تناولت الصحف العربية اليوم الاثنين الأوضاع السياسية والداخلية بصفة عامة في كل من مصر واليمن وكذا العلاقات الخارجية للبحرين، كما تطرقت لملف احتضان قطر لمونديال 2022، والعلاقات الدبلوماسية بين الأردن وسورية . ففي مصر واصلت الصحف تسليط الضوء على ردود الفعل المحلية والدولية عقب الانتخابات الرئاسية، التي جرت يومي 26 و27 ماي الماضي، فضلا عن أهم الأحداث على الساحة المحلية، وأبرزها مراجعة قانوني الانتخابات البرلمانية وظهور إصابات بمرض الملاريا في البلاد. وهكذا رصدت صحيفة (الجمهورية) الاجتماع الذي عقده أمس رئيس الوزراء المصري، إبراهيم محلب، مع أعضاء اتحاد مقاولي القارة الافريقية والذي شدد خلاله على أن "إرادة المصريين باختيار رئيس للجمهورية واحتفالاتهم المستمرة في الشوارع منذ الخميس الماضي أكدت عودة مصر إلى مقرها الطبيعي بالاتحاد الأفريقي". وقال رئيس الوزراء لأعضاء اتحاد مقاولي التشييد والبناء الافريقي بحضور سفير بوروندي ووزراء الإسكان والشباب والرياضة والاتصالات والبترول، إنه "بعد الانتخابات واختيار رئيس الجمهورية بإرادة حرة تأكدت عودة مصر بقوة إلى مقرها الطبيعي بالاتحاد الافريقي". وفي السياق ذاته اهتمت صحيفة (الجمهورية) بتصريحات رئيس بعثة مراقبي تجمع الساحل والصحراء عبد الرؤوف عبد العال بلقاسم الكاتب العام المساعد للتجمع، والذي أكد خلالها أن الانتخابات الرئاسية "كانت شفافة ونزيهة بالكامل وشهدت توفيرا كاملا لكافة الضمانات التي تكفل إبداء الناخبين رأيهم في راحة وسلام تام، حيث لم نلحظ أي عقبات تعوق عملية التصويت وجرت العملية الانتخابية فى ظروف مرضية وتتفق مع المعايير الدولية". وبخصوص الانتخابات البرلمانية، ذكرت صحيفة (الأخبار) أن قسم التشريع بمجلس الدولة برئاسة المستشار مجدي العجاتى، نائب رئيس المجلس، انتهى من مراجعة قانوني الانتخابات البرلمانية "مباشرة الحقوق السياسية ومجلس النواب''، وإعادة صياغتهما من الناحية الدستورية، وذلك بعد إرسالهما للقسم أمس الأول من قبل اللجنة المكلفة بإجراء تعديلات على القانونين وفقا لنص وأحكام الدستور الجديد للبلاد وقد تم ارسالهما فجر أمس إلى الحكومة. وفي موضوع آخر تابعت صحيفة (المصري اليوم) تأكيد وزير الصحة، عادل عدوي، أن مرض الملاريا تحت السيطرة وان عدد الحالات المصابة في قرية ''العدوة'' بمحافظة أسوان 13 حالة، خرج منهم اثنان من المستشفى بعد تلقيهما العلاج . وقال وزير الصحة إن ظهور حالات إصابة لن يؤثر على موقف مصر بإعلانها دولة خالية من الملاريا من قبل منظمة الصحة العالمية، لأن المرض محصور في بؤرة محددة، والوزارة تسير في إجراءات الإعلان، والملاريا التي تم اكتشافها من النوع الحميد ولا خوف منها، والفارق بينها وبين النوع الخبيث أن الأولى تستجيب للعلاج بسرعة. وأولت الصحف اليمنية اهتمامها للطلب الذي وجهه البرلمان الى الرئيس عبد ربه منصور هادي بخصوص حكومة الوفاق الوطني، مع اختلاف في تأويل مضمون الطلب، فبينما أفادت بعض الصحف بأن البرلمان طلب من الرئيس اقالة الحكومة برمتها، ذكرت أخرى ان الرسالة طلبت فقط ادخال تغييرات على الحكومة التي يترأسها محمد باسندوة. هكذا كتبت صحيفة (اليمن اليوم) تحت عنوان "البرلمان يقر بالإجماع اقالة الحكومة" ان "مجلس النواب وجه أمس رسالة الى رئيس الجمهورية طالبه فيها بتغيير الحكومة نظرا لعجزها في أدائها العام، ولا سيما معالجة أزمة المشتقات النفطية والاختلالات الأمنية وحماية أبراج الكهرباء وأنابيب النفط"، مذكرة بأن هذه الرسالة "تأتي بعد ثلاثة أسابيع من تهديد المجلس بسحب الثقة من الحكومة". أما صحيفة (الاولى) فاستقت آراء بعض النواب في الموضوع "بعد اخفاقهم في سحب الثقة بناء على اللائحة الداخلية للمجلس"، فنقلت عن النائب عزام صلاح قوله "يفترض بالحكومة أن تقدم استقالتها لرئيس الجمهورية"، وعن النائب عبد الكريم الاسلمي