نظم خمسون طالبا وطالبة تخصص مسار التراث - الفصل السادس- بجامعة ابن زهر في إطار وحدة: "الاعلاميات المطبقة على التراث"، أمسية تراثية بأكادير إمشكيكلن بإقليم اشتوكة أيت باها. وتعَدّ هذه المرة الأولى، حسب الأستاذة الراجي، التي أشرفت على تأطير الأمسية، "التي يحتفي بها شباب بتراثهم على مشارفه وتحت نظره، طالبات و طلبة جاءوا من كل أرجاء الجنوب، من أقصى الجنوب، ومن واحات درعة، ومن الأطلس الصغير الغربي ومن سهل سوس، ومن الأطلس الكبير الغربي، يجمعهم تخصصهم في التراث وإيمانهم بضرورة الحفاظ على الهوية الثقافية التى تستمد وحدتها في تعددها. جاءوا جميعا لقول: لا للإهمال الذي تتعرض له ايكودار"، وكانت للطلبة والطالبات عدة زيارات ميدانية لقرية امشكيكلن ومحيطها. وانطلقت أشغال الأمسية التراثية التي حملت شعار: "يوم من حياة آكادير امشكيكلن"، بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وتلا هذه الآيات الجليلة كلمة للأستاذة خديجة الراجي رحبت من خلالها بالحضور، وأكدت على الأهمية التاريخية والتراثية لأكادير إمشكيكلن، ودعت الساكنة المحلية للحفاظ عليها باعتبارها خزانا للذاكرة الجماعية للمنطقة. وبعدها تم عرض الشريط الوثائقي الأول من انجاز الطلبة حول استعداد مدشر امشكيكلن لاستقبال ضيوفه، حيث قام الطلبة بتمثيل الحياة داخل مدشر إمشكيكلن قديما، مُركّزين على اللباس التقليدي ونوع الوظائف والواجبات التي تقوم بها المرأة والرجل بالمدشر استعدادا لاستقبال الضيوف. وتلا هذه الفقرة عرض شريط تشخيصي بالآمازيغية أيضا بعنوان:"يوم من حياة آكادير إمشكيكلن" أبدع فيه الطلبة في استنطاق الرواية الشفوية والتراث المعماري من أجل إعادة الحياة إلى هذا المخزن الجماعي؛ ثم عرض شريط مصور عن استقبال إيكودار للزوار من مختلف المناطق المجاورة ومن جهات أخرى عبر القوافل التجارية. وقد جسّد الطلبة اللحمة بين الأمازيغ المستقرين والعرب الرّحّل أيام الرخاء والأمن والطمأنينة؛ وكان العرض الثالث فرصة لتعريف الحضور بثقافة الرحل ونمط عيشهم، وتجسيد حياة الرحل قام الطلبة بطرق خيامهم وتمثل حياتهم وإعادة انتاج سلوكاتهم اليومية في شريط بلغة حسانية شاعرة وشاعرية. واختتمت العروض بروبورتاج مصور عن الواقع الحالي لآكادير امشكيكلن وما آل إليه من خراب وما يتعرض له من إهمال؛ وبعدها وجه الطلبة عدة توصيات لاعادة الاعتبار للمخازن الجماعية، ودعوْا جميع المؤسسات والسلطات المعنية لترميم أكادير إمشكيكلن بإقليم اشتوكة أيت باها.