اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم السبت بجملة من المواضيع أبرزها تعيين جان يونكر رئيسا للمفوضية الأوروبية، والسباق المفتوح بين عدد من المرشحين على منصب الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، وتوقيع أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا على اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي. ففي ألمانيا، ركزت الصحف على تعيين جان كلود يونكر رئيسا للمفوضية الأوروبية، مشيرة إلى أن هذا التعيين جاء بعد مفاوضات شاقة بين رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي ، لكن ليس بالإجماع ، بعد تصويت المجر والمملكة المتحدة ضد رئيس وزراء لوكسمبورغ السابق. وترى صحيفة (دي كيلر ناخغيشتن) هذا التعيين بشكل إيجابي، رغم أنه شهد لحظات حرجة إذ حاول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عرقلة تعيين يونكر رئيسا للمفوضية الاوروبية، وحاول استقطاب مؤيدين له الا أن قادة أوروبا حسموا الموقف وصوتوا على هذا التعيين بالأغلبية الساحقة. وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي استخلص النتائج والعبر من هذه المرحلة الصعبة للغاية، حول مسلسل توسعة الاتحاد إلا أن الإجماع الذي تم تسجيله كان هو الحفاظ على العمل السياسي في نادي ال28 دولة العضو في الاتحاد. أما صحيفة (فولكسشتيمه) فتناولت النقاش الذي دار حول شخصية يونكر، مشيرة إلى أن تعيينه جاء كما تم التوافق بشأنه خلال الحملة الانتخابية حيث فاز حزبه حزب الشعب بأكبر عدد من المقاعد بالبرلمان الاوروبي. فيما كتبت صحيفة (باديشه تسايتونغ) تحت عنوان " يونكر الرجل المناسب في المكان المناسب" أن الاتحاد الأوروبي تنتظره تحديات كبيرة ومعالجة قضايا على رأسها الديون وتحقيق نمو جيد وخلق مزيد من فرص العمل، معتبرة أن الاتحاد إذا أراد أن يذهب بعيدا فإنه ليس في حاجة إلى سياسي شاب ، بل إلى شخص له تجربة وخبرة وهو ما يوفره يونكر. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف الصادرة اليوم بنفس الموضوع، حيث كتبت صحيفة (لادرنيير أور) أن تحركات ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الذي تلقى هزيمة كبرى في الانتخابات الأوروبية، لم تمكنه من تحقيق أهدافه، مشيرة إلى أن الرئيس السابق لمجموعة الأورو، حصل على رئاسة أقوى مؤسسة بالاتحاد الأوروبي، والمسؤولة على اقتراح التشريعات وفي نفس الوقت على تنفيذها. من جهته عبر رئيس تحرير (لا ليبر بلجيك)، عن اعتقاده أن الفائز في هذه الانتخابات بالدرجة الأولى هو البرلمان الأوروبي الذي عزز قوته كمؤسسة واستحضر روح معاهدة لشبونة، مشيرا إلى أن ذلك دفع بالأحزاب السياسية الأوروبية إلى تقديم رأس اللائحة في الانتخابات الأوروبية ، كمرشح لرئاسة المفوضية. ولاحظت الصحيفة أن القادة الأوروبيين، الذين اعتادوا على اختيار هذه الشخصية من وراء أبواب مغلقة، وقفوا أمام الأمر الواقع وانتهوا إلى اختيار أبرز الفائزين في الانتخابات الأوروبية. وفي مقال بعنوان'' يونكر رئيسا ب26 صوتا ضد 2 '' كتبت صحيفة (لوسوار) في تعليقها بأن جان كلود يونكر سيفتتح البرلمان الأوروبي يوم 16 يوليوز بدون أية مشاكل، لأن المجموعات السياسية الرئيسية قد أعلنت دعمه للترشح لهذا المنصب. وفي فرنسا، اهتمت كتبت صحيفة (لاكروا) أن تعيين يونكر