انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم السبت على رصد ردود الفعل الداخلية و الخارجية التي صاحبت إعلان عبد الفتاح السيسي رئيسا جديدا لمصر ،علاوة على تطرقها للمأزق الذي دخلته حاليا المصالحة الوطنية الفلسطينية بعد الفشل في تشكيل حكومة التوافق، وعجز المنتظم الدولي في وضع حد للمأساة الإنسانية في سوريا، و التطورات التي يعرفها المشهد السياسي في كل من اليمن و لبنان . في الشأن المصري ، كتبت يومية(الوطن) في مقالها الرئيس الذي حمل عنوان "العالم يهنئ السيسي.. ومرسي يدخل مرحلة الهذيان" أن منافس السيسي ،حمدين صباحي،" تقدم بعدة طعون في عدد من اللجان الانتخابية"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن بوتين هنأ السيسي ب"فوزه المقنع" ، وفرنسا "تدعو له بالتوفيق" ،و بوتفليقة يعرب عن" استعداده للتعاون". وسارت صحيفة(المصري اليوم) على نفس النهج حيث أخبرت بدورها، في مقال بعنوان "السيسي يؤدي اليمين أمام عدلي منصور" ،أن" الغرب يهنئ الرئيس المنتخب.. وصباحي يطعن ضد النتائج". أما يومية (الجمهورية) فقد أبرزت احتفالات أنصار السيسي بالفوز في الانتخابات الرئاسية، مقابل مظاهرات لأعوان" المعزول"(محمد مرسي) Ü على حد تعبير الصحيفة Ü التي أوردت تصريحات لمسئولين عن الهيئات التي قامت بمراقبة الانتخابات المصرية، ومن ضمنها تصريح للسيد محمد أوجار، رئيس بعثة المنظمة الدولية للفرنكوفونية، الذي وصف الانتخابات بأنها "كانت شفافة". وجاء في المقال الرئيسي ليومية(الأهرام) أن الرئيس المؤقت ،عدلي منصور، "يتمسك ببدء ولاية الرئيس المنتخب فور إعلان النتائج الرسمية" ،مشيرة إلى أن المرشح الرئاسي حمدين صباحي تقدم بعدة طعون، وأن اللجنة العليا للانتخابات تبحث هذه الطعون اليوم. واهتمت الصحف الأردنية بمستجدات القضية الفلسطينية، في ضوء الخلافات حول تشكيل حكومة التوافق الوطني، وتعثر مفاوضات السلام مع الجانب الإسرائيلي. ففي مقال بعنوان "حكومة وفاق أم تعديل وزاري¿"، كتبت صحيفة (الدستور)، أن الخلافات، باتت معروفة (...) ما ظهر منها، يتعلق بالاختلاف على اسم وزير الخارجية، حيث يصر الرئيس عباس على وزيره رياض المالكي، وتقترح حماس أسماء ليست بعيدة عن دائرة الرئيس و الرئاسة (...) الخلاف الثاني، ويتعلق بوزارة الأسرى، حيث يرى الرئيس إلغاء الوزارة، واستبدالها بهيئة وطنية مستقلة تعنى بهذا الشأن الحيوي، فيما ترى حماس، أن توقيت إلغاء الوزارة الآن، ليس مناسبا، فيما السجناء والأسرى، يخوضون غمار جولة جديدة من معارك "الأمعاء الخاوية". وقالت إن "ما بطن من خلافات، فيتعلق بموقع الأطراف من مسألتي الحكم والحكومة ... حماس تخرج اليوم من الحكومة، بيد أنها لا تبارح مواقع الحكم، تماما مثلما فعلت فتح عندما خسرت انتخابات 2006، فقد غادرت الحكومة ولم تسلم الحكم للفصيل الفائز ... الخلاف على مستقبل الأربعين ألف موظف حمساوي ومصائرهم، وتوحيد الأجهزة الأمنية، يندرج في سياق الصراع على الحكم وليس التنازع على الحكومة". وبخصوص تعثر مفاوضات السلام، قالت صحيفة (الغد) إنه "حين تقرر الوزيرة تسيبي ليفني، مسئولة ملف المفاوضات في حكومة بنيامين نتنياهو، إلقاء تهمة فشل ووقف المفاوضات على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، فإن لهذا مدلولات أبعد من التعبير عن الموقف الإسرائيلي الرسمي. إذ إنها بذلك توضح عمق موقفها من آفاق الحلº هذا من ناحية. وهي من ناحية أخرى، تؤكد مدى تشبثها بالشراكة بأكثر حكومات إسرائيل تطرفا، لا بل وانسجامها معها، رغم ما يصدر عن ليفني من فقاعات إعلامية، تحاول من خلالها إبداء نوع من التميز عن الرأي السائد في حكومتها". من