أكد الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، أمس السبت، بأن انسحاب فرق المعارضة من الجلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة عبد الإله حول السياسيات العامة هو "تعطيل للدستور"، مشيرا إلى أن هذا الانسحاب "انقلاب ناعم على الدستور، ببدعة أنتجتها المعارضة بدعوى أن لها خصوصيات وحقوق أكثر من الأغلبية". وبنبرة لم تخْل من سخرية دعا الشوباني، الذي كان يتحدث في لقاء لشبيبة حزبه بالدار البيضاء، أحزاب المعارضة إلى ضرورة اعتماد القرعة عوض الانتخابات إذا كان هذا منطقها، لأنها بهذا تعاكس الدستور في مطالبها"، يقول الشوباني الذي زاد بأن "المعارضة في ورطة لأنها تعيش اليوم أزمة بديل حيث لم تستطع إنتاج بديل على مستوى الخطاب والممارسة"، قبل أن يتساءل ماذا بعد هذه الحكومة "أشنو غادي ديرو". وبعدما نبه إلى أن إشكال الجلسة الشهرية لابد أن يحل برلمانيا على مستوى النظام الداخلي لمجلس النواب الذي يعتبر المحدد الأساسي لسير جميع الجلسات، طالب الشوباني أحزاب المعارضة بمطالبة تحكيم المجلس الدستوري بالقول "بعدما تنصصوا على طريقة عقد الجلسة في النظام الداخلي للمجلس اذهبوا للمجلس الدستوري، وإن قال لكم خذوا 90 دقيقة، وامنحوا رئيس الحكومة 10 لن نعترض على الأمر". وهاجم الشوباني من اعتبرهم "المشوشين الذين فهموا أن المعركة دخلت شوطا حاسما، لأن الشعب اليوم والذي كان مغيبا لسنوات على جميع الصراعات السياسية أصبح لاعبا جديدا بعدما استرجع الثقة في السياسة بشكل كبير، ولم يعد ممكنا تخديره بعمليات بهلوانية وسلوكات ركيكة"، يؤكد الوزير المكلف بالمجتمع المدني، مخاطبا إياهم "لكم أن تختاروا أن تكونوا شركاء في الإصلاح، أو تعاكسوا اختياراته لكنكم ستؤدون ضريبته غاليا لأنه بالتشويش والعرقلة التي ستقدمون للمغاربة على أنها الحكومة فاشلة، فأنتم واهمون لأن المغاربة "عاقوا" باللعبة. وخاطب نفس المتحدث شبيبة حزبه بالقول "لا نريد معارك جانبية لأن معركة الحكومة هي الإصلاحات الهيكلية المرتبطة بمعيشة المغاربة"، مشددا على "أن إصلاح صندوق المقاصة الذي تصرف ملاييره لفئات ضيقة تسعى فئة معينة منه، لأنهم لا يريدون تصحيح هذا الوضع، والإصلاح الضريبي والعدالة والقضاء سيتم مهما كلف ذلك من ثمن". عضو الأمانة والتنمية لحزب العدالة والتنمية قال إن حزب المصباح يشكل جوابا وطنيا جديدا في تدبير الشأن العام بطريقة تجمع بين الإصلاح والاستقلال عن الإدارة"، مشيرا إلى أنه "لم نبن مجدنا على الصراع مع الدولة، ولم نقل إن حزبنا عنده شهداء، كما أننا لسنا حزبا يأخذ الضوء الأخضر من أي جهة كانت في قراراته، ولم نخرج من جلباب الدولة ولا نتلقى التعليمات". وزاد الشوباني بالقول "المغاربة يميزون بين الشطيح ديال بصح والشطيح المزور"،.. "ونحن سنعض على المكان لي كايضر المغاربة باش لي مكرفسين على المغاربة يطلقوا منهم، في هذا الوقت بالضبط الذي أصبح العفاريت يلعبون في مربعات ضيقة والطريق أصبح مقطوعا أمامهم". "ما يقع اليوم هدفه إيقاف تقدم العدالة والتنمية الذي جاء بجواب عملي لمعضلة توقف الإصلاح ومراكمة المؤشرات السلبية"، يورد اللشوباني الذي اعتبر أنه "لتكون سياسيا فأنت يجب أن تكون في خدمة الوطن والشعب لا غير، وفي النهاية عليك العودة للشعب لمحاسبتك".