بجرأة كبيرة أطلقها أبو أبودرار قنبلة مدوية في وجه بنكيران حينما قال أن الحكومة لا تتوفر على استراتيجية ولا سياسة وطنية لمكافحة الفساد . رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة ، الذي وقف أمام عدسات الكاميرات والصحافيين قال إن هيئته لم تجد ما تُقيّمه في السياسة الحكومية في مجال الوقاية من الرشوة كما عبر عن تحفظات من فائدة الحملة التحسيسية حول الرشوة التي سبق وأطلقتها وزارة الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، قائلا "أن أي حملة وجب مرافقتها بإستراتيجية شمولية وليس أن تكون بديلا لها". أبو درار انتقد كذلك طريقة تعامل وزارة العدل والحريات، وباقي المؤسسات المعنية، مع عدد كبير من الشكايات التي ترفع لها حول حالات الرشوة، حيث قال "لم نتوصل بأي ردود بخصوص مآلاتها وما إذا كانت موضوع متابعات قضائية بل وصل به الحد إلى وصف الأمر ب "خيبة أمل" حينما قال إن محدودية الصلاحيات الممنوحة لهيئته "لا تمكنها حتى من مطالبة الإدارات بتمكينها من أجوبة على هذه الإحالات،مضيفا أن الولوج إلى المعلومات ظل حاجزا أمام تقارير الهيئة مشيرا إلى أن الإشكال مرتبط ب" عدم وجود إرادة" لدى عدد من القطاعات وان "ثقافة السرية" كانت حاضرة بقوة لدى المسؤولين" . كل هذا قاله عبد السلام أبودرار رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة ،بشجاعة أبانت إلى أي حد كم أن حبل الكذب على المغاربة قصير وكم أن رئيس الحكومة الذي طالما تغنى في خطاباته بمحاربة الفساد والرشوة لم يكن صادقا وليست لديه أي إرادة في ذلك، فما معنى أن يقول رئيس حكومة أنه جاء من أجل الإصلاح ومحاربة الفساد وفي الأيام القليلة على زمن تدبيره الحكومي يظهر أن كل كلمة قالها لم تكن سوى هراء وخطاب انتخابي ليس إلا، ما معنى أن يعد رئيس حكومة بمحاربة الزبونية والمحسوبية داخل الإدارة العمومية وفي التوظيفات والتعيينات السامية ونجده أول من يخلف الوعد بإغراق الإدارات ودواويين الوزارات بالمنتمين والمقربين إلى حزبه ، ما معنى أن لا يستجيب وزير العدل والحريات القيادي بحزب رئيس الحكومة لشكايات الهئية المركزية للوقاية من الرشوة ؟ ماذا يعني كل هذا وغيره كثير ...؟ أكيد أن كل هذا يعني أن الحكومة لا تتوفر لا على استراتيجية ولا سياسة وطنية في محاربة الفساد كما قال أبودرارالذي أعتقد أنه لم يقل كل الكلام ، ولعل كل الكلام يلخصه لسان حال كل مغربي على لسان ناس الغيوان "عم الفساد يا لعباد ...الناس خوتنا عوض فضحونا كما هي في مقطع الأغنية "غدرونا".