كان لواقعة "العضة" وقع كبير في نفوس عشاق المستديرة في هذا البلد، بعد أجواء الفرحة والحبور عقب الانجازين الكبيرين اللذين حققهما منتخب أوروغواي بانتصاره على انجلترا بهدف لصفر ليكون بذلك أول فوز يحققه "لاسيلستي" على منتخب أوروبي في نهائيات كأس العالم لكرة القدم منذ 44 سنة، تلاه فوز ثاني بنفس الحصة على المنتخب ايطاليا، غير أن هذه الاجواء تعكرت بحالة من الأرق في انتظار قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بخصوص هذه الواقعة التي تسبب فيها النجم الأوروغواياني لويس سواريز ضد اللاعب الايطالي كيليني . وتصدرت كافة الصحف التحقيق الذي باشره منذ أمس الأربعاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مع لويس سواريز نجم منتخب أوروغواي بتهمة قيامه بعض المدافع الإيطالي جورجيو كيليني، مما أحدث جدلا واسعا في الأوروغواي وتباينت بشأنه المواقف ما بين المدافعين عن سواريز وما بين من وصفوا سلوكه ب"الصبيانيات" بل "حالة مرضية نتيجة طفولة صعبة " فيما قلل البعض الآخر من أهميتها بالنظر لما يحدث عادة داخل رقعة الملعب من عراك وشنآن خلال المقابلات المصيرية ليصبح ذلك أمرا طبيعيا يدخل ضمن اللعبة. كما ذهب البعض الآخر بالقول بأن سواريز أصبح مستهدفا من طرف الصحافة البريطانية التي لم تقدم أي تحليل تقني لمجريات المقابلة الحاسمة بل اكتفت ب"تلفيق التهمة لسواريز " لتحقيق أكبر عدد من المبيعات ، واعتبر الآخرون بأن الاتحاد الدولي لكرة القدم يمارس كعادته في مثل هذه الحالات سياسة الكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر ببلد صغير(...). وفي ظل هذا الجدل الدائر خصصت كافة وسائل الاعلام السمعية البصرية في هذا البلد وعلى غير عادتها برامج خاصة لما حصل وسيحصل عند صدور حكم الفيفا ، ونقلت في هذا الصدد عن الرئيس خوسي موخيكا، قوله بأن سواريز على الرغم من أنه لاعب "متميز" أصبح مستهدفا من طرف الجميع. وأضاف موخيكا في تصريحاته للصحافة بأنه منذ صغره تعلم شيئا واحدا وهو أن في كرة القدم "ينفذ فقط ما يعلن عنه حكم المقابلة، وإذا بدأنا نتخذ قرارات انطلاقا من شاشة التلفزة فسيتضح للجميع آنذاك بأن هناك العديد من الأخطاء لا يتم الإعلان عنها لسبب أو لآخر تتعلق بضربات الجزاء ومناوشات وشنآن إلخ ، غير أنه في هذه الحالة لم يتم التسامح ولو قليلا مع عيوب سواريز، لأنه أصبح مستهدفا ". وتحت عنوان بارز "الأوروغواي تغفو بانتظار قرار الفيفا"، كتبت صحيفة "إيل بايس" في صفحتها الأولى بأن البلاد ظلت تقاوم النوم في انتظار عما سيترتب عن هذه الواقعة، مشيرة إلى تعبئة الدفاع الذي نصب من طرف اتحاد كرة القدم بالأوروغواي بتنسيق مع هيئة المحامين بمونتيفيديو الذين قدموا تقاريرا تضمنت بالأساس الرد القانوني على مسائلات الفيفا رفقة التقرير الشخصي للاعب سواريز. وفي غضون ذلك أنزلت اللجنة التأديبية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الخميس، أقسى عقوبة في تاريخ نهائيات كأس العالم عندما قررت إيقاف سواريز 9 مباريات رسمية ومنعته من ممارسة أي نشاط كروي على مدى أربعة أشهر. من جهتها قالت وزيرة الرياضة في الأوروغواي، ليليام كيشيشيان، إن عقوبة إيقاف سواريز "غير متجانسة"، مضيفة أنها ستلتقي الرئيس خوسي موخيكا لمناقشة متابعة قرار الاتحاد الدولي ضد سواريز. وحرم سواريز بالتالي من المشاركة في ما تبقى من مباريات منتخب بلاده في النهائيات الحالية (يخوض الدور الثاني ضد منتخب كولومبيا بعد غد السبت)، ولن يعاود نشاطه الكروي في صفوف ناديه ليفربول الإنجليزي إلا في أواخر أكتوبر المقبل. *و.م.ع * لمزيد من أخبار مونديال 2014 زوروا هسبريس الرياضيّة