تناولت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الثلاثاء عددا من المواضيع كان أبرزها الوضع في العراق والمساعي التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة، والإجراءات الطارئة التي ستتخذها الحكومة الاوكرانية لضبط قطاع الطاقة بعد توقف توريد الغاز الروسي، وبالحكم الصادر في حق الصحافيين المصريين، وبمباريات كأس العالم في كرة القدم المقامة في البرازيل. ففي ألمانيا سلطت الصحف الضوء على تطورات الوضع في العراق حيث يقوم وزيرة الخارجية الامريكي بزيارة للمنطقة ، فأشارت صحيفة (فرانكفورت روندشاو) بهذا الخصوص إلى أن كيري توجه إلى بغداد لدعم تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية التي تسعى إليها واشنطن إلا أن هذه الزيارة تقول الصحيفة ، يتعين ألا تعقد عليها آمال كبيرة على أنها ستحقق نتائج سريعة. وعبرت الصحيفة عن اعتقادها أنه من الصعب تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية مع وجود رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مؤكدة أن العراق سيكون أفضل دون المالكي وهو رأي واشنطن أيضا. وأضافت الصحيفة أنه رغم كل الجهود لم يظهر رئيس الوزراء الشيعي أي مؤشرات على رغبته في التخلي عن منصبه وهو ما يجعل، وفقا للصحيفة، المهمة الدبلوماسية لوزير الخارجية الأمريكي إلى حد ما صعبة. من جانبها ترى صحيفة (براونشفايغر تسايتونغ) أنه ربما التدخل العسكري الأمريكي في العراق، هو الوحيد القادر على دحر مقاتلي (داعش) لكن ، تؤكد الصحيفة ، فإن أي تقدم على طريق الاستقرار لا يمكن أن يتحقق إلا مع تحالف عقلاني بين القوى السياسية الرئيسية في العراق مشيرة إلى أن زيارة وزيرة الخارجية الامريكي إلى بغداد ستبحث في هذه النقطة المستعصية لمنع أي زحف محتمل ل(داعش) التي أصبحت على أبواب بغداد. أما صحيفة (دير تاغسشبيغل) فحذرت من جهتها من العواقب الخطيرة التي يمكن أن تخلفها الحرب في العراق وسورية على أوروبا مذكرة أن يوم 24 مايو الماضي حيث تم الهجوم على متحف يهودي ببروكسيل، كان بمثابة تحذير وربما مؤشر على انتقال الآلاف من الإسلاميين المتشددين من أوروبا إلى الحرب سورية للمشاركة في الحرب الأهلية وانضم الكثير منهم إلى ميليشيات (داعش). وفي بلجيكا، خصصت الصحف حيزا هاما لحالة الفوضى التي تشهدها العراق وزحف مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) الذين أحكموا سيطرتهم تدريجيا على شمال وغرب البلاد. وفي تحليل بعنوان'' درس آخر من كارثة العراق''، أشارت صحيفة (لوسوار) إلى أن حرب العراق الثانية ستكون عواقبها بدون شك أثقل وأكثر مأساوية من التي ارتكبت في الثلاثين سنة الماضية، مذكرة أن العراق والمنطقة بأسرها لم تنتهي بعد من دفع الفاتورة. ولاحظت الصحيفة في هذا الصدد أن الدولة الاسلامية التي أضحت في طريقها إلى الاستقرار في الوقت الراهن بين نهري دجلة والفرات قد تصبح نقطة انطلاق لموجة جديدة من الإرهاب التي لن تترك أحدا. وأبرزت الصحيفة في سياق متصل أن وزير الخارجية الأمريكي الذي توجه إلى بغداد في محاولة للدفع بالمصالحة بين الشيعة والسنة وانقاذ ما يمكن إنقاذه محذرة في نفس الوقت من أن العراق على وشك السقوط في يد الجهاديين، الذين يسعون إلى الاستحواذ على نقط استراتيجية وطمس الحدود المادية بين العراق وسورية لإقامة الخلافة بالشرق الأوسط الكبير. أما صحيفة ( لا ليبر بلجيك) فأشارت في تعليق تحت عنوان '' الأمريكي جون كيري يهب لإنقاذ العراق''، إلى أن الغرض من زيارة كيري هو منع الانهيار التام والدفع ببغداد إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تضم بشكل أوسع سكان السنة. ونفس الموضوع تطرقت إليه الصحف البرتغالية على أعمدتها