ركزت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، أبرز اهتماماتها حول الاحتفالات بالذكرى السبعين لإنزال الحلفاء بالنورماندي، التي تتميز بمشاركة الرئيس الروسي فلادمير بوتين، والموقف الصارم لمجموعة السبع تجاه موسكو على خلفية اختبار القوة في أوكرانيا. كما اهتمت بالإعلان الرسمي لتولي ملك إسبانيا المقبل فيليبي السادس العرش خلال حفل رسمي سيقام يوم 19 يونيو الجاري، وبالتطورات السياسية في بلجيكا عقب الانتخابات الجهوية والفيدرالية، فضلا عن القرارات التي أعلن عنها رئيس البنك المركزي الأوروبي لدعم منطقة الأورو. ففي فرنسا اهتمت الصحف بتخليد الذكرى السبعين لإنزال الحلفاء بالنورماندي اليوم الجمعة، مشيرة، بهذا الخصوص، إلى مشاركة الرئيس الروسي فلادمير بوتين في هذه الاحتفالات على وقع الأزمة الأوكرانية. وكتبت صحيفة (لاكروا)، في هذا السياق، أن تخليد الذكرى السبعين للإنزال يدعو إلى إلقاء نظرة تأمل إلى الوراء، وتكريم الجنود الذين جاؤوا لتحرير أوروبا وفرنسا من النازية، مبرزة أن حضور 19 قائد دولة في هذه الاحتفالات سيتيح عقد لقاءات سرية وصعبة تخيم عليها التوترات الدولية. واعتبرت الصحيفة أن حضور الرئيسين الأمريكي والروسي اللذين يتبادلان الاتهامات بخصوص الاضطرابات في أوكرانيا، في آن واحد هذه الاحتفالات، يجسد هشاشة زمن السلام، مضيفة أنه على الرغم من أن الحروب الحديثة تدور بأسلحة مختلفة، وتسفر عن ضحايا أقل في صفوف الجنود، لا تزال هناك تهديدات إرهابية ووسائل أخرى لضرب استقرار المجتمعات وإبعاد شعوبها عن أراضيها. من جهتها، قالت صحيفة (ليبراسيون) إن الرئيس الروسي سيلتقي خلال هذه الاحتفالات بنظرائه الأوروبيين وكذا الرئيس الأمريكي لأول مرة منذ ضم القرم، مشيرة إلى أن الغربيين لن يتنازلوا بشأن العقوبات. وأضافت أن الرئيس فرانسوا هولاند يرغب خلال هذه الاحتفالات التي يحضرها كافة أطراف الأزمة الأوكرانية ممارسة دبلوماسية الضيافة والقيام بدور المسهل. أما صحيفة (لوموند) فذكرت، من جانبها، أن هذه الاحتفالات ستشكل فرصة لبحث العديد من الملفات الثنائية ضمن مناخ الحرب الباردة بعد ضم القرم من قبل روسيا، مضيفة أن فلاديمير بوتين لم يتوقع موعدا مع باراك أوباما، لكن فرصة هذا اللقاء ممكنة على شواطئ النورماندي. في نفس السياق، تطرقت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) الروسية إلى الاحتفال في فرنسا بالذكرى الÜ70 لإنزال قوات الحلفاء في نورماندي سنة 1944، مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعا 19 رئيس دولة وحكومة إلى المشاركة في هذه الاحتفالات، ومن بين المدعوين ملكة بريطانيا ورئيس وزرائها ورؤساء روسياوالولاياتالمتحدة وبولندا ومستشارة ألمانيا. وبرأي الصحيفة فإن هذه الذكرى لا تجذب اهتمام الرأي العام والإعلام العالميين فحسب، بل هناك عامل الظروف المتعلقة بالأزمة الأوكرانية وتوتر العلاقات الغربية الروسية، ما يزيد أهمية العنصر السياسي الدبلوماسي ومشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نورماندي، مبرزة أن الكثيرين يربطون آمالهم بخفض حدة التوتر في العلاقات الغربية الروسية بنتائج المباحثات المقبلة بين زعماء الغرب وروسيا. من جانبها، قالت صحيفة (نوفيه ايزفيستيا) إن قمة الدول السبعة الكبرى في بروكسيل بدأت بمأدبة عشاء حضرها زعماء الدول السبع الأعضاء (فرنسا، ألمانيا، كندا، اليابان، إيطاليا، بريطانيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية) واستمرت يومين، مشيرة إلى أن القمة ناقشت الأوضاع الدولية، وركزت مناقشاتها على الأزمة الأوكرانية والعلاقات الروسية - الأوكرانية، رغم غياب روسيا عن هذه القمة. في هذا الإطار، ذكرت