فراي بريسه) أنه لا يمكن الاعتماد على واشنطن في حل المشكل بين الاسرائيليين والفلسطينيين، مشيرة إلى أن الدبلوماسية الأمريكية لم تستطع خلال السنوات الأخيرة الضغط وإجبار الطرفين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وترى الصحيفة أنه بدون خطة وانتظارات واضحة من قبل الولاياتالمتحدة فإن الشرق الأوسط سيظل مهددا بالانهيار. من جهتها، أكدت صحيفة (برلينه تسايتونغ) أنه "بدون حل سياسي واضح فإن تبادل إطلاق النار لن يتوقف"، مسجلة ضرورة وقف العنف وتمكين سكان غزة من لملمة جراحهم. وبشأن قضية التجسس التي تورط فيها ألمانيان يعملان لصالح واشنطن، كتبت صحيفة (دي فيلت) في تعليقها أنه إذا كانت ألمانيا تود اعتبارها كشريك مستقل، فإنه يتعين على الحكومة الاتحادية أن تؤكد على أن التجسس "جريمة " وتتخذ إجراءات صارمة بهذا الخصوص، حتى ولو كان وراء ذلك أحد حلفائها الرئيسيين. أما صحيفة (تاغبلات ستغاوبينغه) فاعتبرت أن ألمانيا تمتع بثقل في مجال الدبلوماسية وينطبق ذلك في تدخلها في قضايا كالتصعيد الحالي للعنف في الشرق الأوسط، والمحادثات النووية مع إيران، والحرب الأهلية في سورية، وأيضا في المواجهة بين الغرب وروسيا عبر اوكرانيا. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بسباق انتخاب أمين عام جديد لحزب الاشتراكي العمالي الإسباني والاستطلاعات الأخيرة حول المرشحين الأوفر حظا في هذه الانتخابات، وكذا بالوضع في الشرق الأوسط والهجمات الإسرائيلية التي خلفت أزيد من 100 قتيل بغزة. وحول السباق نحو الأمانة العامة للحزب الاشتراكي، كتبت (إلباييس) أن قادة الحزب لا يريدون الكشف عن مرشحهم المفضل، وذلك على بعد 24 ساعة من انتخاب الزعيم الجديد للحزب، بغية تفادي مشاكل داخل هذه الهيئة السياسية التي تسعى إلى إعادة هيكلة صفوفها. وأضافت أنه بعد انسحاب سوزانا دياز، رئيسة حكومة الأندلس المستقلة، من السباق على زعامة الحزب لم يقدم أي مرشح مفضل من قبل مناضلي الحزب، مبرزة أن إدواردو مدينا وبيدرو سانشيز وخوسيه أنطونيو بيريز تابيا سيواصلون سباقهم إلى غاية غد الأحد من أجل قيادة الحزب. وحسب (إلموندو) فإن المرشح الباسكي إدواردو مدينا له حظوظ أوفر في خلافة الفريدو بيريث روبالكابا على رأس حزب الاشتراكيين الإسبان، مشيرة إلى أن بيدرو سانشيز قد يخلق المفاجأة بعد حصوله على دعم أكبر من نشطاء الحزب، لاسيما في الأندلس. واعتبرت اليومية أن حملة المرشحين الثلاثة كانت سليمة، وأن برامجهم حللت المشاكل واقترحت الحلول لتحسين صورة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، الذي تراجعت شعبيته بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة (أ بي سي) إلى "حرب في الأيام الأخيرة" بين مدينا وبيدرو سانشيز، شابت حملة انتخابية تميزت لحد الآن ب"الأخوة والاحترام". من جهتها، كتبت صحيفة (لاراثون) أن "المرشحين دفنوا أمس أحقادهم، وسيحضرون جميعهم ليلة الانتخاب"، مضيفة أن نحو 198 ألف و123 مناضلا اشتراكيا سيختارون غدا الأحد الأمين العام الجديد للحزب. وفي سياق آخر، عادت الصحف الأسبانية الصادرة اليوم إلى الهجوم العسكري الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة والذي خلف لحد الآن أزيد من 100 قتيل. وكتبت صحيفة (إلموندو) تحت عنوان "غزة: أزيد من 100 قتيل في أربعة أيام"، أن العملية التي يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع عزة أودت بحياة مئة شخص، بينهم 20 طفلا. وأضافت اليومية أن أوباما، الذي يريد تجنب غزو بري، عرض وساطته على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنياميت نتنياهو. وفي روسيا، اهتمت الصحف بالزيارة التي يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاليا إلى أمريكا اللاتينية والتي اعتبرتها أطول جولة له خارج البلاد خلال ولايته الرئاسية الثالثة، حيث تستمر ستة أيام يزور خلالها كوبا والأرجنتين والبرازيل التي سيصلها غدا الأحد لحضور المباراة النهائية لبطولة العالم لكرة القدم باعتباره رئيس الدولة التي ستستضيف بطولة العالم المقبلة سنة 2018. وبعد ذلك سيشارك في قمة مجموعة "بريكس" التي تضم (البرازيلوروسياوالصين والهند وجمهورية جنوب إفريقيا) التي ستجري في مدينة فورتاليزا البرازيلية. وعن هذا الموضوع، ذكرت (فيدوموستي) أن الحدث الرئيسي في جولة بوتين هذه سيكون قمة مجموعة "بريكس" التي ينتظر أن يتم خلالها التوقيع على عدة وثائق هامة، بما في ذلك تأسيس بنك تنمية "بريكس" ومجمع احتياطي العملات. وخلال القمة تعتزم روسيا طرح عدة مواضيع تهم تأسيس رابطة طاقة تابعة لمجموعة "بريكس" التي سيتركز نشاطها على ضمان أمن الطاقة لدول المجموعة وإجراء دراسات متكاملة وتحليل الأسواق العالمية للمحروقات. أما صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس) فقالت إن الصين باتت الشريك الرئيسي لروسيا في منطقة اوراسيا بعد تأزم العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. وفي تقرير لمجموعة شركات"رسيا ديريكت"، قال البروفيسور بجامعة سان بترسبورغ الحكومية روسلان كوستيوك إنه "في الفترة 2004-2012 ارتفع حجم التبادل التجاري بين روسيا ودول أمريكا اللاتينية ثلاث مرات أي من 5,8 مليار دولار إلى 16,4 مليار دولار". ويرى الخبير في حديث نقلته صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أن الاتجاه الأساسي للتعاون بين روسيا ودول تلك المنطقة سيكون في المجالين السياسي والعسكري، مشيرا إلى أن روسيا تهتم بدول أمريكا اللاتينية وتعتبرها حليفا استراتيجيا في القسم الغربي من العالم، على اعتبار أن هذه الدول تعد من الأسواق الجذابة لتصريف المنتجات العسكرية الروسية ومن المصادر الهامة للمحروقات.