جهتها، كتبت صحيفة (الرأي)، أن "الرفض الإسرائيلي لحل الدولتين: دولة فلسطينية كاملة السيادة على أرضها وحدودها ومعابرها الدولية وأخرى إسرائيلية بجانبها.. هو رفض لحل كان (يمكن) أن يشكل الأساس للتعايش في المنطقة العربية مع أنه لا يجسد (عدلا كاملا) للشعب الفلسطيني المظلوم والمطرود من أرضه ووطنه، وإن كان يتضمن الحد الأدنى من الإجماع العربي الفلسطيني والقومي على تحرير فلسطين.. كل فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر". بدورها ، سلطت الصحف القطرية الضوء على المأزق الذي تشهده حاليا المصالحة الوطنية الفلسطينية بعد انقضاء المهلة المحددة لتشكيل حكومة التوافق دون أن يتم تشكيلها،وفشل المنتظم الدولي في وضع حد لحرب الإبادة التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه. و هكذا، لاحظت صحيفة ( الشرق) أنه بعد انقضاء المهلة المحددة لتشكيل حكومة التوافق دون أن يتم تشكيلها، "بدأت بعض الجهات بالتحرك للنيل من اتفاق المصالحة مجددا لإجهاضه من جديد، والعودة بموضوع الخلافات الفلسطينية الفلسطينية إلى المربع الأول، ليعود الشعب الفلسطيني للمزيد من المعاناة، وليتراجع الاهتمام العربي والدولي بالقضية الفلسطينية، ولتبتهج الحكومة الإسرائيلية التي كانت دائما تصفق للخلافات، وتعمل على إجهاض اي تقارب بين الفلسطينيين". وبعد أن أشارت إلى تأكيد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أمس أن ملف المصالحة " لن يشهد تراجعا"، برغم "الخلافات" مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي أدت إلى تأجيل إعلان حكومة التوافق، اعتبرت الصحيفة أن هذا الموقف لهنية أعاد الامل "بأن الاتفاق الاخير لايزال على قيد الحياة، وأن الخلافات الصغيرة حول مسميات أشخاص أو إلغاء وزارات أو تثبيتها، لن تسقط الاتفاق." وبخصوص الأزمة السورية ، سجلت صحيفة ( الراية) أن نظام دمشق استغل فشل المجتمع الدولي في إنقاذ الشعب السوري بسبب الانقسام، "وبدأ يخطط لفرض الأمر الواقع تارة بتكثيف الغارات الجوية على المدن والبلدات بالقنابل والبراميل المتفجرة، وتارة أخرى بعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين من ضحايا الحرب وحصار المدن، الأمر الذي جعل الشعب السوري يشعر بأن العالم كله يتآمر عليه في هذه الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 160 ألف قتيل وأكثر من 9 ملايين ما بين نازح ومهجر بالداخل ومتشرد ولاجئ بالخارج." و ترى الصحيفة أن هذا الفشل يؤكد عدم جدية المجتمع الدولي تجاه الأزمة السورية، "الأمر الذي يتطلب اتباع نهج جديد للتعامل مع الأزمة الإنسانية غير المسبوقة، وهذا مرهون بفرض مناطق حظر جوي وإنشاء ملاذات آمنة توفر الحماية للمدنيين"، مشددة على أنه بغير الوقوف أمام هذه الإجراءات فإن الأوضاع الإنسانية ستتدهور أكثرº" لأن النظام غير مبال ويسعى بكل الوسائل لفرض الأمر الواقع على الجميع بتغيير الأوضاع على الأرض لصالحه". في نفس السياق ، ترى صحيفة (الوطن) في مقال لها أن "استقالة الابراهيمي كانت آخر الأدلة على فشل المجتمع الدولي في التوصل لحل سياسي للأزمة السوريةº" مبرزة انه بعد ثلاث سنوات من توليه المنصب "رفع الابراهيمي الراية البيضاء معلنا فشله واستسلامه". في الأمم المتحدة ، تقول الصحيفة "ثمة شعور بأن فرص أي مبعوث آخر لن تكون أحسن من فرصة الإبراهيمي, لكن ولأن الدبلوماسية الدولية لا تريد أن تعترف بالفشل والعجز, وتحاول جاهدة المحافظة على وظيفتها الروتينية في الصراعات والأزمات, فإن جل اهتمامها يتركز على اختيار مبعوث دولي جديد(..) وبدل البحث في أسباب الفشل وتفاديها مستقبلا, تركز على جوانب تقنية