خصصت الصحف الصادرة بأمريكا الشمالية، اليوم السبت، حيزا هاما للحديث عن الأزمة الإنسانية بسورية، والنقاش الدائر بالولايات المتحدة حول ملف الهجرة، والانتخابات الرئاسية المرتقبة غدا الأحد بأوكرانيا، والتوازن المالي بإقليم كيبيك بكندا. وكتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أوصى في تقرير قدمه إلى مجلس الأمن بضرورة إيصال الغذاء والدواء إلى السوريين دون الحصول على موافقة الحكومة السورية التي يضيف بان كيمون "أخلت بمسؤوليتها في تلبية حاجات شعبها". واعتبرت الصحيفة أن التقرير المقدم يمثل أقوى موقف مسجل من جانب الأمين العام بشأن هذا الملف، مبرزة ان النظام السوري ما زال يتجاهل نداءات الأممالمتحدة من أجل السماح بتقديم المساعدة. ولاحظت الصحيفة أنه بسبب تعنت دمشق، بقيت 85 في المئة من المساعدات الغذائية و 70 في المئة من الأدوية على حدود المناطق التي تسيطر عليها قوات بشار الأسد. من جانبها، كتبت صحيفة الكونغرس "ذو هيل" أن الديموقراطيين يضغطون على الرئيس أوباما لحثه على استخدام سلطته التنفيذية في مجال الهجرة في وقت يتضاءل فيه الأمل بتمرير قانون إصلاح الهجرة في الكونغرس بسبب رفض الجمهوريين، مبرزة أن هذه الدعوات تتزامن مع سعي إدارة أوباما لإدخال تعديلات على سياسة الترحيل والسماح لبعض المهاجريين غير الشرعيين بالانخراط في الجندية. أما صحيفة (واشنطن تايمز) فقد علقت على أن الانتخابات الرئاسية بأوكرانيا المرتقبة غدا الأحد قد تكون بداية نهاية الأزمة التي أثرت على العلاقة بين الغرب وروسيا خلال الأشهر الثلاث الأخيرة، معتبرة بالمقابل أنه إذا ما أقدم الموالون لروسيا على ارتكاب أعمال عنف، فقد يؤدي الأمر إلى اضطراب دولي أكثر سوء واتساعا. ولاحظت أن الحكومات الغربية تتوفر على شكوك قوية حول نوايا روسيا بهذا الشأن، مذكرة بان كاتب الدولة الأمريكي جون كيري حذر، الأسبوع الماضي، من أن واشطن وحلفاءها الأوربيين مقتنعين بأنه إذا قامت روسيا والموالون لها بعرقلة الانتخابات الجارية، فسيتم فرض عقوبات اقتصادية قطاعية. بخصوص ردود الأفعال بروسيا، أبرزت (وول ستريت جورنال) أن الرئيس فلاديمير بوتين أعلن، أمس الجمعة، أنه سيحترم "اختيار الشعب الأوكراني" وسيعمل مع رئيس الحكومة المنتخب، مبرزة أن الغرب ما زال متشككا من موقف موسكو ما دام أن بوتين لم يعلن صراحة أن روسيا ستعترف بنتائج الانتخابات ويواصل انتقاد حكومة كييف الموالية للغرب. على علاقة بالموضوع ذاته، كتبت صحيفة (لا بريس) الكندية أن الانتخابات الرئاسية بأوكرانيا، التي يؤمل أن تخفف من حدة التوتر الذي يجتاح البلد منذ عدة اسابيع، قد تساهم في بروز انشقاقات جديدة بين الأوكرانيين والانفصاليين الموالين لروسيا الذين يعملون ما في وسعهم لتقويض المسلسل الديموقراطي، مبرزة أن رجل الأعمال المرشح للرئاسيات، بيترو بوروشينكو، يتقدم بفارق كبير عن منافسيه، علما أنه سبق وهدد خلال الحملة الانتخابية بمتابعة روسيا في المحاكم الدولية والتوقيع على اتفاق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي حال وصوله إلى السلطة، لكن يبقى التحدي الأهم أمامه في حال نجاحه يتمثل في وقف موجة العنف. على الصعيد المحلي، أبرزت صحيفة (لو دوفوار) أن اتحاد النقابات الوطنية بكيبيك حذر حكومة كويار من أن الإجراءات التي تعتزم اتخاذها لإلغاء العجز في الميزانية قد تؤدي إلى حصول "عجز في الخدمات الاجتماعية"، داعية إلى التخلص من "الهوس المشترك بين الليبراليين والحكومة