حيث أكدت صحيفة (بوبليكو) أن مقاتلي (داعش) يسيطرون بالفعل على الحدود الغربية للعراق، مضيفة أن الهزائم الجديدة وقعت بينما توجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى بغداد وتعهد بدعم واشنطن للعراق الذي يواجه ''تهديدا وجوديا''. ولاحظت الصحيفة أن سيطرت مليشيات (داعش) المتمردة على الحدود بين العراق وسورية، يأتي لتحقيق مشروع طموح يكمن في إقامة دولة إسلامية في المنطقة. من جانبها أشارت صحيفة (جورنال دي نوتيسياس) في هذا الصدد إلى أن الولايات المتحدة كثفت من اتصالاتها في المنطقة لمنع تقطيع أوصال العراق، في حين لاحظت صحيفة (إي) سيطرة المقاتلين السنة بنسبة 90 في المائة على أكبر محافظة في البلاد ومواصلة تقدمهم نحو بغداد. وفي السويد سلطت الصحف الضوء على تطورات الأحداث في العراق فكتبت صحيفة (سفنسكا داغبلاديت) في تقريرها بأن وزير الخارجية الامريكي يحاول إقناع الساسة العراقيين لتشكيل حكومة جديدة، أكثر تمثيلا، مضيفة أنه في أعقاب اجتماع مع رئيس الوزراء العراقي المالكي، شدد كيري، على أن وضع العراق حرج ، وأن وجود هذا البلد مهدد ما لم يوحد القادة العراقيين جهودهم لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش ). سياسيا، يبدو أن الوضع صعب جدا، حسب الصحيفة ، مشيرة الى ان واشنطن تدعو إلى استقالة المالكي، لكن لا شيء يشير إلى أنه مستعد للقيام بهذه الخطوة. وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة لا تريد أن تتورط عسكريا في المنطقة والشعب الأمريكي يرفض التواجد المتزايد للأمريكيين في العراق، مذكرة بأن حرب العراق كلفت الولايات المتحدة ما يقرب من تريليون دولار. من جانبها، اعتبرت صحفة (افتونبلاديت) أن التدخل في العراق كان خطأ كبيرا وحاول القادة الغربيون تبريره من خلال الزعم بأن صدام حسين كان يخفي أسلحة الدمار الشامل وبأن تنظيم القاعدة يتخذ من العراق مكانا آمنا، مضيفة أنه اتضح أن صدام لم يكن يمتلك أي أسلحة دمار شامل، ولم يتعاون بتاتا مع القاعدة. وفي تركيا تناولت الصحفة مختلف قضايا الساعة، مع التركيز بشكل خاص على أحدث التطورات بالعراق. وأبرزت صحيفتا (طراف) و(بوغون)، في تعليقاتها بهذا الخصوص ، كما هو الشأن بالنسبة للعديد من الصحف المحلية، على زيارة وزيرة الخارجية الامريكي جون كيري، للعراق والذي شدد خلالها بإلحاح على حاجة القادة العراقيين إلى معالجة الوضع في العراق، مشددا على أن المعركة ضد الجهاديين للدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) لا زالت، تعتمد إلى حد كبير، على قدرة القادة العراقيين على تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة. من جهتها أبرزت صحيفة (توداي زمان) أن وزير الخارجية الامريكي التقى يوم الاثنين في بغداد مع رئيس الوزراء نور المالكي، وبحث معه إمكانية تشكيل حكومة وطنية جديدة، في الوقت الذي تخلت فيه القوات العراقية النظامية على الحدود مع الأردن، وترك الجزء الغربي من العراق بأكمله من دون سيطرة. وواصلت الصحيفة التركية انتقاد الحكومة حول إدارة أزمة رهائنها الأتراك الذين مازالوا في أيدي مقاتلي (داعش) في العراق، بما في ذلك القنصل العام للموصل، وعدد من الدبلوماسيين من فريقه، وعناصر من القوات الخاصة وعدد من الأطفال، مؤكدة أن قضية الرهائن تتواصل لكن بهدوء، بينما يحظر على وسائل الاعلام التركية أن تقدم معلومات عن هذه الأزمة، التي استمرت ما يقرب من أسبوعين. وفي فرنسا خصصت الصحف تعاليقها لمختلف الحركات الاجتماعية التي تشهدها البلاد حاليا ،مركزة على ما اعتبرته حوار الصم بين الحكومة والنقابات. وكتبت صحيفة (لوموند) في هذا السياق أن تنازلات رئيس الوزراء مانويل فالس التي تصل الى أربعة