قوله "المذكرة المرفوعة الى الرئيس تضمنت تعديل الحكومة وليس اقالتها"، في حين قال النائب عبد العزيز جباري "الرسالة لسحب الثقة كاملة عن الحكومة وتشكيل حكومة جديدة". أما صحيفة (المصدر) فأبرزت حصول "اجماع برلماني على ضرورة تغيير جذري في الحكومة"، مشيرة الى أن "شرط التوافق دفع رؤساء الكتل الى عقد اجتماع منفصل والاتفاق على رفع المذكرة للرئيس" وأن "الكتل طلبت من الرئيس القيام بهذا الاجراء بصورة عاجلة وبما يضمن الكفاءة والنزاهة". ومن جهتها نقلت صحيفة (أخبار اليوم) عن رئيس كتلة (فريق) حزب مؤتمر الشعب العام في البرلمان، النائب سلطان البركاني، قوله في هذا الصدد "ان الاجراء الذي اتخذه البرلمان في جلسة أمس يؤدي الى ذات النتيجة التي كانت ستأتي من عملية التصويت على سحب الثقة، كون الموضوع جاء بعد استجواب البرلمان للحكومة". وأضاف البركاني، حسب (أخبار اليوم)، إنه "لا مبرر لبقاء الحكومة، وعلى باسندوة أن يستقيل قبل أن يقال"، مؤكدا أن "الحكومة الجديدة ستشكل وفق المبادرة الخليجية التي نصت على المناصفة" (المناصفة بين حزب المؤتمر الحاكم سابقا وأحزاب المعارضة السابقة). وانصب اهتمام الصحف القطرية على ملف احتضان قطر لمونديال 2022 لكرة القدم، حيث انتقدت ما وصفته "بالادعاءات المغرضة" التي نشرتها صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية أمس حول تقديم قطر رشاوي من أجل استضافة المونديال، علاوة على تطرقها مجددا لنجاح الوساطة القطرية في الإفراج عن جندي أمريكي كان محتجزا في أفغانستان. وهكذا تناقلت صحف (الشرق) و(العرب) و(الراية) و (الوطن) نص البيان الصادر امس عن اللجنة القطرية العليا للمشاريع والإرث (المسمى الجديد للجنة القطرية لتنظيم مونديال 2022) التي نفت نفيا قاطعا، خبر تقديم قطر رشاوى من أجل استضافة مونديال 2022، الذي نشرته صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية في وقت سابق، مؤكدة حرصها "طوال فترة عملها على الالتزام بأعلى درجات النزاهة والمعايير المهنية والأخلاقية أثناء خوضها منافسات نيل شرف استضافة بطولة كأس العالم 2022". وفي هذا السياق، قالت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها "ليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها لجنة ملف قطر 2022 لحملة أكاذيب وافتراءات، وربما لن تكون الأخيرة، طالما أن الحاسدين كثر وأصحاب الأطماع والمآرب يعيثون في الأرض فسادا، خصوصا أن فوز قطر باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم أصاب دولا كثيرة بصدمة وأشعلت في النفوس المريضة عقدة النقص والرغبة في التحريض والافتراء والإساءة". وفي هذا السياق، تضيف الصحيفة، "تندرج مزاعم صحيفة (الصنداي تايمز) التي تأتي استكمالا لحملة الافتراءات الإعلامية المضخمة التي سبقتها إليها وسائل إعلام غربية ومستغربة، إذ إنه لم يسبق أن تعرضت دولة مضيفة للمونديال لحملات مشابهة في العقود الماضية"، مبرزة أن تلك الحملات الإعلامية "بدأت تتحول إلى استفزاز لكل مواطن قطري وعربي يشعر أن من حقه الطبيعي أن تحظى منطقة الشرق الأوسط باستضافة بطولة كأس العالم لأول مرة في تاريخ البطولة". في قراءتها لنجاح الوساطة القطرية في الإفراج عن الجندي الأمريكي بو برجدال، الذي كان محتجزا في أفغانستان منذ نحو خمسة أعوام، اعتبرت صحيفة (الراية) أن هذا الافراج "يشكل انتصارا جديدا للدبلوماسية القطرية ونجاح الدوحة كوسيط مقبول لدى جميع الأطراف إقليميا ودوليا (..) مبرزة ان " هذا الإنجاز من المؤمل أن يقود إلى الوصول إلى الانفراج في جهود تسوية القضية الأفغانية". واهتمت الصحف الأردنية بمستقل العلاقات الدبلوماسية بين عمانودمشق عقب طرد السفير السوري، بهجت سليمان، وبالزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي إلى الأردن لبحث ملف الحكومة الفلسطينية الجديدة، ومآل عملية