"دول القارة الأفريقية غير مؤهلة لاحتضان دورة للألعاب الأولمبية قبل 2040" تصريح للعضو التنفيذي في اللجنة الأولمبية الدولية، البطلة الأولمبية ووزيرة الشباب والرياضة السابقة نوال المتوكل في العاصمة الكينية نيروبي أثار حفيظة الإعلام والرأي العام الجنوب أفريقي إلى حد اتهام المغاربة بالغيرة والحسد والحقد على نجاح بلاد مانديلا في احتضان نهائيات كأس العالم 2010 وقبلها النجاح في كسب رهان التنظيم أمام منافسة المغرب. شخصيا، ومع احترامي الشديد لبطلتنا ووزيرتنا السابقة، لم أفهم ما سبب تصريحها هذا ولا ظرفيته؟ وأعتبره تصريحا غاب عنه حس المسؤولية والدبلوماسية في الرد على سؤال الجهة الإعلامية التي طرحت السؤال على السيدة نوال. فكيف يعقل أن تطلق نوال المتوكل العنان لهكذا تصريح من قلب أفريقيا؟ تصريح بلسان أفريقي ينال من دول أفريقيا من قلب أفريقيا. واقعيا كلنا نتفق على أن الغالبية الغالبة من دول أفريقيا لن تتمكن من احتضان تظاهرة رياضية عالمية بحجم الأولمبياد الصيفية التي يتطلب تنظيمها جهودا وإمكانيات لوجستيكية استثنائية، لكن في المقابل هناك دول أفريقية تملك من الإمكانيات والتجربة في التنظيم ما يؤهلها لذلك، ومن بينها المغرب مثلا، وجنوب أفريقيا التي ابهرت العالم بتنظيم اقل ما يقال عنه إنه رائع. وأنا إذ أتفهم تماما غضب إعلام ورأي عام جنوب أفريقيا وانزعاجهما من تصريحات المتوكل لأن البلد ينوي الترشح لأولمبياد 2020 عقب النجاح في تنظيم كاس العالم 2010، لكني لن ولم أقبل منهم التهجم على المغرب والمغاربة فقط لأن مسؤولا مغربيا في اللجنة الدولية أساء لهم، وإن كانت نوال أساءت لقارة بكاملها بما في ذلك المغرب وليس جنوب أفريقيا لوحدها. فلن نقبل أن ننعت بالحسودين والحقودين والغيورين من نجاح جنوب أفريقيا في تنظيم كأس العالم 2010، وقبله فوزهم علينا في نيل شرف التنظيم، وربط هذا بذاك والقول إننا مازلنا نحقد عليهم بسبب ذلك، والواقع أننا نحن المغاربة ، وإن كان حز في نفسنا اختيار بلاتر لجنوب أفريقيا، كنا أول من مارس النقد الذاتي وقلنا إن إمكانيات جنوب أفريقيا أفضل منا بكثير فيما يتعلق بالبنى التحتية. وقد رديت على مقال- رأي في صحيفة بيزنيس داي أوضحت فيه عدم السماح لأي كان باتهامنا باطلا بالحقد وقلت إن المتوكل عبرت عن رأيها كمسؤولة في هيئة دولية وليس كمسؤولة مغربية. وسؤالي للسيدة نوال، التي سعدت بلقائها عدة مرات خلال زياراتها للدوحة كان آخرها في مارس الماضي عند حضورها حفل تدشين مختبر مكافحة المنشطات في الدوحة بمعية لامين دياك رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى واللورد سبستيان كو رئيس اللجنة المنظمة لألمبياد لندن 2012 وعضو اللجنة الأولمبية الدولية وعدد من الشخصيات الرياضية، سؤالي هو ما الدافع وراء هذا التصريح؟ وما الفائدة التي ستجنيها من ورائه؟ وما الداعي لخلق أعداء في أفريقيا قد يؤثرون في مسيرتك الناجحة في تسلق مناصب رياضية على الساحة الدولية؟ ثم لنفرض أنه، لا قدر الله، قرر المغرب غدا ترشيح الدارالبيضاء أو الرباط لاحتضان أولمبياد 2020، ماذا سيكون الموقف؟ هل سنقول للعالم إن أفريقيا غير قادرة أم قادرة على التنظيم؟ ولإعلام جنوب أفريقيا ورأيها العام أقول إن المغرب ظل وفيا دائما لجذوره الأفريقية كما أكد ذلك جلالة الحسن الثاني رحمه الله:" المغرب شجرة جذورها في أفريقيا وفروعها في أوروبا"، ومنه فإن شعبه لن يكن أي حقد أو عداوة لأي بلد أفريقي في مسعاه المشروع لاحتضان تظاهرة رياضية عالمية أو غيرها، بل سنكون سعداء لذلك وحتى إن فكرنا ننافس في الاحتضان فنحن شعب رياضي مشبع بالروح الرياضية العالية وسوف نتقبل بكل روح رياضية نتيجة التنافس ونهنئ الفائز، وليس كما يدعون أن "غيرتنا"، أو "غيرة" نوال، تدفعني للحقد عليهم وانتقادهم ومحاربة رغبتهم في احتضان أي حدث رياضي عالمي. وأتمنى من السيدة نوال أن تدعم أي بلد أفريقي يسعى جادا لتنظيم الألعاب الأولمبية غدا توفرت فيه الشروط ولو على حسابنا إذا تفوق ملفهم على ملفنا.