صورة من الأرشيف كانت تستحم داخل بيت والدها ظهيرة الأربعاء الماضي ، فجأة سمعت دوي انكسار الباب فهرعت –وهي عارية- لتتبين ما وقع.. لتجد نفسها في رمشة عين محاطة برجال الأمن الذين اقتادوها صوب مركز الشرطة دون أن يتركوا لها الفرصة حتى لارتداء ملابسها. هكذا نقلت مصادر مطلعة طريقة اعتقال كريمة مرموط، ابنة أحمد مرموط الذي صدر في حقه حكم بإفراغ البيت، الكائن بدوار الفيلية بأهل الغلام (عمالة البرنوصي الدارالبيضاء)، الذي توارثه أجداده منذ قرابة قرن من الزمن، بحسب نفس المصادر. وقال والد المعتقلة أحمد مرموط إن ابنته كريمة، التي تبلغ من العمر 23 سنة، لم تعتقل لذنب ارتكبته بل فقط لتواجدها بالبيت لحظة اقتحامه من طرف شرطة أناسي (البرنوصي)، التي داهمته بمعية عون قضائي بدون إشعار مسبق، كما قال المتحدث. وأثار إقدام الشرطة على اعتقال الشابة واقتيادها عارية أمام الملأ موجة من الغضب وسط إخوة المعتقلة وساكنة الدوار، وقالت مصادر حضرت الواقعة إنه كادت أن تقع صدامات بين الشرطة والأهالي الغاضبين. وقال نور الدين الرياضي، عضو فرع البرنوصي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن أعضاء الجمعية، الذين استنكروا حدوث هذه الواقعة التي وصفوها بالأولى من نوعها بالمغرب، تدخلوا لدى العميد المركزي بمركز شرطة أناسي من أجل استفساره عن حيثيات هذا الاعتقال، غير أنه لم يقدم تفسيرا معقولا للحادثة، بحسب المصدر الحقوقي. وعاد أحمد مرموط، الذي يكفل عائلة كبيرة تتكون من 10 أولاد وزوجة، ليسرد تفاصيل اعتقال ابنته الصغرى، حيث قال إنه كان نائما بإحدى الغرف لحظة اقتحام بيته، ولم يتردد في استنكار الطريقة التي تم بها اعتقال ابنته وهي عارية، شاجبا ما سماه بإقحام ابنته في دعوى الإفراغ التي صدرت ضده. وتابع مرموط قائلا إن الشرطة أحالت ابنته كريمة على وكيل الملك لدى ابتدائية عين السبع من دون أن توجه لها أية تهمة، وأوضح أنها ستعرض صباح الجمعة على أنظار نفس المحكمة. وقال أحمد، وهو سككي متقاعد، إن مسؤولا أمنيا هدده بالزج بكريمة في السجن إذا لم يفرغ محل السكنى، لكن الأب أكد أنه لن يخضع لأي تهديد ولن يترك الدار التي يقول إنها ملك له ويتشبث بأن لا حق لأحد في أن يطرده منها. وسبق لأحمد واثنين من أخويه أن أمضيا 3 أشهر في السجن بتهمة "العصيان"، إذ جرى اعتقالهم عقب رفضهم تنفيذ أحكام الإفراغ التي صدرت ضدهم لصالح مستثمر عقاري (ر-ج) اقتنى أرض الدوار موضوع النزاع على الشياع وطالبهم بإفراغ ملكه.