أعرب الفنان البلجيكي، بول فان هافر، الشهير ب"ستروماي"، عن سعادته بتواجده مع الجمهور المغربي ضمن فعاليات الدورة 13 من مهرجان "موازين إيقاعات العالم"، مبديا إلمامه بالمكانة التي يحتلها في قلوب معجبيه المغاربة، والاهتمام الذي يقدمه له الإعلام المغربي، والذي يقيسه من خلال تداول أغانيه عبر الإذاعات المغربية. ستروماي أعلن خلال الندوة الصحفية التي أقيمت، عشية الأحد، بفيلا الفنون، بالرباط، أنه ينوي تقديم عرض فريد ومختلف عن كل ما سبق وقدمه، خلال حفله اليوم بمنصة السويسي، مشيرا إلى أنه لا يحب التكرار، ويستمتع في خلق المفاجئات، وإمتاع المتلقي بعروض جديدة. المؤتمر الصحفي المخصص للفنان البلجيكي، طرح الإعلاميون فيه أسئلة متنوعة لاكتشاف هذه الشخصية التي يعتبرها العديد من النقاد فريدة ومتقلبة. الفنان البلجيكي تجاوب بشكل كبير مع الحضور في القاعة، وأجاب على جميع الأسئلة بصدر رحب، وخلال رده على أجوبة الصحافيين كشف أنه لم يتصور يوما هذا النجاح الكبير الذي وصل إليه، لأن ولوجه إلى مجال الموسيقى لم يكن يوما بهدف الشهرة، بل في الدرجة الأولى لإمتاع الذات. وفيما يخص شعبيته والمكانة العالمية التي بات يتبوأها، صرح ستروماي أنها ناتجة عن مجهود جماعي لفريق متكامل، وليست أبدا ثمار مجهود شخصي، مضيفا أنه لا يرى نفسه ظاهرة فنية، بل هو فنان يسخر الموسيقى لإمتاع نفسه ثم إمتاع الناس. جاك بريل الجديد، الظاهرة الفريدة، أو الطرب المتكامل، كلها ألقاب باتت تروج في الإعلام، لوصف ستروماي، الذي ولج الفن في سن مبكرة جدا، مازجا في كيانه بين عازف للقيثارة، ومؤلف موسيقي، ومغني، هذا التلاحم قال عنه "ستروماي" " إن من يعزف الموسيقى ويؤلفها يكون أكثر شخص يحس بها، لهذا فالأصل هو أن تجتمع كل هذه الخصائص في شخص واحد". الفنان البلجيكي الجنسية، والرواندي الأصل تحدث عن دعم العائلة له بشكل مباشر، من خلال وقوف شقيقه إلى جانبه في الأمور التسويقية، والتقنية بشكل دائم. حافز عائلي آخر يقف وراء نجاح ستروماي وسعيه لنشر الفرح والسلام، وهو حادث وفاة والده خلال الإبادة الجماعية لأقلية التوتسي برواندا، حيث لم يتجاوز وقتها 11 عاما، هذا الغياب أشار له المغني البلجيكي في أغنيته " PAPAOUTAI" التي حازت على العديد من الجوائز. ستروماي، وإن تحفظ عن الحديث عن هذا الموضوع إلى أنه لم ينف أن مأساة من هذا النوع التي فقد فيها أباه تعني له الكثير، وتعد دافعا أساسيا للتصدي للعنف والعنصرية والظلم في العالم، ونشر ثقافة الفرح والتفاؤل، وحب الآخر.