قبيل ساعات من الإفطار الرمضاني، تعيش بعض الأحياء الشعبية بمدينة سلا على وقع حالات من "الترمضينة"، أبطالها وفق شهادات استقتها هسبريس، أشخاص من ذوي السوابق العدلية، الذين يعترضون سبيل المارة وينشرون حالة من الترهيب وسط الباعة المتجولين، بإشهار السيوف ورفع الأصوات بالكلام النابي، وهي المعاناة اليومية التي يشتكي منها الساكنة والتجار طيلة شهر رمضان. حي تابريكت، بالضبط قرب مسجد السودان، إحدى الحالات التي وقفت عليها "هسبريس"، حيث يستعد العشرات من السكان والباعة والتجار للاحتجاج أمام مقر الولاية تعبيرا منهم على حالة الفوضى وجوّ الترهيب الذي باتت تعيشه المنطقة، على حد قولهم. أصحاب المتاجر في المنطقة، الواقعة بالضبط في شارع القدس وزنقة العياشي والقريبة من مركز "مرجان" التجاري، قالوا إنهم يعيشون كابوسا حقيقيا مع "أناس لا ضمير لهم"، من قبيل باعة متجولين "يستغلون المِلك العام معرقلين حركة السير على الطريق وتاركين مخلفات الخضر والبهائم". المعنيون اشتكوا أيضا من مجموعات من المنحرفين الذي شكلوا ما وصفوه ب"مافيا" حقيقية "تهدد كل من مس بمصالحهم بالسلاح الأبيض والكلام الحاطّ من الكرامة"، على حد تعبيرهم، فيما أوضح أحدهم في تصريح ل"هسبريس" أنهم يعترضون كل من تعرض لسبيلهم أو حاول نصحهم. سعيد، اسم مستعار لأحد التجار في المنطقة، قال إن جيرانا له في التجارة، خياط وصاحب مكتبة، قاموا بالاحتجاج على الوضع وتوجيه شكاية إلى الأمن، لكنهما تعرضا للتهديد والمضايقة من طرف "العصابة"، "التي تعنف كل من يحاول الوقوف في طريقها"، وتنتعش كثيرا في شهر رمضان. عبد الصادق، اسم مستعار آخر لأحد ساكنة المنطقة، والذي فضل عدم ذكر اسمه خوفا مما أسماه "الانتقام"، قال ل"هسبريس" إن السلطات أعطت للباعة المتجولين سوقا خاصا قرب المدرسة الغابوية، "إلا أنهم رفضوا المقترح تحت ضغط المنحرفين الذين ينتعشون من جو الفوضى". وأضاف المتحدث أن هؤلاء المنحرفين يقومون بإشهار أسلحتهم البيضاء علانية قبيل الإفطار، مشيرا إلى أنهم يفرضون ما وصفه ب"الجزية" على بعض الباعة المتجولين "من درهم إلى 5 دراهم.. وإن رفض مطلبهم يقلبون العربات ويعتدون على البائع"، يقول المتحدث. ويشير كريم، أحد من التقت بهم "هسبريس" أيضا، إلى أن مسؤولين بالسلطات المحلية بالحي "مروا أمس من الشارع وأمروا الباعة بإخلاء الشارع قبل أن يعود هؤلاء مرة أخرى عند انصراف السلطات". ويطالب التجار وساكنة المنطقة من السلطات المحلية التدخل العاجل لإعادة الهدوء والسكينة للحي، عبر اتخاذ إجراءات قانونية، فيما وقعوا على عريضة استنكارية موجهة لمسؤولي المدينة، توصلت "هسبريس" بنسخة منها، مع التهديد بتنظيم وقفة احتجاجية أمام الولاية ورفع "المظلمة" إلى رئاسة الحكومة.