حين نشرت الإحصائيات الدولية وتم تقييم أسماء أقوى عشر نساء في العالم، جريا على تقاليد سنوية قديمة حدد من بينهن ميركل المستشارة الألمانية وهيلاري كلنتون وميشيل أوباما،..الى غير ذلك من الأسماء اللاتينية الغربية حيث تخلفت في الحضور الحروف الأبجدية من القائمة وانعدم اسم من اسماء المرأة العربية رغم انها الأقوى بكل الصفات والافضل على مقياس المقاييس المتداولة لدى كل من يتجاهلون الضغوط التي تصاحبها كرها من المهد الى اللحد فقد تعلمت وعلمت رغما عن كل الأفواه التي تنادي بمكوثها خلف جدران البيت حتى يدفأ المكان وتشتعل الثريات وليس بفضل احد اصطفت بجانب الرجل في شتى الميادين ولو كان الأمر بيده وحده لظل يئدها حتى قيام يوم القيامة. ان للمرأة العربية قوة ليست بالمال أو النفوذ السياسي،ولا الانخراط الحزبي بل هي في الدفاع عن مكامن الحياة وسيرورتها، فما من شهيد عربي حر اسقط في ارض المعركة ازداد كيانه ووصل صيته الى آذان الأعداء ولد من عدم بل من أم أرضعته حليباً نظيفا أطعمته غداءه خالياً من اوكسيدات الكذب والنفاق او بروتينات الخيانة. قد تكون أمي وأمك أيها العربي الغارق في وحل سبات التفكير والتحليل بجدل انفرادي دون جدوى تكون اما أميّة،لم تخرج من هارفارد والسوربون وسائر الأكاديميات العالمية الكبرى لكن من ينحنون لها من الأبناء ويقبلون يدها سفراء ووزراء ومثقفون أكفاء ،ان عالمنا العربي اصبح منكوبا ان لم نقل مكبوته قد زاد ضرعا بالذكورة العمياء لكن ما قدمته هاته الأمهات من تضحيات جسام كان سببا مقنعا في بزوغ أبناءهن الأشاوس وتخرجهم من اكبر هذه المعاهد والجامعات حتى لو كان الثمن حرمان النفس من كل ما تشتهي. لم لا تظفر أية منهن بمرتبة في قائمة النساء القويات في هذا الكون المحتل من عشيرة الذكور ألا تستحق ام واحدة من ملايين الأمهات العربيات ان تكون مقياسا يهتدى به ودرسا في برامج التربية النبيلة و الجيل الخلاق يكون منهاجا تربويا وليست مرأة تلفاز تقدم خلطة من ألوان وأطياف من النشإ يدار بالتليكوموند ولا يدور ! إن نمو معيار القوة امام الضعف والذكاء اتجاه الحمق والثقافة الجادة بمحض إرادتها وجها لوجه حيال الجهل المستثري قد أصبح داجناً في قفص الجداول وضيعات الاحصاءات وحكراً على الكراسي والمناصب وليس على الكفاءات والقدرات، لكن الآخرين ممن ولدوا من رحم بدون مخاض أو ولدن وفي أفواههن ملاعق من ذهب لا تعرف الصدأ وهم لا يدركون كم هو شقاء المرأة العربية، وأن التاء التأنيث المعقودة واللاصقة بها منذ ان رأت النور وهي تجرها وراء ها وأمام اسمها أثقل من سلسلة جبال الآلب، وأن نون النسوة أشبه بقفص او زنزانة سجين حكم عليه بالابد وليس المؤبد! عزيزتي المرأة العربية : تذكري حين تستيقظين من نومك أنك بانفراج جفنيك تنيرين الدروب الموصلة ، وبصوتك تأسرين القلوب الخفاقة، وأن عبيرك حين يحمله نسيم الصباح يعطر الأجواء مهما اعتلت طبقاتها، يصافح جمالك الذي لا يرى له مثيلاً ، ألوان الطيف الجميل وتختلط ضحكاتك البريئة بأصوات الطبيعة الشجية ، لتصنعي معهم لوحةً من نور ، قِوامها ملائكة الرحمان !