يشكل حدثا على اعتبار أنه لأول مرة في تاريخ الاتحاد ، يتم إسناد هذا المنصب الكبير طبقا لنتائج انتخابات البرلمان الأوروبي. وأضافت أن رؤساء الدول والحكومات قبلوا تحت الضغط أن يتولى مرشح المجموعة المحتلة للمرتبة الأولى مهام تسيير اللجنة الأوروبية خلال السنوات الخمس المقبلة ، مشيرة الى أنهم تنازلوا تخوفا من حدوث أزمة مؤسساتية قد تلقي بظلال من الشك على الارادة المعلنة بشأن دمقرطة تدبير الاتحاد. من جهتها، قالت صحيفة (ليبراسيون) إن تسيير اللجنة الأوروبية وإخراج أوروبا من حالة العطل لن تكون ترفا، متسائلة عما إذا كان يونكر سيفند مزاعم منتقديه الذين وصفوه بالرجل العجوز والمنهك بفعل تعاطي الكحول والتدخين . من جانبها، اعتبرت صحيفة (لوموند) أن عودة رئيس وزراء لوكسمبورغ السابق تشكل مرحلة أولى مطبوعة بالمنافسة نحو تجديد أبرز قادة الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن رؤساء الدول والحكومات فضلوا باختيارهم يونكر على الرغم من تحفظاتهم على شخصيته او طريقة تعيينه ، تجنب الصدام مع البرلمان الأوروبي وحدوث أزمة مع المملكة المتحدة. وفي بريطانيا، ركزت صحيفة (الغرديان) على تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وخيبة أمله بعد تعيين جان كلود يونكر في رئاسة المفوضية الأوروبية ، والذي اعتبر هذا التعيين أمس الجمعة بمثابة "يوم أسود لأوروبا". ونقلت الصحيفة عن كاميرون قوله إن اختيار يونكر الرئيس المقبل للمفوضية الأوروبية "يعقد الأمور المتعلقة باستمرار بريطانيا في الاتحاد الأوروبي "، مذكرة بالوعد الذي قطعه رئيس مجلس الوزراء المحافظ بتنظيم في سنة 2017 استفتاء بشأن مغادرة المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي، إذا فاز بفترة ولاية ثانية مدتها خمس سنوات في عام 2015. من جانبها، اهتمت صحيفة (ديلي تلغراف) بهذا الموضوع وبالهزيمة الساحقة التي مني منها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي عارض بشدة ترشيح يونكر، مضيفة أنه مع تعيين يونكر رئيسا جديدا للمفوضية الأوروبية، فإن المملكة المتحدة تقترب بخطوة واحدة إلى باب الخروج من الاتحاد الأوروبي. وفي البرتغال، علقت الصحف من جهتها على تعيين يونكر خلفا للبرتغالي خوسيه مانويل باروسو، فكتبت صحيفة ( بوبليكو ) بهذا الخصوص أنه تم اختيار يونكر رسميا يوم الجمعة من قبل زعماء الاتحاد الاوروبي لخلافة البرتغالي باروسو، في الوقت الذي مني به رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هزيمه كبيرة. وأشارت الصحيفة نقلا عن تصريح لرئيس الوزراء البرتغالي بيدرو باسوس كويلهو أن '' الرئيس الجديد للمفوضية ، الذي يعتبر ثالث شخصية من لوكسمبورغ التي تتربع على رئيس المفوضية الأوروبية على ما يزيد عن 30 سنة ، لديه معرفة واسعة بأوروبا''، واصفا الرئيس الجديد للسلطة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي ب'' الصديق الحقيقي للبرتغال". من جهتها، أشارت صحيفة (جورنال دي نوتيسياس) إلى أن يونكر تم تعيينه بعد حصوله على نسبة 26 صوتا مؤيدا مقابل صوتين ضد، بسبب معارضة بريطانيا والمجر مضيفة أن كاميرون يرى '' أن هذا الاختيار قد يؤدي إلى إضعاف الحكومات الوطنية''.. وفي إيطاليا انصب اهتمام الصحف على نفس الموضوع، فكتبت صحيفة (لا ريبوبليكا) أن الاتحاد الأوروبي أعطى