فاجأ إلياس العماري، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، جميع الحاضرين في الاجتماع العادي للأمانة الجهوية للحزب بجهة مكناس تافيلالت مساء أمس، في كلمة مقتضبة في حديثه عن حزب العدالة والتنمية على غير العادة، حين قال :" إذا كان حزب العدالة والتنمية قويا فأهلا وسهلا به، ونحن لا نعرف الاختلاف مع الضعفاء ولكن مع الأقوياء، لأن من هم ضعفاء سيفقدون عقلهم ويلجؤون إلى السرية والعنف، والقوي هو من يعمل بوضوح، والعمل في الوضوح هو من أسباب امتلاك القوة". وحدد العماري، موقفه من الحكومة التي يقودها عبد الإله بنكيران قائلا: "صحيح أننا في المعارضة ولكننا مع ذلك نتمنى نجاح الحكومة، لأنه لو لم تنجح الحكومة فأكيد أن المعارضة لن تنجح، فأن تكون المعارضة قوية وفاعلة فلا بد أن تكون الحكومة ناجحة وقوية"، يورد عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة. وخاطب القيادي في حزب "البّام" أعضاء حزبه بجهة مكناس تافيلالت قائلا: " إن حزبكم في صحة جيدة بالنظر إلى حجم الالتحاقات والاستقطابات من أطر وكفاءات، وهي وضعية معممة في جميع التراب الوطني، ولم يفقد الحزب عدد الجماعات التي ترأسها عام 2009، بل زاد عدد المستشارين والمستشارات بنسبة 5% بالرغم مما قيل ويقال عن الحزب، وهذا يدعو إلى التشجيع وليس إلى التيئيس"، على حد قول العماري. عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، استطرد في الحديث عن الإكراهات التي تعترض الحزب والمتمثلة بعدم الوفاء بالالتزامات وتنفيذها أمام المواطنين، عازياً الأسباب إلى ما هو ذاتي وآخر موضوعي، فالعامل الذاتي المحض، حسب العماري، هو عدم التزام برلمانيي الحزب بما تعهدوا به أثناء الحملة الانتخابية، والنتيجة " سيكون لنا حساب عسير في الانتخابات المقبلة" يقول القيادي في حزب "البّام"، الذي أضاف أن "ما هو موضوعي فالسبب يؤول للحكومة التي "لم تمكننا بالإمكانيات اللازمة للوفاء مع المواطنين". وأوضح العماري ضمن مداخلته على أن السببين أو العنصرين لم يؤثرا ، برأيه، في القاعدة الانتخابية لحزب الأصالة والمعاصرة " فهناك جماعة فيها رئيس لا يقدم خدمة للمواطن وآخر يخدم الناس بالرغم من شح الإمكانيات" ومع ذلك فالمواطنون مرتبطون بحزب لا ينفذ وعوده" يقول العماري، الذي استطرد أن السر يكمن في "ارتباط المواطنين بالحزب وليس بشخص" مضيفا أن "الناس يرتبطون بمشروع الأصالة والمعاصرة، أي المشروع الحداثي الديمقراطي الكبير"، وفق تعبير المتحدث. القيادي في حزب "البّام" تطرق لموضوع الانتخابات المقبلة والتي دعا فيها إلى العمل على ملء المناطق الشاغرة على المستوى الوطني وإعداد المرشحين، مشيرا إلى أن العمل السياسي، برأيه، له "مقتضياته الزمكانية"، ولتوضيح الفكرة قال : اليوم لنا شروط في العمل ولكن غدا علينا أن نكون مؤهلين لكل السيناريوهات والاحتمالات، فقرار الاكتساح أو غيره لا يهمنا، فالانتخابات واجهة من الواجهات للدفاع عن مشروع لتطوير البلد فقط"، يقول العماري. تجدر الإشارة إلى أن اجتماع الأمانة العامة الجهوية لمكاس تافيلالت مع أعضاء من المكتب السياسي للحزب كان من المقرر أن يعقد في جلسة مغلقة ،كما جرت العادة لدى باقي الأحزاب السياسية الأخرى، غير أن حزب "البام" في مكناس اتخذ المبادرة واختار أن تكون الجلسة مفتوحة للعموم بالرغم من الانتقادات الموجة للقيادة من لدن القاعدة، والاختيار، حسب المنظمين، كان مقصودا " لأن الجلسة كانت مخصصة للحديث عن الشأن السياسي المغربي بما هو شأن عام يهم جميع المغاربة فلا داعي للقاءات المغلقة" يقول المصطفى المريزق الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة مكناس تافيلالت.