في أول أيام شهر الصيام، تجدد التأكيد على أن رمضان ليس شهرا للعبادة والإمساك عن الشهوات فقط، ولكنه أيضا شهر «الترمضين» فقد اهتزت مدينة تمارة، أول أمس الأحد،على وقع جريمة قتل بشعة، بعد ذبح شاب في عقده الثاني وسط الشارع العام ساعة قبل الإفطار. وأثارت الجريمة، التي نفذها شقيقان يقطنان بسلا، استياء شديدا لدى سكان حي «جامايكا»، الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر الأمن الإقليمي بتمارة، في الوقت الذي نجحت عناصر تابعة للشرطة القضائية في القبض على أحد المتورطين في قتل الضحية. فيما لا يزال المتهم الثاني في حالة فرار، بعد أن نجح في الهرب مستغلا معرفته السابقة بالمكان، بحكم أن الجانيين كانا يقطنان رفقة أسرتهما بتمارة، قبل الانتقال للسكن بسلا. الضحية سبق له أن دخل في خلاف مع أحد الشقيقين، يوما واحدا قبل وقوع الجريمة، وهو ما حز في نفسه فقرر الانتقام من غريمه بعد أن سرد على شقيقه تفاصيل ما وقع قبل أن يعرض عليه هذا الأخير المساعدة. فقد عاد الجانيان إلى تمارة، وترصدا الضحية بالقرب من مسكنه، قبل أن يباغته أحدهما من الخلف، ويغمض عينيه ويشل حركته، فيما قام الثاني بإخراج مدية من الحجم الكبير وذبح الضحية الذي سقط على الأرض مضرجا في دمائه، وسط ذهول المواطنين الذين صعقوا، وهم يشاهدون جريمة قتل تنفذ بدم بارد أمام الملأ. وبمنطقة بني مكادة في طنجة، بدأت أجواء «الترمضينة» منذ اليوم الأول من رمضان حيث عمد أحد المنحرفين إلى مهاجمة المارة ورميهم ب»الماء القاطع»، في ظل غياب تام لعناصر الأمن. وحسب شهود عيان، فإن منحرفا معروفا بإدمانه على المخدرات، دخل في شجار مع بعض المارة قبل آذان المغرب بحوالي ساعة، وشرع في ترديد عبارات سباب وشتم وتهديدات، قبل أن يتدخل بعض سكان المنطقة لمحاولة ردعه. ويضيف الشهود العيان أن أحد المحسوبين على التيار السلفي حاول التدخل لإبعاد المنحرف عن المنطقة، لكن الأخير دخل معه في شجار، قبل أن ينضم إليه أفراد من عائلته، ليتطور الأمر إلى شجار كبير بعد التحاق رفاق الشخص السلفي. ولجأ المنحرف إلى استخراج قنينة من «الماء القاطع» وصار يرشها بشكل عشوائي على المارة ما أدى إلى إصابة شخصين، أحدهما في وجهه. كما عاش حي المصلى بطنجة، وقائع جريمة بشعة في أول أيام رمضان، شاركت فيها أسرة مكونة من أب و3 أبناء، وأدت إلى الإجهاز على شخص ونقل شقيقه إلى قسم المستعجلات في حالة خطيرة. فقد شهد الحي عراكا بين شاب وبين شخص من أصحاب السوابق. ودخل الطرفان في مواجهات عنيفة، وتدخل شقيق الجاني لمساعدة أخيه، لكن الضحية تمكن من التغلب عليهما بفضل قوته الجسمية. بينما عمدت أسرة الجاني الذي قضى للتو عقوبة حبسية مدتها سنتان، إلى إحضار أسلحة بيضاء والتوجه إلى الضحية انتقاما للشقيقين. وتكالب الأب و3 من أبنائه على الضحية، وشرعوا في توجيه طعنات إلى مناطق متفرقة من جسده، وعندما حاول شقيقه إنقاذه، نال بدوره نصيبا وافيا من الطعن والضرب. وتوفي الضحية الأول مباشرة بعد وصوله إلى مستعجلات مستشفى محمد الخامس، نتيجد نزيف حاد، جراء إصابته بطعنات في العنق ومحيط القلب والساق. أما الضحية الثاني فقد ولج قسم المستعجلات في حالة حرجة جراء تلقيه إصابات في الرأس ما أدى لدخوله في غيبوبة، قبل أن تستقر حالته. وتمكنت عناصر الأمن من إلقاء القبض على المتورطين الأربعة، حيث ينتظر أن يتابع صاحب السوابق كمتهم رئيسي، كونه هو الذي وجه الطعنات القاتلة، فيما ينتظر أن يتابع آخرون بتهم المشاركة. مصطفى الحجري - حمزة المتيوي