بالله عليك يا رمضان أقبلْ ؛ مثّلْ هلالك في سمائنا و هلّلْ .. احمل " القرآن " إلينا ؛ و أفرغ الإيمان علينا و دُقَّ باب كل منزلْ .. احمل نقاءك يا رمضان ؛ و انشر بهاءك ؛ و انثر ضياءك على الطير لعلّه يكبّر في رحابنا و يُرتّلْ ؛ فالنفوس صدأت يا رمضان ؛ و القلوب اسودت و انكفأت ؛ و حنين الروح إلى التوبة النصوح جامح و مُزلزلْ .. رمضانُ ؛ نعشقك عشقا لأنك صادقْ .. و طهرك يُدوّي يا رمضان كصوت البنادقْ .. و نفحات ليلك تمد طوق النجاة لكل غارقْ .. و" ليلة القدر " فيك يا رمضان أم الليالي ؛ و عطر الياسمين في البساتين و الحدائقْ .. و صبرك علينا درس لكل أفّاك و مارقْ .. عاهدناك مرارا أن نصدُق فكذبنا ؛ وواعدناك بتقوى الله، و لما غبت عصينا ؛ و أقلعنا عن النميمة قليلا و أنت معنا؛ و حين رحلتَ بسطنا اللسان بسطا ؛ اغتابت ألسُننا وارتابتْ أعيُننا و انْبرتْ آذاننا للغو ؛ وجرّتْنا حبال اللهو إلى الملاجئ السرية و الخنادقْ .. عذرا رمضانُ ؛ فالعيب فينا .. المشهد سوف يُعاد كما ألفناه سنينَا ؛ سوف تملأ المساجد كما العادة ؛ وسوف تحمل إلينا يا رمضان أطباقك المعتادة ؛ المساجد ملأى و الموائدُ ملأى ؛ و البخور و العطور والتمور و زيادة .. و لسوف نتسامر بعد الصلاةْ ؛ ويتظاهر البعض منا بأزكى الصفاتْ ؛ سوف نتفاخر ونتشاجر و نتفنّن في المشادات الكلامية التي تفضي أحيانا إلى التشابك و " اللّكماتْ " ؛ و لسوف نتسابق إلى المساجد بحثا عن " صوت " رخيم يبعث الروح في " الرّفاةْ " ؛ و لسوف نسحب من الدولاب ألبسة تقليدية تُذكّر بعبق التراثْ ؛ سوف ننسج يا رمضان مستملحات كثيرة عن مواقف مُعمّمة بكل التناقضاتْ .. فنحن يا رمضان من أكثر الشعوب تشبتا بمبدأ " الشريعة و الحياةْ " ..!!