شنت الصحافة الأسترالية حملة واسعة على مدرب منتخبها الوطني بيم فيربيك بعد تعادل المنتخب الأسترالي أمام نظيره الغاني أمس السبت في ثاني لقاءاته عن المجموعة الرابعة من كأس العالم 2010 . ولم تتقبل أغلبية الصحف الأسترالية المتخصصة تعاقد الهولندي بيم فيربيك مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لتدريب منتخبها الأولمبي ابتداء من غشت القادم وهو على ذمة المنتخب الأسترالي الذي ينتهي عقده مع فيربيك مع نهاية المونديال الحالي. وجرى تقديم بيم فيربيك في نهاية أبريل الماضي لوسائل الإعلام المغربية ، حيث تم تعيينه في منصب المدير الرياضي للفرق الوطنية المغربية للشباب وهو الأمر الذي لم تستسغه وسائل الإعلام الأسترالية المتخصصة والتي رأت في الأمر قلة احترام لمنتخبها الوطني والذي يقوده فيربيك في مونديال جنوب إفريقيا 2010. وكان صحفي أسترالي من صحيفة الدايلي تيليغراف الأسترالية قد انتقد فيربيك في مؤتمر صحفيتلى الهزيمة القاسية التي مني بها المنتخب الأسترالي أمام ألمانيا في مستهل لقاءاته المونديالية عن المجموعة الرابعة بنتيجة ثقيلة (40). ولم يستوعب الصحفي الأسترالي الطريقة السلبية واختيارات المدرب فيربيك خلال المباراة المذكورة، وتوجه له بسؤال مستفز حين قال له: "يبدو أنك كنت تفكر في شيء آخر بعيد عن جنوب إفريقيا ولم تكن تفكر في المباراة..". الشيء الذي دفع فيربيك لمطالبته بالاعتذار وتغيير سؤاله، غير أن الصحفي تشبث بسؤاله، ما كان يتسبب في إفساد جو الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة وتعتبر الصحافة الأسترالية ، أن الطريقة التي ينهجها فيربيك مملة في لعبها ، من خلال اعتماده خطة 4-2-3-1، لكن من جهة أخرى يعتبر المدرب الدائم الترحال أن مستوى الدوري الاسترالي منخفض للغاية مقارنة مع باقي الدول الأوروبية. ونجح فيربيك (54 عاما) الذي تسلم مهامه عام 2007 خلفا لغراهام ارنولد، في قيادة استراليا الى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخها والى نهائيات كأس آسيا ايضا، كما ان المنتخب الاصفر والأخضر ارتقى في عهده الى المركز الرابع عشر في تصنيف المنتخبات، وذلك للمرة الاولى في تاريخه في سبتمبر الماضي. وعمل فيربيك مساعدا لمدربين هولنديين خبيرين اكتسب الكثير منهما، الاول غوس هيدينك الذي قاد كوريا الجنوبية الى انجاز تاريخي بحلولها رابعة في مونديال 2002، والثاني ديك أدفوكات الذي قاد كوريا في مونديال 2006 أيضا قبل ان يترك الساحة للتلميذ النجيب فيربيك بعد النهائيات، فقادها الى تحقيق المركز الثالث في كأس آسيا 2007 على حساب المنتخب الياباني. وبعدما أمضى معظم مسيرته الكروية القصيرة كلاعب مع سبارتا روتردام، انتقل فيربيك ابن مدينة روتردام الى التدريب بعمر صغير، فاستهل مشواره مع سبارتا وبقي نحو 15 عاما في البلاد المنخفضة، قبل توجهه الى اليابان للاشراف على أوميا أرديجا عام 1998. بعدها انطلقت مسيرته مساعدا لهيدينك مع كوريا الجنوبية عام 2000، لكنه تنقل في أوروبا، اليابان والامارات العربية المتحدة، قبل عودته مجددا الى كوريا الجنوية عام 2005 ليلعب دور المساعد مع أدفوكات. بعدها بدأت رحلته الجديدة كمدرب أول، مع كوريا الجنوبية ثم أستراليا قبل موافقته على تسلم منصب المدير الرياضي لمنتخبات الشباب المغربية مع إشرافه على تدريب المنتخب الأولمبي المغربي في أفق تأهيله لأولمبياد لندن 2012.