السلام. ففي مقال بعنوان "ما بعد بهجت سليمان"، كتبت صحيفة (الغد) أن الحكومة الأردنية سعت، ومنذ اللحظة الأولى، لاحتواء ردود الفعل على قرار طرد سليمان، ووضع الخطوة في إطارها المحدود، مجرد إجراء ضد شخص وليس قطعا للعلاقات مع النظام السوري، مضيفة أنه من الناحية الدبلوماسية، يمكن القول إن العلاقات بين البلدين عرجاء، لا سفير أردنيا ولا قائم بالأعمال في دمشق، مقابل قائم بأعمال سوري في عمان. وقالت إن الأردن، ولاعتبارات أمنية، أخلى سفارته في دمشق في وقت مبكر. ولم تكشف وزارة الخارجية الأردنية بعد ما إذا كانت تنوي تعيين سفير جديد في سورية أم لا. أما سياسيا، يكون قرار كهذا صعبا، بالنظر إلى مواقف الدول الحليفة للأردن من النظام السوري. أما بالنسبة للنظام السوري، فإن الأمر مختلف، إذ من مصلحته، في ضوء حالة العزلة العربية والدولية التي يعيشها، أن يسارع إلى ترشيح سفير جديد له في عمان، معتبرة أن "الموقف سيكون محرجا في حال أقدمت دمشق على خطوة كهذه، ربما تماطل عمان في الرد على طلب الاستمزاج، لكنها ستضطر في مرحلة للرد، بالموافقة أو الرفض". وبخصوص زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى الأردن، كتبت صحيفة (الدستور) أن هناك ملفين رئيسين يتأبطهما جون كيري، أولهما ملف الحكومة الفلسطينية، وشراكة (حماس) فيها، وهي شراكة تأمل واشنطن ضمنيا أن تحول حماس من حركة مقاومة الى حزب سياسي شريك في السلطة، بشروط واشنطن. وثانيهما ملف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المتعثرة، وهو تعثر لم يكن غريبا، لأن الحكومة الاسرائيلية كما سابقاتها تشتري الوقت عبر لعبة التفاوض، لإكمال مصادرة ارض الضفة الغربية وتهويد القدس. واعتبرت أن "كيري على الأغلب يريد توظيف المصالحة والشراكة في الحكومة لغايات توريط حماس في شرعنة التفاوض، وإدخالها ضمنيا إلى الملف الثاني الذي بحوزته، أي المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وبالتأكيد لا يمكن أن نفصل المباركة الامريكية لحكومة الشراكة، عن الهدف النهائي لواشنطن، بحيث تتحول المصالحة إلى جسر لتقليم أظافر حماس". وفي البحرين، أبرزت الصحف تسلم الملك حمد بن عيسى آل خليفة رسالة خطية من الرئيس المصري المؤقت، المستشار عدلي منصور، أمس، تتضمن دعوته لحضور حفل تنصيب الرئيس المصري الجديد. وذكرت صحف (البلاد)، و(أخبار الخليج)، و(الوطن)، و(الوسط)، و(الأيام)، أن الملك حمد أكد خلال استقباله سفير القاهرة لدى البحرين، أن "مصر تسير على الطريق الصحيح للاستقرار والتنمية لمواصلة دورها الريادي العربي والعالمي"، معتبرا الانتخابات الرئاسية المصرية "مناسبة عزيزة واستحقاقا وطنيا كبيرا عكس ما يتمتع به الشعب المصري الشقيق من وعي ومسؤولية وطنية". من جهة أخرى، أبرزت الصحف تشديد رئيس الوزراء، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، على أن "مملكة البحرين كانت وستظل تستند في علاقاتها الخارجية على مبدأ التعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وهي تأمل أن تبادلها تلك الدول ذات الاحترام وتعاملها بالمثل". وأضافت أن الأميرين خليفة وسلمان أكدا، خلال لقاء بينهما أمس، أن "الشأن الوطني سيبقى في محيط البيت البحريني ولن تقبل المملكة أي تدخل خارجي فيه"، وأن البحرين "نالت احترامها ومكانتها في المحيط الدولي بفضل سياستها المرنة ونهجها المعتدل في التعاطي مع كافة القضايا الإقليمية والدولية". كما أوردت الصحف فحوى المؤتمر الصحفي الذي عقدته سميرة رجب، وزيرة الدولة لشؤون الإعلام المتحدثة الرسمية باسم الحكومة، عقب جلسة مجلس الوزراء أمس، والذي أكدت خلاله، بالخصوص، استمرار اللقاءات والمشاورات الثنائية بخصوص حوار التوافق الوطني المفتوح بين كافة الأطراف ذات الشأن في المحور السياسي، مشيرة إلى أن أي جديد يتم طرحه في هذه المشاورات سيعلن عنه الديوان الملكي.