طالب الدكتور أمحمد لشقر، عم الشاب المسمى قيد حياته كريم لشقر، وزارة العدل والحريات التي يرأسها المصطفى الرميد، بالقيام بكل التحريات، قصد استجلاء "الحقيقة كاملة غير منقوصة" في ظروف وفاة الشاب، 38 سنة، والذي قال بيان للأمن إن عناصر الشرطة العاملة بالسد القضائي المنصب بمدخل الحسيمة أوقفته وهو على متن سيارة على الساعة الثالثة صباحا في إطار مراقبة روتينية. وأردف عم الشاب الهالك، والذي يشغل مهنة طبيب جراح منذ 31 سنة، أن أسرة كريم أصرت على تشريح الجثة بمدينة الدارالبيضاء بدل مدينة الحسيمة، حتى تتوفر كل الشروط العلمية والموضوعية لتشريح يقف فيه الأطباء في مربع الحياد والمهنية، وينتصرون فيه للضمير بعيدا عن كل الضغوطات أيا كانت طبيعتها". لشقر، في اتصال بهسبريس، قال إن الأسرة لها ملاحظات على بيان المديرية العامة للأمن الوطني، إذ جاء مغايرا في بعض فقراته لتصريحات مصدر أمني تحدث عن "معاينات طبية أولية رجحت فرضية الأزمة القلبية الطارئة كسبب للوفاة، باعتبار انعدام أية آثار للعنف أو المرض الظاهر على الهالك"، قبل أن تظهر صور جثة كريم تحمل آثار العنف على الشبكات الاجتماعية، يردف ممثل الأسرة. وتابع "ظهر أيضا بيان آخر لإدارة بوشعيب الرميل يتحدث عن "أن كريم لشقر ترجل من السيارة، ولاذ بالفرار اتجاه التجزئات السكنية حيث فقد توازنه، وتعثر ليسقط عرضيا ويصاب بخدش على وجهه ليتم ضبطه، وقد تمت معاينة حالة السكر المتقدمة عليه..". لشقر العم أفاد أن هذا ليس هو التناقض الوحيد في الرواية الرسمية، بل هناك أيضا تضارب بين "المصدر الأمني" الذي صرح بنقل الشاب الموقوف "مباشرة نحو المستشفى بسبب حالة السكر المتقدم"، بينما جاء في بيان الإدارة العامة للأمن الوطني أن كريم لشقر ورفيقيه أحيلوا "على المداومة ليتم استخراج هوية المعني بالأمر، حيث تم انتداب سيارة الوقاية المدنية التي نقلته لقسم المستعجلات بالمستشفى..". لشقر قال إنه من الأسباب التي تغذي الشك، أيضا، هي رواية رجال الوقاية المدنية الذين اعترفوا في البداية لبعض المعارف بنقل الهالك من مفوضية الشرطة نحو المستشفى، قبل أن يتراجعوا عن الرواية الأولى بعد اختلاط الأوراق"، يضيف المتحدث. عم الهالك تساءل عن مصير مصطفى أبركان، صديق الهالك ورجل التعليم الذي كان يقود السيارة لدى توقيفها، قائلا "إنه الشاهد الحاضر إبان المأساة، وأنه بظهوره سينجلي جانب مهم من الحقيقة..". لشقر قال إن الهالك شاب ناضل في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأخ الهالك سبق أن توفي في ظروف مشابهة سنة 1995، وأنه هو نفسه (أي امحمد لشقر) قضى تسعة أشهر في معتقل "الكوريس" سنة 1973 بتهمة الانتماء لمنظمة "إلى الأمام"، وأن الحديث عن دولة الحق القانون يصبح واقعا متى تم التعامل بنزاهة مع هذا النوع من الحوادث التي لها دلالتها" وفق تعبيره. وكانت الإدارة العامة للأمن الوطني أكدت، في بلاغ لها، أنه في حدود الساعة الثالثة صباحا استوقف السد القضائي سيارة بها ثلاثة أشخاص تفوح منهم رائحة الخمر، حيث قام الراكب الخلفي بالنزول من السيارة ومحاولة الهروب ليسقط قرب السد القضائي، ويصاب بجروح، ليُنقل إلى مقر الأمن والتحقق من هويته، لكونه لم يكن يحمل أي وثيقة ثبوتية. وتبعا للبلاغ الأمني ذاته، فإنه تم استدعاء سيارة إسعاف لنقل الشاب الجريح، كريم لشقر، قبل أن يغمى عليه في مستشفى محمد الخامس بالحسيمة، ويتوفى داخل المستشفى".