صحيفة (فيدوموستي) أن الرئيس فلاديمير بوتين كلف خلال اجتماع لجنة مجمع الوقود والطاقة الرئاسية في أستراخان، الحكومة بدراسة موضوع تعزيز رأسمال شركة "غازبروم" لكي تتمكن من تشييد وإقامة البنى التحتية اللازمة في مجال الغاز في منطقة الشرق الأقصى. وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين ذكر بالعقد الذي تم التوقيع عليه مؤخرا مع الصين حول توريد الغاز الروسي إلى هذه الدولة بقيمة 400 مليار دولار. ونقلت عن بوتين قوله "وبهذا الشكل تكون مهمتنا الأولوية - توفير البنى التحتية الضرورية لضمان الوصول الاستراتيجي لمجمع الوقود والطاقة الروسي إلى الاتجاه الشرقي، وضمان التصدير إلى دول منطقة آسيا والمحيط الهادي". وفي سويسرا خصصت الصحف تعليقاتها للموقف الصارم لمجموعة السبع تجاه موسكو على خلفية اختبار القوة في أوكرانيا منذ ضم القرم والتصويت الموالي لروسيا بشرق البلاد. في هذا الصدد، أشارت صحيفة (لوتون) إلى التعبئة المدهشة لقادة مجموعة السبع ليس فقط من اجل تسوية المشكل بين موسكو وكييف لكن أيضا من أجل تقديم دعم مكثف للأوكرانيين، مضيفة أنه تم الالتزام بتقديم 30 مليار أورو من أجل إعادة بناء البلاد. من جانبها، أكدت صحيفة (لاتريبون دو جنيف) أن مجموعة السبع هددت روسيا بعقوبات قاسية دون أن تذهب إلى حد قطع شعرة معاوية معها، مضيفة أنها المرة الأولى منذ ضم القرم من قبل روسيا، التي سيتحدث فيها قادة مجموعة السبع بشكل مباشر إلى فلادمير بوتين وذلك خلال الاحتفال بذكرى إنزال النورماندي. في المنحى ذاته، اهتمت صحيفة (الغارديان) بالدعوة التي وجهها قادة مجموعة السبع إلى الرئيس الروسي من أجل الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية بأوكرانيا، واستخدام تأثيره لإقناع المتمردين الموالين لروسيا بإلقاء السلاح والدخول في حوار مع السلطات الأوكرانية. من جانبها، أبرزت صحيفة (الدايلي تيلغراف) إعلان مجموعة السبع الذي دعا بوتين الى انتهاز فرصة انتخاب رئيس جديد لاوكرانيا من اجل تجنب تصعيد التوتر بين موسكو وكييف وفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين. وفي سياق متصل، كتبت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه) الألمانية أنه منذ سنوات طويلة لم يجتمع رؤساء وحكومات الدول المعروفة باسم الدول الصناعية الكبرى في غياب روسيا، مشيرة إلى أن الممارسات الروسية ضد أوكرانيا كانت السبب وراء عزلها، إلا أن الأوروبيين مستمرون على الرغم من خيبة أملهم الأخيرة في بحث سبل الحوار مع موسكو. من جهتها، كتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) أن دول مجموعة السبع أثبتت صلاحياتها في القمة حيث شدد القادة الأوربيون أنهم على استعداد لفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية والدفع ببوتين إلى سحب قواته من الحدود الأوكرانية، ووقف أعمال الانفصاليين الموالين لموسكو وفتح حوار مع الرئيس الأوكراني الجديد مع تشجيع أوكرانيا على الحفاظ على نهج معتدل في مواصلة عملياتها لإرساء النظام في البلاد. من ناحية أخرى، سلطت الصحف الألمانية الضوء على القرارات التي أعلن عنها رئيس البنك المركزي الأوروبي لدعم منطقة الأورو، وعلى قمة الدول السبع في بروكسل. وحول قرارات رئيس البنك الأوروبي ماريو دراغي التي أعلن عنها أمس، أكد رئيس البنك أن هذا الأخير لن يتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات لدعم اقتصاد منطقة الأورو الذي يشهد تباطؤ ا وتضخما منخفضا. واعتبرت صحيفة (تاغستسايتونغ) أن رئيس البنك المركزي الأوروبي قام بمحاولات كثيرة لكنها فشلت، وأمام هذا العجز قرر المجلس التنفيذي للبنك خفض أسعار الفائدة إلى 15ر0 في المائة بعد أن تم