بعد أن عولت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على المدرب البلجيكي إيريك غيريتس، لإخراج المنتخب من دوامة الإخفاقات وطي صفحة السنوات الأخيرة المظلمة، وجد نفسه أمام موجة سخط جديدة في الشارع الرياضي، إثر المستوى الباهت الذي ظهر به أسود الأطلس، الذي عجزوا عن تحسين النتائج والآداء، سواء لا مع المدربين المحليين أو الأجانب. فنتيجة التعادل صبت الزيت على نار الانتقادات الموجهة للجامعة، الذي ما زال يلتزم الصمت حول موعد وصول إيريك غيريتس إلى المغرب للإشراف بشكل مباشر على المنتخب الوطني، الذي يقوده حاليًا المساعد الفرنسي دومينيك كوبرلي، بالاعتماد على توجيهات المدرب البلجيكي عبر الهاتف. ويعيش الشارع الرياضي قلقًا كبيرًا من "قيادة غيريس للمنتخب عبر آلة تحكم عن بعد"، ويعتبرون أن "حالة التشتت" التي يوجد عليها إيريك غيريتس بين فريق الهلال السعودي والمنتخب المغربي، "سيكون لها أثر سلبي على الهلال وأسود الأطلس، إذ سيكون وراء سقوطهما في فخ النتائج السلبية". وتحول هذا القلق إلى سخط ممزوج بانتقادات شديدة اللهجة، وصلت إلى حد إصدار أطر وطنية تعليقات قوية في حق المدرب البلجيكي، بسبب غيابه عن أول اختبار رسمي لأسود الأطلس، بعد فترة الفراغ الكبيرة التي مروا منها. وقال حمادي حميدوش، نجم الكرة المغربية والمدرب الوطني السابق، "أليس هناك مدربين عالميين، حتى يجري اختيار إيريك غيريتس، الذي ما زال ملتزمًا مع فريق الهلال"، مضيفًا أن "غيابه عن المنتخب الوطني في المباراة الأولى له يعد خطأ كبيرًا". وأوضح حمادي حميدوش، في تصريح ل "إيلاف"، أن "أشرطة الفيديو والهاتف لا يمكنهما أن يصلحا العيوب التي يعاني منها المنتخب"، وزاد قائلا "العيب لا يصلح بالهاتف. فالتغيير كان في الأوراق، والإسم، أما على أرضية الملعب فلم يسجل أي تغيير". وعلق المدرب الوطني السابق أن "ساخرًا "إذا كان إرسال ورقة كفيل بقيادة منتخب، فإن معظم المدربين سيعتمدون هذه الطريقة ويفوزون بكأس العالم"، مشيرا إلى أنه "إذا لم يكن المدرب حاضرًا ويعيش أجواء المباراة فلا يمكن أن يغير أي شيء". وأبرز حمادي حميدوش أن أي "مدرب في القسم الوطني الثالث كان سينجح في إظهار المنتخب بمستوى أحسن مما ظهر عليه مع إيريك غيريتس"، وزاد قائلا "على الأقل سنضمن أنه سيكون حاضرًا مع المنتخب في المنافسات". ولم يستطع الجمهور الرياضي أن يكتم في صدره بوادر غضب طيلة المباراة، غذ ما إن انتهى الشوط الأول حتى غادرت نسبة مهمة المقاهي، بعد أن صدمها المستوى الضعيف الذي ظهر به المنتخب، لتتأكد من أن لا شيء تغيّر، حتى ما استقدام مدرب من "العيار الثقيل" ماديًا. وكان راتب المدرب البلجيكي شكل قضية رأي عام أثارت الكثير من الجدل في البرلمان المغربي وفي الأوساط الرياضية وبعض فعاليات المجتمع، التي رأت ذلك الراتب "مبالغًا" فيه بشكل كبير. وسبق لحزب العدالة والتنمية المعارض أن تقدم بسؤال عاجل للحكومة حول حقيقة تعاقد اتحاد الكرة مع مدرب الهلال السعودي وخلفياته، معتبرا أنه راتب ضخم، على اعتبار أن أنباء غير مؤكدة تحدثت عنه وصل إلى (250 ألف أورو في الشهر)، وهو ما يجعل غيريتس ثاني أغلى مدرب في العالم بعد الإيطالي فابيو كابيلو مدرب المنتخب الإنجليزي، الذي يحصل على 8 ملايين يورو سنويًّا، ويتساوى غيريتس مع مدرب المنتخب الإيطالي "مارسيلو ليبي"، لكن بحساب الشرط الجزائي الذي سيسدده الاتحاد المغربي لكرة القدم لفريق الهلال السعودي مقابل فسخ العقد. وبتعادل المنتخب المغربي، أمام ضيفه منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى، تكون المنتخبات الأربعة المكونة للمجموعة الرابعة، تعادلت في رصيد النقاط بامتلاك كل منتخب لنقطة وحيدة، ما يجعل المنافسة على أشدها بين الأربعة. ويرحل المنتخب المغربي، في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة لحساب التصفيات القارية المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2012، إلى دار السلام، لملاقاة منتخب تانزانيا في 8 أكتوبر المقبل، فيما يستضيف منتخب إفريقيا الوسطى نظيره الجزائري عن الجولة ذاتها.