مليارات أورو لا تكفي لإيجاد حلول للملفات الحارقة . وقالت إن فرنسا تتجه لأن تصبح رائدة في حوار الصم مما يبرهن على مدى الصعوبة في تسيير بلد تتميز فيه التسويات السياسية بالاضطراب. من جهتها اعتبرت صحيفة (لاكروا) أن احتجاجات مستخدمي قطاع السكك الحديدية والممثلين منشطي المهرجانات ،بدأت تتخذ اشكالا متطرفة ، حيث تحل المواجهة محل الحوار. واضافت انه لا يمكن انكار التفرد الفرنسي على الرغم من أنه يصعب تصديق ذلك ، فالبلد شهد اضرابات قليلة ولمدد قصيرة خلال فترات سابقة. من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) أن تدبير النزاع بين مستخدمي القطاع السككي ومنشطي المهرجانات والذي يتأرجح بين الصرامة والحوار، قد يثمر نتائج ، مشيرة الى أن نجاح الجزء الثاني من ولاية الرئيس فرانسوا هولاند ،يتوقف على قدرة الحكومة على تهدئة النزاعات وإعادة اللحمة الى الاغلبية. وفي روسيا تطرقت الصحف الى بحث شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم" عن حلفاء لها في مشروع "السيل الجنوبي" حيث ستوقع روسيا خلال هذا الاسبوع مع النمسا اتفاقية حول تأسيس شركة تصاميم للإشراف على بناء القطاع النمساوي من خط انابيب الغاز " السيل الجنوبي". وأشارت صحيفة ( ازفيستيا ) بهذا الخصوص إلى أنه بالرغم من الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة والمفوضية الاوروبية على الاطراف المشاركة في مشروع نقل الغاز الروسي الى أوروبا عبر قاع البحر الاسود - " السيل الجنوبي "، فإن روسيا تواصل إجراء مباحثات مع كل دولة من الدول التي يفترض أن يمر الخط عبر أراضيها. وأضافت الصحيفة أن الرئيس فلاديمير بوتين سيتوجه اليوم الى فيينا في زيارة احد اهدافها يكمن في تعزيز وتثبيت الاتفاقيات التي تم التوصل اليها في هذا المجال مع النمسا. من جهتها أبرزت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أن المفوضية الاوروبية قامت في دجنبر 2013 بإبلاغ "غاز بروم" بأن الاتفاقيات التي عقدتها الشركة الروسية مع العديد من الدول الاوروبية حول المشروع تفتقد للشرعية. أما صحيفة (كوميرسانت) فذكرت أن الحكومة الاوكرانية تعتزم فرض اجراءات طارئة لضبط قطاع الطاقة في البلاد بعد توقف توريد الغاز الروسي ، مبرزة أن النظام الجديد سيفرض قوانين على عمليات قطع الغاز عن المستهلكين الصناعيين والشراء الإجباري للغاز من المنتجين المستقلين والاستحواذ على الغاز الروسي العابر لأراضي اوكرانيا الى أوروبا. وفي بولندا، ركزت الصحف الصادرة اليوم على إعلان المتمردين الموالين لروسيا وقف إطلاق النار المؤقت في شرق أوكرانيا، متسائلة عما إذا كانت هذه الخطوة بداية لتسوية الأزمة في أوكرانيا. وكتبت صحيفة (لاغازيت إليكتورال) أن هذا الإعلان أدلى به الكسندر بورودا، رئيس الوزراء الذي نصب نفسه بجمهورية دونيتسك، وهو شخص يحظى بدعم روسيا، مضيفة أنه من دون موافقة موسكو فإن بورودا ما كان بمقدوره إعلان وقف إطلاق النار. وأشارت الصحيفة إلى أنه في أعقاب هذا الإعلان، أجريت محادثة هاتفية بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين وهو ما تراه الصحيفة بداية لذوبان الجليد في العلاقات بين الولايات المتحدةوروسيا، التي توترت في الآونة الأخيرة بسبب النزاع في أوكرانيا. من جانبها كانت صحيفة (ريسبوبليكا) أكثر حذرا، معتبرة أنه يتيعن انتظار موافقة زعيم المتمردين على إجراء الحوار مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو لمناقشة سلام دائم في أوكرانيا. وبإسبانيا اهتمت الصحف الصادر اليوم بالمباراة الأخيرة للمنتخب الإسباني برسم الدور الأول من كأس العالم لكرة القدم ضد أستراليا وعواقب الإقصاء على مستقبل مدرب المنتخب وعدد من لاعبيه.