تخفيضها في وقت سابق إلى 25ر0 في المائة، وفرض أسعار فائدة سلبية على ودائع البنوك لليلة واحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن على البنوك الأوروبية بمنطقة الأورو أن تحترم تعاملاتها مع البنك المركزي لمواجهة أي ادخار محتمل كما هو الشأن في الولاياتالمتحدة أو بريطانيا. من جهتها، عبرت صحيفة (هيلبورنر شتيمه) عن اعتقادها أن جزءا كبيرا من اقتصاد أوروبا "مريض"، لذلك ترى أن قرار البنك الأوروبي جيد عبر خفض الفائدة على حساب الادخار، وتأمين الاستثمارات مشيرة إلى أن العديد من الألمان متفقون على هذه الإجراءات، ومع ذلك، فمن المتوقع أن تبقى ضمن حدود ضيقة. أما صحيفة (ماركيشه أودرتسايتونغ) فترى أن الإجراءات يتعين أن توضع على أساس الحماية ومواجهة كل الاحتمالات خاصة في سنوات العائدات المنخفضة، مشيرة إلى أن العديد من الخطوات التي تتخذها البنوك أصبحت، مع المتغيرات الاقتصادية، محفوفة بالمخاطر. وأكدت الصحيفة أن هناك حاجة أكيدة لوضع مزيد من المحفزات وخطط دعم النمو وهو ما يدعو البنك المركزي الأوروبي إلى اتخاذ خطوات تقليدية وأخرى غير تقليدية خاصة لمواجهة الادخار. وفي إسبانيا واصلت الصحف تكريس تحليلاتها وتعليقاتها للإعلان الرسمي لملك البلاد المقبل فيليبي خلال حفل رسمي سيقام يوم 19 يونيو الجاري. وكتبت صحيفة (لا راثون)، في هذا الصدد، أنه خلال هذا الحفل، الذي سيقام بمجلس النواب، سيؤدي الأمير فيليبي اليمين الدستورية قبل إلقاء أول خطاب رسمي له يعرض فيه خارطة طريق حكمه، مشيرة إلى أن القصر الملكي لمح إلى أن الملكين الحاليين خوان كارلوس الأول وصوفيا قد لا يحضران هذا الحفل. وأضافت اليومية أن الملك خوان كارلوس سيقوم يوما قبل ذلك بتوقيع الوثيقة الرسمية لتنازله عن العرش لولي العهد الأمير فيليبي الذي سيعلن ملكا جديدا لإسبانيا في 19 من الشهر الجاري. من جهتها أوردت صحيفة (أ بي سي) أن الأمير فيليبي سيعلن ملكا لإسبانيا يوم 19 يونيو الجاري دون مراسيم دينية، ودون حضور ضيوف أجانب أو أفراد من أسر ملكية أخرى، مشيرة إلى أن الحفل لن يكلف الدولة أي أعباء مالية. أما صحيفتا (إلباييس) و(إلموندو) فعادتا إلى قرار الحكومة بحث الإجراءات اللازمة لمنح الملك خوان كارلوس "الحماية القضائية" بعد إعلان ابنه ملكا لإسبانيا. وأضافت اليوميتان أن الحكومة الإسبانية ستدرس تسريع إجراءات المصادقة على القانون المتعلق بهذا الموضوع. وفي بلجيكا أولت الصحف اهتمامها للتطورات السياسية في البلاد حيث علقت على إعلان الحزب الاشتراكي الفائز في الجزء الفرانكوفوني خلال الانتخابات الجهوية والفيدرالية، الاتفاق مع الوسط الديمقراطي الإنساني والفيدراليين الديمقراطيين الفرانكوفونيين على تشكيل حكومة والوني وبروكسيل. في هذا الاطار كتبت صحيفة (لوسوار) أن الوزير الاول الاشتراكي المنتهية ولايته إليو دي ريبو نفذ ضربة جيدة لكنها قالت ان ساعة الانتقام قد دقت ذلك ان الحزب الاشتراكي خاطر بخلق اعداء كبار. وأضافت الصحيفة أن الحركة الاصلاحية التي تم استبعادها وأن الليبراليين الديمقراطيين الفلامان والمسيحيين الديمقراطيين الفلامانيين قد ينتقمون. من جهتها اعتبرت صحيفة (لاليبر بيلجيك) ان النظام البلجيكي لا يمكن أن يعمل في غياب التعاون بين الكيانات ذلك أنه من السهل ايجاد حلول للمشاكل عندما تتوفر الحكومات على أغلبيات متناظرة. ورأت صحيفة (لومورغن) من جهتها ان الحزب الاشتراكي قدم من خلال تشكيل سريع للحكومات الفرانكوفونية هدية لغريمه حزب القوميين الفلامانيين، مشيرة الى أن الاشتراكين الفرانكوفونيين دخلوا في منطق فيدرالي يقوم على تسوية القضايا الصغيرة على مستوى الجهات ثم الانتقال الى ما هو ممكن على المستوى الفيدرالي.