الضوء الأخضر للمرونة وانتخب يونكر، رئيسا للمفوضية الأوروبية ب26 صوتا مؤيدا مقابل اثنين ضد (بريطانيا والمجر)، معتبرا أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كان '' الخاسر الأكبر'' خلال المجلس الأوروبي. وأضافت الصحيفة أن "اليوم تبدأ أوروبا يونكر ، وستكون أوروبا في جميع حالاتها الجيدة والسيئة ، أوروبا مختلفة عن التي عرفناها حتى الآن كما يدل على ذلك انتخاب يونكر، الذي كان وراء تصغير حجم بريطانيا، ونهاية 40 سنة على النقض (الفيتو) البريطاني ضد سياسة الاتحاد الأوروبي ''. من جهتها، نقلت صحيفة (إل مساجيرو ) تصريحات رئيس وزراء إيطاليا، ماتيو رينزي، بهذا الخصوص والتي يرى فيها أن'' الاتحاد الأوروبي، يسوده النمو'' وأن البلد الذي يغرب في إصلاحات هيكلية "من حقه المرونة". ولاحظت الصحيفة أن رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي ملتزمون للاستفادة من الإمكانيات التي يتيحها إطار الميزانية الحالي ل "دعم النمو"، التي لقيت ترحيبا كبيرا من قبل رينزي، الذي كان ينتظر فقط إشارة في هذا الاتجاه. وفي روسيا اهتمت الصحف بالتوقيع أمس ببروكسيل على الشق الاقتصادي من اتفاقية الانتساب بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا. وقالت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) إن روسيا ترى أن الاتحاد الأوروبي يدفع بأوكرانيا نحو الانتحار الاقتصادي ، مشيرة الى أن اتفاقية الانتساب ستدفع أوكرانيا نحو تخفيض حاد لقيمة عملتها الوطنية - الغريفنا ، ونحو موجة كبيرة من التضخم المالي وربما الانتقال إلى التضخم المفرط وكذلك نحو الانحسار الحاد لمستوى المعيشة بين السكان. أما صحيفة (ار بي كديلي) فنقلت عن معهد الاقتصاد في أكاديمية العلوم الوطنية الأوكرانية معطيات تشير إلى ان قيام روسيا بفرض قيود تعريفية وغير تعريفية الطابع، قد يؤدي في السنة الجارية إلى تقليص حجم الصادرات إلى روسيا ليصل الى ثمانية مليارات دولار ولاحقا حتى 50 في المائة من الحجم الموجود حاليا. في السياق ذاته أشارت صحيفة (كوميرسانت) إلى أنه بدون فرض قيود روسية جديدة فإن حجم التبادل التجاري بين أوكرانياوروسيا أخد بالتقلص منذ بداية العام الجاري حيث تراجع هذا المؤشر بنسبة 5ر22 في المائة، وسجلت منتجات المعادن الحديدية وصناعة الآليات والصناعات الكيميائية تراجعا كبيرا . صحيفة (روسيسكايا غازيتا) قالت إن أوكرانيا "ستحتاج لتنفيذ عملية إصلاح جدية تشمل عمليا كل قطاعات الاقتصاد الوطني ومن أجل تلبية متطلبات ومقاييس الاتحاد الأوروبي ، يجب إنفاق 16 مليار دولار من أجل تنفيذ ذلك في مجال الصناعة فقط". وفي السويد اهتمت الصحف بنفس الموضوع مع تسليط الضوء على توقيع اتفاقيات الشراكة بين أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا والاتحاد الأوروبي. وأكدت صحيفة (سفنسكا داغبلاديت) بهذا الخصوص أن رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، يشعر بخيبة أمل بعد تعيين يونكر رئيسا للمفوضية الأوروبية، معربة عن تخوفها من رد فعل البريطانيين ، والذين قد يصبحوا مشككين في الاتحاد بشكل أكبر، مشيرة إلى أن الاستفتاء المزمع إجراؤه بحلول سنة 2017 سيوفر الإجابات عن كل هذه الأسئلة. من جانبها، اهتمت صحيفة (افتونبلاديت) السويدية بشخصية الرئيس الجديد للمفوضية الأوروبية، مشيرة