لم تمر تصريحات مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أمام مجلس النواب، بخصوص "تحول الإعلام العمومي المغربي إلى ماخور مكسيكي"، دون أن يثير حنق المكسيك ممثلة في سفارتها بالرباط، حيث أصدرت أخيرا بيانا تحتج فيه على هذه التصريحات. ويبدو أن لسان الخلفي أفضى به إلى أن يُصلب في الصبار المكسيكي الشهير تحت أسواط الشمس الحارقة لتلك البلاد، حيث أعربت سفارة المكسيك بالرباط عن "عدم قبولها لما تلفظ به الوزير، لأنه يمس بسمعة شعبي البلدين، ويؤثر على روابط التقدير والإعجاب التي دائما ما ميزت العلاقات الجيدة بين البلدين". وسعيا لأن لا تتحول تصريحات الوزير إلى حادثة دبلوماسية، أكد بيان السفارة إلى أن "حكومة المكسيك تجدد التأكيد على الاحترام التام لكرامة الشعب المغربي، وعلى إعجابها الصادق بثقافته العريقة، كما تتأسف على الكلمات التي وردت عن شخصية معروفة". ولعل العبارات الأخيرة الواردة في بيان السفارة المكسيكية تلمح إلى أنه كان من المفترض في وزير يعتبر الناطق الرسمي باسم الحكومة أن يتريث فيما يصدر عنه إزاء بلد آخر، حيث سجل البيان احترام الحكومة المكسيكية "لكرامة الشعب المغربي وثقافته العريقة"، وكأنه يطالب بالمقابل باحترام الحكومة المغربية لكرامة وثقافة المكسيك. ولعل ردة فعل سفارة المكسيك بالرباط لم تأت من فراغ، حيث إن السيدة الأولى في المكسيك حاليا، أنجليكا ريفيرا، 45 عاما، تعد نجمة سابقة للمسلسلات المكسيكية التي انتقدها الوزير المغربي في قبة البرلمان، قبل أن تنتقل إلى القصر الرئاسي بزواجها من الرئيس "إنريكه بينيا نييتو". وكان الخلفي قد نفى أن يكون قصد المكسيك بوصف "الماخور"،في بيان عممه على وسائل الإعلام بأن "هناك من يصر على ممارسة الخلط والتحريف للتصريحات لافتعال قضايا هامشية لا علاقة لها بموضوع النقاش، وهو حق الحكومة في اللجوء إلى الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري من أجل تعزيز استقلالية الإعلام العمومي". ويأتي احتجاج السفارة المكسيكية على خلفية تصريحات الخلفي في معرض جوابه على سؤال لنائبة برلمانية اعترضت على ما اعتبرته هيمنة حزب العدالة والتنمية على الإعلام العمومي، مستفسرة "هل تريدون إعلاما سودانيا أم إيرانيا أم أفغانيا؟"، قبل أن يرد الخلفي "هل يرضيكم أن يتحول المغرب إلى ماخور في المكسيك".