و فنيةº ترتبط بشخصية المرشحين وخبراتهم, وهل يكون عربيا أم أجنبيا, وما إذا كان يجيد اللغة العربية أم لا". أما في اليمن ، فقد أولت الصحف المحلية اهتمامها لاستمرار المحاولات البرلمانية الساعية الى سحب الثقة من حكومة الوفاق الوطني، وتدهور الأوضاع الأمنية والعسكرية في محافظة عمران شمالي البلاد. فتحت عنوان "100 ناب ينحازون للمواطن" كتبت صحيفة (الأولى) ان "أكثر من 100 من أعضاء مجلس النواب وقعوا أمس الأول عريضة بطلب سحب الثقة من حكومة الوفاق الوطني بعد طلب المجلس اعداد هذه الوثيقة وفق اللائحة الداخلية للمجلس"، لكن الصحيفة نقلت عن مصادر في تحالف أحزاب اللقاء المشترك قولها "ان قرار سحب الثقة لن يتحقق لعدم وجود اغلبية لإفراره". وأوردت (الأولى) في هذا تصريحات متناقضة لممثلين عن الكتل البرلمانية بخصوص قضية سحب الثقة، فبينما قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام عزام صلاح ان أكثر من 100 عضو وقعوا العريضة بعد عجز الحكومة عن تقديم حلول للوضع الأمني والاقتصادي، واعتبر ان النصاب القانوني أصبح مكتملا لسحب الثقة، قال محمد صالح القباطي نائب رئيس كتلة الحزب الاشتراكي اليمني "إن موضوع سحب الثقة عاد الى نقطة الصفر... لان إقرار سحب الثقة يقتضي موافقة الثلثين". وتابعت صحيفة (اليمن اليوم) موضوع المواجهات العسكرية في محافظة عمران بين الحوثيين وافراد لواء الجيش المرابط بالمنطقة، حيث اشارت الى استمرار المواجهات بين الطرفين بعد توصلهما بتعزيزات عسكرية، وأشارت الى ان المواجهات انتقلت في يومها الÜ 12 من المدخل الشمالي للمدينة الى المدخل الجنوبي بعد أن كان الحوثيون قد تمركزوا بأربعة أطقم على مدخل المدينة خط صنعاء -عمران وأدخلوا "هاونات" الى داخل جامعة عمران، مؤكدة سقوط عدد غير محدد من القتلى والجرحى من الطرفيين ف هذه المعارك. وتطرقت صحيفة (أخبار اليوم) من جهتها الى التطورات الميدانية للمواجهات بين الطرفين، كما تطرقت الى تشكيل لجنة وساطة رئاسية جديدة برئاسة وزير الدفاع محمد ناصر أحمد، لكنها أكدت ان "أبناء المحافظة اعتبروا تشكيل هذه اللجنة دعما للحوثي ووصفها سياسيون بالمهزلة التاريخية لهادي ولحكومة الوفاق الوطني ... لان تشكيل لجنة جديدة سيعطي الحوثي وميليشياته وقتا لالتقاط انفاسهم". أما في لبنان ، فقد اهتمت الصحف بانعقاد أول مجلس للوزراء، في ظل الشغور في منصب الرئاسة ، إذ كتبت (الأخبار) "أن مجلس الوزراء عقد أمس جلسة برئاسة الرئيس تمام سلام، هي الأولى بعد شغور موقع الرئاسة الأولى، لكنها، عمليا، جلسة بلا جدول أعمال، برغم أن الوزراء تسلموا الجدول الذي وصفوه بالعادي"، مضيفة أن المجلس" لم يبحث أي بند، وأنه على مدى أربع ساعات ناقش الوزراء آلية عمل الحكومة، إثر تسلمها وكالة صلاحيات رئيس الجمهورية". من جهتها، أشارت (السفير) الى أن "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع على التوالي (...) و الكل يترقب عداد الانتظار ولا مبادرات في المدى المنظور، سواء من الداخل أو الخارج". وعلقت (النهار) على الموضوع قائلة "إن الجلسة الأولى لمجلس الوزراء ،منذ خلو منصب رئاسة الجمهورية في 25 ماي، عكست أجواء التعقيدات التي تمليها مرحلة التكيف الحكومي مع الفراغ الرئاسي والتي برزت في تخصيص جلسة إضافية الثلاثاء المقبل لمجلس الوزراء من أجل التوافق على الآليات التنفيذية والتفصيلية لاتخاذ القرارات وتوقيعها". أما صحيفة (لمستقبل) فأوردت تصريحا لرئيس الوزراء تمام سلام أكد فيه "وجوب السعي إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت باعتبار أن خلو هذا الموقع يعرض التوازن الميثاقي بين السلطات إلى خلل كبير".