حث العديد من الصيادلة ومهنيي قطاع الصحة، أمس الجمعة بفاس، مختلف المقاربات التي بإمكانها المساهمة في مأسسة مهنة الصيدلة وبالتالي تمكينها من آليات التخليق باعتبارها مكونا أساسيا ضمن مكونات القطاع الصحي بالمغرب . وناقش المشاركون في المؤتمر الدولي للصيدلة، الذي تنظمه الغرفة النقابية لصيادلة فاس تحت شعار " مأسسة المهنة .. تخليق وتأهيل لقطاع واعد "، الوضع الراهن للقطاع وآفاقه المستقبلية خاصة في سياق النقاش الذي يجري حاليا حول سياسة الدواء بالمغرب وصناعته وتسويقه . وفي هذا الصدد، أكد عبد الإله الفاسي الفهري، رئيس الغرفة النقابية لصيادلة فاس، على الأهمية التي يكتسيها قرار الحكومة تخفيض أثمنة بعض الأدوية والرامي أساسا إلى تمكين المواطنين من الولوج إلى العلاج، خاصة بالنسبة لبعض الأمراض الخطيرة والمزمنة، داعيا إلى العمل على تحديث القطاع ليواكب المستجدات التقنية والعلمية التي عرفها في العديد من الدول المتقدمة وبالتالي تأهيله حتى يصبح قادرا على مواجهة التنافسية . كما شدد على ضرورة تكريس مبدأ الحق في العلاج، وعلى أهمية اعتماد خارطة طبية وصحية بالمغرب باعتبارها أضحت تشكل آلية أساسية للعمل بالنسبة للصيادلة إلى جانب دورها في تطوير القطاع والرفع من مستوى الخدمات التي يقدمها . ومن جهته، قال علال العمراوي المدير الجهوي للصحة بجهة فاس بولمان، إن هذا الملتقى الدولي يشكل مناسبة لبحث ومناقشة الوضعية الحالية لقطاع الصيدلة والتصورات الكفيلة بتأهيله وتطويره ليواكب التحولات التي يشهدها القطاع الصحي بالمغرب، مشيرا إلى ضرورة فتح نقاش صريح بمشاركة جميع المتدخلين والمعنيين حول السياسة الدوائية التي يعتمدها المغرب . وبعد أن ذكر بالمهام النبيلة للصيدلي في مجال الوقاية وحماية صحة المواطنين، أكد المدير الجهوي للصحة على ضرورة تنظيم القطاع وتأهيله مع تقوية وتكريس أخلاقيات المهنة . وبدوره، استعرض محمد اليماني، رئيس مجلس عمالة فاس، الأدوار الحيوية للصيدلي في الوقاية والعلاج، ودعا إلى اعتماد مقاربة واضحة وقابلة للتنفيذ من أجل تأهيل القطاع ومساعدته على القيام بالأدوار المنوطة به في تقوية وتعزيز صحة المواطن . ويبحث المؤتمر الدولي للصيدلة الذي يشارك فيه العديد من ممثلي الهيئات والجمعيات المهنية والخبراء من المغرب والخارج إلى جانب ممثلي قطاع الصحة والأطباء، مختلف التصورات الكفيلة بدعم قطاع الصيدلة ومساعدته على مواكبة الظروف العامة المتغيرة مع النهوض بوضع الصيدلي والمساهمة في تكوينه والرفع من قدراته العلمية . كما يشكل هذا المؤتمر الذي يستمر يومين، مناسبة لتعميق النقاش حول سياسة الدواء بالمغرب وصناعته وتسويقه وبحث مختلف الخيارات الاستراتيجية التي يجب اعتمادها لتحديد التوجهات المستقبلية للمهنة وتقديم تصورات عملية للنهوض بالقطاع . ومن بين المواضيع التي سيركز عليها المشاركون في هذا الملتقى، أوضاع مهنة الصيدلة ودورها الاجتماعي الحيوي باعتبار الصيدلي فاعلا أساسيا في قطاع الصحة العمومية وفي الحفاظ على الصحة الفردية للمواطنين بالإضافة إلى دراسة آفاق المهنة وتعزيز أخلاقياتها وتحسين ظروف ممارستها وتأهيل بنياتها إلى جانب مناقشة بعض المطالب المرتبطة أساسا بوضع قانون لدعم الأدوية مع تشجيع الصيدلي لاستعمال أكبر للأدوية الجنيسة وآليات النهوض بالقطاع وتطوير أدائه وكذا المشاكل التي يعاني منها .