اعترف سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية بتراجع إقناعية الخطاب. وقال العثماني الذي كان يتحدث في حوار لجريدة الخبر الجزائرية أن الحركة الإسلامية حاليا في حاجة ملحة للتجدد، في الآليات الفكرية ومناهج النظر والتحليل وفهم الدنيا، في كثير من الأحيان تشكل الأعراف الاجتماعية عائقا أمام هذا التجدد، فيميل كثير من أبناء الحركة الإسلامية إلى مداراة هذه الأعراف رغم مجافاتها لمقاصد الدين وضرورات التطور، وحتى وإن كانت الحركة الإسلامية مازالت تحتفظ بقدر هام من التأثير في المشهد السياسي، سواء كانت في المعارضة أو في الحكم، فيمكن أن نلاحظ عدم قدرتها على العموم على التحول من طائفة منغلقة على نفسها ذات سمات فكرية وسلوكية معينة إلى تنظيم جماهيري قادر على التأثير الواسع. ومن أسباب هذا العجز الانكفاء على الذات وتضخيم الخصوصيات وعدم الجرأة في إدخال التغييرات التنظيمية اللازمة لهذا التحول، وضعف القدرة على استيعاب الكفاءات السياسية المتخصصة التي قد لا تقاسم التنظيم الأصلي كل تفاصيل سماته السلوكية الموروثة. وعن إضافات الأحزاب الإسلامية الممثلة في البرلمان في البرلمانات المغاربية، أكد أنها تخضع للسقف المسموح به سياسيا، محليا ودوليا، مبرزا ووجود عوائق موضوعية تمنعها من أن تتجاوز هذا السقف، قبل أن يؤكد أنها وعلى الرغم ذلك فإنها أضفت على البرلمانات فعالية إضافية مهمة. وأكد العثماني على أن الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية ليست ملاكا طاهرا بل هي أيضا تضم أناس فاسدين يتعاطون الرشوة وغيرها، لكنها تكون قادرة على اتخاذ التدابير التنظيمية والسياسية اللازمة لمحاسبة ومعاقبة المسؤولين المنتسبين إليها الذين يثبت تورطهم في قضايا فساد. مستدلا بأن حزبه قد قام في عدة حالات بشطب منتخبين من صفوفها بعد ثبوت تورطهم في تعاطي أموال مقابل منح أصواتهم لمرشحين آخرين في انتخابات مجلس المستشارين ومجالس محلية من مستويات أعلى. واعتبر العثماني أن التصوف له عمق تاريخي وشعبي في بلدان المغرب العربي، وفي فترة سابقة كانت بعض التوجهات داخل الحركة الإسلامية في المنطقة أقرب إلى التوجس من الحركات الصوفية، لكنه بدأ يخف منذ نحو عقد من الزمن، حتى أن هناك نقاط التقاء ما بين تيارات الحركة الإسلامية التي تحمل مشروعا سياسيا والحركات الصوفية. [email protected]