إلى أن جان كلود يونكر كان رئيسا للوزراء لمدة 18 سنة وكذا وزيرا للمالية ويعرف على أنه "مسيحي ديمقراطي اجتماعي". وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء السابق للوكسمبورغ فيدرالي وأحد مهندسي معاهدة ماستريخت، التي مهدت الطريق أمام الوحدة الاقتصادية والنقدية والعملة الموحدة، الأورو. من جانبها، ركزت (داغينس نيهيتر) على توقيع أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا اتفاقيات الشراكة الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن الحكومة الأوكرانية حققت حلم الملايين من الأوكرانيين في مزيد من التقدم والديمقراطية. وفي سويسرا، كتبت صحيفة (لوطون) تحت عنوان "النجاح الأوروبي، والفشل الروسي،" أن الجيش والضغوط السياسية من الكرملين قد تفاقم المشاعر المناهضة لروسيا في البلدان المجاورة. وأشارت الصحيفة إلى أن التوقيع على اتفاقيات ببروكسيل بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا ومولدافيا وجورجيا اعتبرت كمؤشر على فتح الطريق أمام انضمام إلى فضاء منافس لروسيا مبرزا أن هذا التقارب نفسه الذي كان مصدر المواجهات العنيفة في أوكرانيا. وأضافت الصحيفة أن "الحريق الآن محدود ، لكنه لم ينطفئ بعد : أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا هي الآن في قاعة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ، لكن من الصعب إقناع الروس". أما صحيفة ( تريبيون دو جنيف) فأبرزت التحذيرات الروسية التي وجهتها لكييف، كنوع من الانتقام ضد اقتصادها. وفي إسبانيا تناولت الصحف عددا من القضايا، منها السباق المفتوح بين عدد من المرشحين على منصب الأمين العام لحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وانتخاب جان كلود يونكر رئيسا للمفوضية الأوروبية. وكتبت صحيفة (لاراثون) أن بيدرو سانشيز حصل على دعم 45 ألف من مناضلي الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، محتلا بذلك مقدمة المرشحين لقيادة حزب سياسي يسعى إلى تجديد هياكله يوم 13 يوليوز المقبل، مضيفة أن بيدرو سانشيز، الذي كان في حاجة إلى 10 آلاف توقيع فقط، حصل على دعم كامل من رئيسة حكومة إقليم الأندلس سوزانا دياز، التي تعد من بين المسؤولين الأكثر نفوذا وتأثيرا داخل الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني. بدورها كتبت (إلموندو) أن بيدرو سانشيز، وبدعم من الفروع الإقليمية للحزب، حصل على ضعف ما حاز عليه إدواردو مدينا، الشخصية الثانية في الحزب الاشتراكي بمجلس النواب، مشيرة إلى أنه لحد الآن أعرب 23 في المائة من ناشطي الحزب عن دعمهم لسانشيز. وأضافت اليومية أن التنافس حول قيادة الحزب سينحصر، بالتالي، بين سانشيز، النائب البرلماني الذي لم يكن معروفا قبل أسبوعين، وإدواردو مدينا، المتحدث باسم الحزب في مجلس النواب. وفي سياق متصل أوردت صحيفة (إلباييس)، أن بيدرو سانشيز جاء في مقدمة لائحة المتنافسين على قيادة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، مشيرة إلى أن اسم الأمين العام القادم للاشتراكيين الإسبان سيعرف رسميا يوم 13 يوليوز القادم قبل أن يتم تأكيده بعد أسبوعين من ذلك. من جهة أخرى تناولت الصحف الإسبانية الصادرة اليوم انتخاب جان كلود يانكر رئيسا جديدا للمفوضية الأوروبية، رغم اعتراض لندن على هذا الاختيار.