أعلن مستشفى "جيميلي"الجامعي والمتعدد الإختصاصات بالعاصمة الإيطالية "روما" أن مصالحه المختصة تستقبل مابين 20 إلى 30 شخصا شهريا بغرض علاجهم من الإدمان على الإنترنيت، كما يستقبل –المستشفى- يوميا عشرات المكالمات الهاتفية من قبل العديد من الآباء والامهات القلقين على وضعية أبنائهم الذين يقضون معظم أوقاتهم تصل أحيانا 15 ساعة في اليوم على المواقع الإلكترونية. ويعتبر قسم معالجة إدمان الإنترنيت الذي تم افتتاحه في شهر نونبر الماضي الاول من نوعه في إيطاليا المختص في "أمراض الشبكة العنكبوتية" التي أصبحت خيوطها تطال مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية. وقد حدد المحلل النفساني الامريكي "إفان غوالدبرغ" أعراض الإدمان والإضطراب في علاقة الفرد بالإنترنيت Internet Addiction Disorder في سبع نقاط أساسية: 1-عدم الشعور بالإرتياح إلا بقضاء معظم الوقت أمام شبكة الإنترنيت 2-تقليص وعدم إعطاء الأهمية لأي نشاط ليس له علاقة بالويب 3-الإصابة بالقلق والإكتئاب والتفكير فيما يحدث على الإنترنيت أثناء عدم استعماله 4-ضرورة أو الحاجة إلى المزيد من المواقع أو المزيد من الوقت بشكل تصاعدي 5-استحالة الإستغناء أو التحكم في استعمال الإنترنيت 6-تجزية معظم الوقت في الأنشطة التي لها علاقة بالإنترنيت 7-التمادي في استخدام الإنترنيت بالرغم من المعرفة المسبقة بالمشاكل النفسية والمادية والمهنية والإجتماعية التي يسببها هذا الإستخدام وحسب "فيديريكو طونيوني" منسق قسم العلاج من الإدمان على الإنترنيت بالمستشفى الإيطالي فإن مظاهر هذا الإدمان تبدو بشكل جلي في الفايسبوك والتويتر وكذا الشبكات الحوارية ومواقع الألعاب الإلكترونية وصولا إلى المواقع الإباحية البورنوغرافية، ومعظم المدمنين الذين يستقبلهم تتراوح أعمارهم بين 25 و40 سنة معظمهم ذكور بالإضافة إلى المراهقين الذين تعودوا استخدام الإنترنيت منذ نعومة أظافرهم. وتستغرق فترة العلاج التي يقدمها المستشفى الإيطالي في الغالب ستة أشهر موزعة على 25 جلسة تبدأ بلقاء أولي مع طبيب نفساني لتنتهي بالعمل على إدماج المدمن في مجموعات تأهيلية للعمل على ادماجه في الحياة العادية. فالمشكل بالنسبة للمحلل النفساني الإيطالي "طونيوني" ليس في الوقت الذي يتم قضاؤه في استخدام الإنترنيت بل في الإعتقاد أو الإحساس الذي ينتابنا عند هذا الإستعمال مثل أحلام اليقظة ،فالقلق يجب أن ينصب على العالم الإفتراضي الذي يعيشه كل مدمن على الإنترنيت وليس على الجوانب الصحية كما يفعل العديد من الأباء –يضيف المحلل النفساني الإيطالي- وأمام تنامي ظاهرة الإدمان على الإنترنيت وتزايد عدد المدمنين بإيطاليا بدأ العديد من هؤلاء أو الأباء الذين يعيشون في قلق دائم نتيجة ادمان أطفالهم على استخدام الإنترنيت ينضوون في مجموعات وحتى جمعيات كجمعية "لابروميسا" المتعاونة مع المستشفى المذكور والتي تهتم بالظاهرة في مختلف جوانبها مثلها مثل ظواهر الإدمان الأخرى، وإن كان ان ظاهرة الإدمان على الإنترنيت تعيش تحديا حقيقيا خصوصا مع التطورات التي تعرفها الوسائل التقنية الحديثة التي تعتمد في معظمها على الإنترنيت وتحسين أساليب استعماله فإذا كان المدمن على التدخين مثلا يجد صعوبة في تدخين سجارته بالعديد من الاماكن العمومية فإن المدمن على الإنترنيت يمكنه أن يدخل عالم الشبكة العنكبوتية من أي مكان شاء وفي أي وقت شاء حتى وإن كان في انتظار دوره لحضور جلسة العلاج من الإدمان على الإنترنيت!!! موقع المستشفى http://www.policlinicogemelli.it/area/?s=348&hw=5&id=3019