جرائم بالجملة همت القتل والضرب والجرح والسرقة والاعتداء الجسدي، تلك التي شهدتها عدد من مدن المغرب خلال اليومين الأولين من شهر رمضان الجاري، أرجعها البعض إلى حالة ما سمى بالترمضينة بسبب الغضب وانفلات الأعصاب، فيما اعتبرها البعض أحداثا عادية تقع كل يوم وحين. مدينة تمارة استفاقت في اليوم الأول من شهر رمضان على وقع جريمة قتل تعرض لها شاب في عقده الثاني وسط الشارع العام قبل الإفطار، على يد شقيقين أجهزا عليه بالقرب من مسكنه بسبب خلافات حادة، حيث قام الشقيق الأول بخنقه من الخلف، فيما استل الثاني مدية من تحت ملابسه ليغرسها في أحشاء الضحية. طنجة بدورها لم تسلم من حالات التشرميل و"الترمضين" القاتل، حيث شهد اليوم الأول من رمضان جريمة قتل بحي المصلى بالمدينة، قبل نحو ساعة من موعد الإفطار، بعد أن اندلع شجار عنيف بواسطة السكاكين بين شخصين، انتهى إلى مقتل أحدهما وإحالة الآخر في حالة صحية حرجة على قسم العناية المركزة في مستشفى محمد الخامس. أما في الدارالبيضاء فبلغ التشرميل في الأيام الأولى من شهر رمضان حد بتر يد خضار بسوق درب غلف للخضر والفواكه، بعد أن هاجمه شاب بضربة سيف قوية جعلت يده تلقى على الأرض أمام أنظار العشرات من رواد السوق، قبل أن يطلق الجاني ساقيه للريح فرارا من جريمته التي اقترفها تحت تأثير "الترمضينة". "كازا" عرفت أيضا في أول أيام رمضان حادثة اعتداء ذهبت ضحيتها شابة في 32 من عمرها بعد أن طعنها صديقها في عقده الخامس، حيث هاجمها على مستوى رقبتها، ثم كسر فكها السفلي بسبب الضرب المبرح، لأسباب تتعلق بالشك والخيانة، وذلك قبل أن يطعن بطنه بالسكين محاولا الانتحار. أما في وجدة، فأقدم شخص على محاولة الانتحار خلال اليوم الثاني من رمضان، بعد أن تجرد من ملابسه بالقرب من قرية الصناع التقليديين بوجدة، وصعد فوق بناية القرية مهددا بإلقاء نفسه في حال رفض إحضار إحدى الموثقات، بسبب ما قال إنه تعرض للتحايل وسرقة مطعمه والمقهى التي يملكهما. ويعزو البعض هذه الجرائم التي تظهر بحدة في رمضان، خاصة الأيام الأولى منه، إلى ما يسمى "الترمضينة"، وهي حالة العصبية والهيجان التي تجتاح البعض بسبب صيامهم وانقطاعهم عن تناول مواد معنية كانوا يدمنون على استهلاكها طيلة العام، أو جراء النوم المضطرب الذي لا يعطي الإشباع الكافي للجسد.