ظل المغاربة يحذرون من هذا الصلت الجزائري ، وهذه المعاكسة الفجة لحق هذه البلاد من استكمال وحدتها الترابية ، وظلت المملكة المغربية مستحضرة لما قد يلحق بالوحدة الوطنية والترابية للمغرب والجزائر على السواء ، فحين كانت الجزائر تصب الزيت على النار في كل شيء يهم الوحدة الترابية للمملكة ، كان هذا البلد الأمين يحذر الأشقاء في قصر "المرايدية "والجماعة الماسكة بزمام الأمور في الجزائر من أن اللهيب إن اشتعل في المغرب لا بد وأن يتأجج في هذه المنطقة أو تلك من الجارة الشرقية ، ...وبدعوى دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها جندت الجزائر كل آلياتها لبتر صحرائه في الجنوب ، فاضطر المغرب الى طرح حل" الحكم الذاتي " كمخرج يجنب المنطقة ما لا تحمد عقباه ، لكن الجزائر أمعنت في العداء والمعاكسة ، وعوض أن تشجع وتبارك رأينا كعادتها تناور وتعاند عبر وسائل الإعلام والهيئات الدولية وشراء الذمم حتى ... وظل هذا البلد صابرا ..الى أن استفقنا نحن وإياها على صوت أخر نشاز يعلن الانفصال في منطقة القبائل ، أو بتعبير المعنيين شعب القبائل ..ليظهر للجميع أن النكاية في الأخ لا تنفع بل قد تنقلب على الحاقد كما ينقلب السحر على الساحر ..وهذه بداية انفراط حبات السبحة ، فإن لم تتدارك الجزائر الأمر فإن العدوى ستشري في البدن كله ويمكن أن نسمع غدا " الطوارق " يرفعون مطلبا مماثلا ... أما سكان الصحراء الشرقية فإن اتفاق باريس المبرم بين الجزائر الفرنسية والمملكة المغربية و فبلها الاتفاقيات الموقعة بين العثمانيين وبعدها البرتوكول والاتفاقية الموقعان بين الحكومتين في المغرب والجزائر في عهد الاستقلال تمنح كلها لسكان هذه الجهة عدة حقوق أولها الحق في الاستفتاء ، وعليه فإن البلدين مطالبان بإحصاء السكان سواء أولائك المتواجدين بالمملكة المغربية أو الجزائر والعمل على جرد دقيق للممتلكات ولا سيما و أن كل الموروث قديم ولم يوثق وعلى الأخص في ولاية بشار وبلديات القنادسة ، العبادلة ، تاغيت وغيرها . إن الجزائر التي تطالب المجتمع الدولي بإجراء استفتاء في الأقاليم الجنوبية للمملكة عليها أن تضع في اعتبارها أن سكان الصحراء الشرقية لا تريد انفصالا بل تسعى الى مد جسور أم لتوحيد مغرب عربي خال من الحدود أو في حالة استحالة هذا الاختيار لتربط المصير بالدولة والأسرة التي ظلت تتواشج معها وتبايعها منذ أن رافق "مناع " مولاي الحسن الشريف (الحسن الداخل) في رحلته الشاقة والدالة من الينبع الى تافيلالت .