عاد عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، للهجة التصعيد التي دأب عليها خلال خرجاته الأخيرة، ردا على ما يصفهم بالمشوشين من صحافة ورجال أعمال وأحزاب معارضة، داعيا إلى حلّ حزب الأصالة والمعاصرة المُعارض. وبعدما نال الإعلام العمومي نصيبه من تهجم رئيس الحكومة، معتبرا أن القناة "دوزيم" تأتي في مقدمة مستهدفي حزبه وخصوصا مديرة الأخبار بالقناة الثانية سميرة سيطايل، قال بنكيران الذي كان يتحدث في مؤتمر جمعية أطباء العدالة والتنمية الوطني الثاني اليوم الأحد بأحد فنادق الرباط، إن الجهات التي تستهدفه تستعمل "الإعلام المتواطئ والذي تملكه الجهات المعلومة وتموله الدولة ويبتعد عن الحياد". وأردف بنكيران أن "الموظفين الذين يتهجمون على رئيس الحكومة ويقولون إنه لن يستطيع أن يفعل لهم شيئا كانوا يتوسلون إليه"، يزعم المتحدث الذي قال إن مديرية الأخبار في القناة الثانية "عيْطَاتْ عليا في أيام 2011 كَاتبكي وكَاترْغَب وكَاطْلْب ولكن اليوم اكتشفت أن للتماسيح دموع خاصة بها" على حد تعبير بنكيران. الأمين العام لحزب الPJD قال إن "حزب العدالة والتنمية يمر بظروف حرجة ويهاجم من العديد من الجهات"، مسجلا أن "الحزب إن كان مستهدفا يفر منه الناس"، قبل أن يوجه دعوة للمغاربة للالتحاق بحزبه "وخصوصا الناس لِي عندهم الكبدة وأصحاب النفوس القوية " يقول المتحدث. بنكيران قال إن "الذين يريدون الإصلاح للبلاد يمكنهم التضحية حتى تصلح أمور الشعب المغربي"، مخاطبا من وصفهم بالحساد "إنكم تضيعون وقتكم والمواطنين صوتوا علينا لأنهم تاقوا فينا ولا يمكن أن يحتل مكاننا حزب قْطَر به السقف ومثل المخلوقات التي تولد فجأة"، في إشارة واضحة لحزب الأصالة والمعاصرة. وبعدما اتهم بعض قياديي "البام"، بالهروب إلى فرنسا إبان الحراك الذي شهده المغرب في سنة 2011، مع 20 فبراير، دعا رئيس الحكومة حزب الأصالة والمعاصرة إلى حل نفسه بالقول، "أنت حزب غير طبيعي وجئت في ظروف غير طبيعية ودير خير في حل نفسك"، مطالبا قيادته "بفسح المجال للمغاربة لإنتاج أحزاب ضد العدالة والتنمية ولكي تكون من رحم الشعب". إلى ذلك جدد رئيس الحكومة هجومه على رجل الأعمال كريم التازي، مخاطبا من قال إنهم يدورون في فلكه، "أصواتكم ليس كثيرة ومن صوت لصالح العدالة والتنمية هم مليون و800 ألف وهذا هو الشعب"، مؤكدا أن تصويته، كان "خوفا على ثرواته، لذلك تعلموا الحديث مع الوزراء باحترام، ولي كال العصيدة باردة يدير يديه فيها لأننا لم نتحدث معكم على "البُونج"، لكن نتحدث معكم عن السياسة والمساهمة في التغيير". ولم يفوت رئيس الحكومة فرصة لقاء مسؤولي حزبه على قطاع الصحة دون "تقطار الشمع" على حزب الاستقلال وبالخصوص وزيرة الصحة السابقة ياسمينة بادو، وبعدما اتهم بنكيران في هذا الاتجاه حزب الميزان وأمينه العام حميد شباط بالتواطؤ مع الفساد، سجل أنه "إذا سيطرت فكرة الدفاع على الذين يتورطون في قضايا الفساد فإن القطاع الصحي سيتعرض برمته لشوكة الإفساد والمخالفات والاختلالات". واعتبر بنكيران أن "السياسية ليس هي القدرة على الانتقاد وتشويه صورة من يسير من أجل إسقاطه لأن ذلك غير ممكن لأن المواطنين ليسوا مستعدين لسياسة الكذب والديماغوجية والبهتان". "إذا كنا نشتكي في العديد من القطاعات فإن الصحة من أولى القطاعات التي تشتكي وكنت أرافق الناس وأعرف طبيعة الجو العام في الصحة"، يقول رئيس الحكومة الذي اعترف بالصعوبات التي تجابه المغاربة في الصحة العمومية وفي القطاع الخاص الذي يهيمن عليه منطق الربح، على حد قول بنكيران.