واصلت وسائل إعلام غربية وإسرائيلية تشكيكها في صِحّة الرئيس حسنى مبارك، متجاهلةً نشاطاته المكثفة مؤخرًا والذي تمثل في لقاءاته المتعددة الأحد الماضي لبحث أوضاع المنطقة وسبل إرساء السلام، كاشفةً في الوقت نفسه النقاب عن قيام مجلس المخابرات القومي الأمريكي والقيادة المركزية الأمريكية، بتكليف مُحَلّلين استخباراتيين برسم السيناريوهات المتوقعة لمرحلة ما بعد الرئيس مبارك. ونقلت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية في عددها الصادر أول أمس الاثنين عن مسئول في وكالة استخبارات مركزية أوروبية قوله: إن وكالته تقدر أن يموت الرئيس المصري (82 عامًا) خلال سنة واحدة، وقبل موعد الانتخابات الرئاسية المصرية في سبتمبر 2011، مشيرةً إلى أنه مع رفض مبارك اختيار نائب له، فإنّ التعديلات الدستورية الأخيرة التي أجريت في 2005 بشأن شروط الترشح للرئاسة "تعزّز من فرصة نجله جمال مبارك الذي يرأس لجنة السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي". ومضت الصحيفة قائلة: إنه "وفقًا للدوائر السياسية الأمريكية، فإن هناك منافسين محتملين لجمال إلا أنهم ليسوا أعضاء رسميين في الحزب الحاكم، وهو ما يعنى نظريًا استحالة خوضهم الانتخابات المقبلة كمرشحين للحزب الوطني "ولكن يمكن ترشح أحدهم كمستقل بعد منحه الأصوات المطلوبة دستوريًا من أعضاء مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية". في الوقت نفسه فإن محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يقود حملة لإلغاء قانون الطوارئ وجعل النظام السياسي أكثر تنافسية، "لن يكون مؤهلًا للمنافسة على منصب الرئيس" في الانتخابات المقبلة سواء خاضها الرئيس مبارك أو لم يخضها لأي سبب، على حدّ قول واشنطن تايمز. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنّه بالرغم من أن مبارك (82 سنة) التقى الأحد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلا أن غالبية وكالات الاستخبارات الغربية تعتقد أنه سيموت بسبب إصابته بالسرطان في المعدة والبنكرياس ووصول المرض إلى المراحل الأخيرة. وقالت: إنه بالرغم من نفي مسئول حكومي مصري ما نشرته عدة صحف إسرائيلية وعربية بأن مبارك تلقى العلاج لمرضه في مستشفى بفرنسا قائلاً: إن هذه التقارير "من دون أي أساس"، إلا أن المؤشرات إلى تدهور صحة الرئيس المصري كثيرة. وذكرت الصحيفة جراحة استئصال المرارة التي خضع لها مبارك في ألمانيا في مارس الماضي، والعلاج الذي استغرق 6 أسابيع. ونقلت الصحيفة عن الخبير في الشؤون المصرية ستيفن كوك قوله: إنه خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة المصرية قبل شهرين قال له كثيرون: إن الرئيس المصري ليس في صحة جيدة. وقال مسئول استخباراتي أمريكي رفيع المستوى: "نحن نعلم أنه (مبارك) يموت ولكن لا نعلم متى سيرحل، فقد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً، وانظروا إلى (الرئيس الكوبي السابق فيدل) كاسترو". ويذكر أن من أبرز منافسي جمال مبارك على الرئاسة مسئولون مصريون من النخبة مثل رئيس جهاز الاستخبارات المصرية عمر سليمان، والرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. ونقلت "واشنطن تايمز" عن مسئول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية قوله: إن "مبارك رئيس لمصر منذ 30 سنة وسيكون (رحيله) حدثًا تاريخيًا عند حصوله، وجمال مبارك هو بديل محتمل ولكن يبدو أن البرادعي مستعد للمنافسة على الرئاسة في ظل ظروف محددة". وأضاف أنّ الحكومة المصرية ستجد نفسها أمام اتخاذ قرار تاريخي بعد رحيل مبارك، وعليها أن تأخذ في عين الاعتبار رغبات الشعب المصري الذي يطالب بمزيد من الانفتاح بعد سنوات من الحكم السلطوي.