ما قاله الامين العام للحركة الشعبية امحند العنصر عن حصيلة حكومة بنكيران في حضرته شخصيا إلى جانب باقي ممثلي حلفاء الأغلبية لا يمكن اعتباره سوى شهادة إثبات على تواضع عمل الحكومة الحالية التي لم ترق وتيرة أدائها إلى مستوى التطلعات على حد تعبير امحند العنصر خلال افتتاح اشغال المؤتمر الوطني الثاني عشر للحركة الشعبية،والذي قال إن صبر المواطن بدأ ينفذ في انتظار تحقيق الإصلاحات الملموسة على أرض الواقع أمام استمرار المعضلات التي تنخر المجتمع ومنها الرشوة وبطء الإدارة وتعقد مساطرها وفقدان الثقة في جهاز العدالة واتساع الفوارق الاجتماعية وارتفاع نسبة البطالة ومظاهر الهشاشة بالوسط القروي وهوامش المدن. أمين عام الحركة الشعبية أبدى كذلك عدم رضاه عن تعثر الإصلاحات الجوهرية بسبب التجاذبات والصراعات السياسيوية،وكذلك انزعاجه من البطء الذي تعرفه عملية إخراج وتنظيم المؤسسات المحددة في الدستور داعيا إلى ضرورة فتح مشاورات موسعة مع كل الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين بهدف تسريع وتيرة الإصلاحات . العنصر وهو يتحدث عن الإنجازات التي بفضلها خرج المغرب من عاصفة الربيع العربي ،قال كذلك "مازال ينتظرنا الكثير من العمل وعلينا مواجهة ذواتنا حتى لا نسقط في متاهات الماضي لأن عامل الزمن يكتسي أهمية أكثر من ذي قبل بالنظر إلى الالتزامات التي قطعناها على أنفسنا". عين العقل والصواب ما قاله الأمين العام للحركة الشعبية ،وما على الإخوان في العدالة والتنمية إلا أن يفهموا ويعوا ويستوعبوا الحكمة ، وما على زعيمهم صاحب لازمة " واش فهمتيني ولا لا " إلا أن يفهم هو أكثر من غيره أن ساعة الحقيقة دقت ولم يعد هناك متسع من الوقت للاستمرار في التجاذبات والصراعات التي لا طائل منها كما قال العنصر. المغاربة سئموا الانتظار،ملوا الخطاب والصراعات الهامشية ... ولايتكم الحكومية على وشك نهايتها ،لا إصلاح قلتم أنكم جئتم من أجله حققتموه ..البطالة والفقر ومظاهر الهشاشة في تزايد مستمر في القرى كما في المدن..الرشوة تنخر المجتمع،الدستور الذي تخطى به المغرب عاصفة الربيع العربي أغلب مضامينه لم تجد بعد طريقها إلى الأجرأة. الوقت يمر ..لا تضيعوا ما تبقى منه في الصراعات الجانبية والتشكي والبحث عن مبررات الإخفاق .