بسم الله الرحمن الرحيم لو أن فاسقا فاجرا ماجنا، ينتسب، زورا وانتحالا، إلى الثقافة والفن والأدب، حُوكم بسبب فسوقه وفجوره ومجونه، لقامت قيامةُ اللادينيِّين ولم تقعد، ولنادَوْا بالويل والثبور، ولبَكَوْا حريةَ الفن والإبداع بدموعٍ للتماسيح لا تنقطع. أمّا المبدعون الإسلاميّون، في المغرب الحداثي، فلا بواكيَ لهم. فأبشروا، أيها الحداثيون اللادينيّون، بقوله تعالى: (فأما الزّبدُ فيذهب جُفاءً، وأمّا ما ينفع الناسَ فيَمكُثُ في الأرض). وبعد، فقد نظمت هذه الأبيات بمناسبة محاكمة الأستاذ الشاعر منير ركراكي بسبب قصيدته "عجب في رجب"، في دجنبر 2010. تراجع القصيدةُ/الجريمةُ على الرابط التالي: http://www.aljamaa.net/ar/document/36042.shtml وشهر دجنبر - زعموا- هو شهرُ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ***** محاكمةُ القصِيد1 من الغباء//وإنكارُ الضياء من العَماء لقد كشف المنيرُ2 عَوَار قوم//فأضحَوْا في العراء بلا كساء عدوٌّ للظلام بلا نظيرٍ//منيرٌ في الصباح وفي المساء هُوَ الْأنوار في الظلماء تهدي//هُوَ الْتّصديق في زمن المِراء منيرٌ ليس يُطفئه سُعارٌ//ألَمّ بأهلِ بَغْيٍ وافتراءِ فمخزَنُنا الغشوم3 بلا دليل//يُخَبِّطُ في الظلام بلا رجاء وقد بلغ السَّفَاه إلى حضيض//وهلْ بعد الحضيضِ مِنِ ارْتِقاءِ؟ شعورُ الناس أصبح مستباحا//ومُتهَمًا يُساق إلى القضاء فهذِي "نكتةٌ" باتت مَعيشا://قضاءٌ باتَ يحكم في الخَواء فهذا المدّعي "الغازي" عُميْلٌ4//تحرّكه الأصابعُ للبكاء فمَنْ أبكى عُميْلا، يا إلهي؟//ومن دفعَ الأمور إلى العِداء؟ منيرٌ قال شعرا في غُزَاةٍ//يُحلّون الحرامَ بلا حياء وقد جَلَّى الحقيقةَ في بديع//من القولِ الجميلِ بلا طلاء لقد خَطَفوا رجالا5 فجرَ يوم//وعاثُوا في حقوق الأبرياء بكلِّ عنيفِ فعلٍ، لم يُبالُوا//وكلِّ بَذيءِ لفْظٍ وازدراء كأنهمُ وحوشٌ ضارياتٌ//كأنهمُ عصابةُ أشقياءِ لقد نظمَ المُنيرُ بنفسِ حُرٍّ//يدافع بالمديح وبالهجاء يُعَرّي للحقيقة وجهَ قومٍ//ليظهرَ للعبادِ بلا غطاءِ لقد نظمَ المشاعرَ كاشفاتٍ//عنِ الطغيانِ في زمن البلاء عنِ الظلماء تدفعُ كلّ نورٍ//عنِ الفتيان في نِعَم العَناء يقول الحقّ في عِقْدٍ نضيدٍ//يقدّره جميعُ الأسوياء ويَجْحَده المحبُّ لكل مُرٍّ//ويرفضُه العليلُ بكل داء لقد رصد القصيدُ فجورَ قوم//بإحساسٍ مُدين واستياء وتعبيرٍ قويٍّ مستفِزٍّ//لمَنْ أمرَ العُميْلَ بِالاِدّعاء ومنْ حاك القضيّة في ظلام//ومن طبخَ الجريمة في خفاء منيرٌ أنتَ متهَمٌ بسبٍّ//وقذفٍ بالقصيدة والغِنَاء فهذا المشتكي الغازي عُميْلٌ//يريدُ إدانةً لِلْاِعْتِداء يريدُ الجعجعاتِ بلا طحينٍ//يريد الانتقامَ من الإبَاء يريد مُحرّكو العملاءِ شِعْرا//يكون به الكلام بلا رَوَاء يريدون المشاعرَ في قيود//تسبّحُ للسّخافة في انحناء يريدون الورودَ بغير عطرٍ//يريدون الربيعَ بغير ماء يريدون الفنونَ بغير فنّ//يريدون النجومَ بلا سماء يريدون السماعَ بغير صوتٍ//يريدون الحياةَ بلا هواء يريدون الجماعةَ6 بالتمنّي//فتنخرط العصابَةُ في العُواء وإنهمُ لفي يأسٍ شديدٍ//وإنهُمُ لأحوجُ للرثاء وإن الشعرَ في زمن الذراري//ليوشك أن يصيح من الغثاء ويوشكُ أن يكون له أنينٌ//كما أنَّ المريضُ بلا دواء أَلاَ إنّ الجميلَ إلى خلود//أَلاَ إن القبيحَ إلى جُفاء7 أَلا إنّ المُنيرَ إلى بقاء//أَلاَ إن الظلام إلى فناءِ الهوامش: 1المقصود قصيدةُ الأستاذ منير ركراكي "عجب في رجب". 2 الإشارة هنا إلى ناظم القصيدة الأستاذ الشاعر منير ركراكي. 3 أي الظالم. 4 تحقيرٌ لعَمِيل. 5 هم قياديو جماعة العدل والإحسان في فاس، الذين تم اختطافهم فجر يوم 28 يونيو2010. وبعد احتجازهم وتعذيبهم خارج أي مسطرة قانونية، تم تقديمهم للمحاكمة بتهم جنائية ملفقة من ألفها إلى يائها. 6 أي رأس جماعة العدل والإحسان. 7 الجُفاء: ما تقذفه السيول من زبد وأوساخ وزِبال.