السابقة للقضاء على العجز والحفاظ على مكتسبات الكيبيكيين". في السياق ذاته، أبرزت صحيفة (جورنال دو مونريال) أنه لا أحد يقدر في الوقت الراهن على انتقاد حكومة كويار لسعيها إلى استعادة توازن المالية العامة وتحسيس الكيبيكيين ب "أنانيتهم الاجتماعية" التي تساهم في تراجع المجتمع بأكمله، متسائلة إن كان كويار سيفي بتعهداته وأن يبدي مزيدا من المرونة لإقناع خصومه السياسيين بجدوى الإجراءات التي ينوي اتخاذها من أجل "تغيير يشمل العقليات". ببنما، أشارت صحيفة (لا إستريا) إلى وجود مؤشرات "أولية" تفيد بأن حزب التغيير الديموقراطي، حزب الرئيس المنتهية ولايته ريكاردو مارتينيلي، قد يواجه أول أزمة قيادة منذ تأسيسه كما قد يجد صعوبة في الحفاظ على نوابه البرلمانيين والمنخرطين مستقبلا، مبرزة أن البرلمانيين المحسوبين على حزب التغيير الديموقراطي كانوا الأقل حضورا خلال الجلسات البرلمانية بالدورة الاستثنائية التي دعت إليها الحكومة وهو ما يؤشر على أن زعيم الحزب، "الأول والوحيد" الرئيس مارتينيلي، قد بدأ "يفقد سيطرته على الفريق البرلماني". من جانبها، كشفت صحيفة (لا برينسا) أن المدعية العامة للجمهورية، آنا بيلفون، شرعت في التحقيق منذ الأسبوع الماضي في تهديدات بالقتل قد يكون الرئيس مارتينيلي تلقاها قبل عدة أيام، مبرزة أن الرئيس المنتهية ولايته يتهم أطرافا من المعارضة بالوقوف وراء التهديدات التي وصفت ب "الجدية"، خاصة وأن "هناك أشخاصا نافذين يناصبونه العداء، لأنه في عهده تم حجز كميات كبيرة من المخدرات، وطرد المهربين من الحدود". وبالمكسيك، تطرقت صحيفة (ال يونيفرسال) لموضوع الترهيب المدرسي بين التلاميذ أو ما يصطلح عليه (بوليينغ)، وخاصة بعد الضجة التي أثارها مؤخرا وفاة أول تلميذ جراء هذا العمل في ولاية تاماوليباس، مشيرة إلى أنه على إثر هذه الوفاة تم تسجيل 16 شكوى بهذا الخصوص . وأضافت الصحيفة أن وزارة التربية سجلت حوالي ألف و385 حالة للترهيب المدرسي في مؤسسات التعليم قبل مدرسي والابتدائي والثانوي في سنة 2012، وفقا لتقرير وزاري، مشيرة إلى أن منطقة المقاطعة الاتحادية، سجلت لوحدها عام 2012 حوالي ألف و282 شكوى في المدارس الابتدائية. أما صحيفة (لاخورنادا) فتوقفت عند قيام وزارة المالية بخفض توقعات النمو للاقتصاد المكسيكي إلى 2.7 في المئة لعام 2014 بدلا من 3.9 في المئة، وذلك إثر إعلان المعهد الوطني للإحصاء والجغرافيا أن نمو النشاط الاقتصادي خلال الربع الأول من السنة الجارية لم يتجاوز نسبة 1.8 بالمئة، مشيرة إلى أنه لتعزيز النمو، يتعين القيام بإصلاحات هيكلية تسعى إلى الرفع من معدل النمو بطريقة مستدامة ومتوازنة للجميع. بالدومينيكان، أشارت صحيفة (إل كاريبي) إلى أنه على الحكومة وضع المراسيم التنفيذية المتعلقة بتفعيل القانون القاضي بمنح الجنسية للأشخاص الذين ولدوا بالبلاد من أبوين مقيمين بصفة غير شرعية والمسجلين في سجلات الحالة المدنية الذي وقع عليه رئيس الجمهورية، أمس الجمعة، بعد المصادقة عليه من طرف الكونغرس، مشيرة إلى أن بعض منظمات حقوق الإنسان الأمريكية عبرت عن أسفها لكون منح الجنسية لا يشمل الأشخاص الذين لم يتم تسجيلهم لدى الدوائر الحكومية مما سيحرم الآلاف منهم من حقوق المواطنة. من جهتها، كتبت صحيفة (ليستين دياريو) تحت عنوان (نحو 11 ألف طفل ضحايا الاعتداءات بالدومينيكان) أن الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال، مارتا سانتوس، أكدت أمس، خلال زيارتها للدومينيكان، أن 10721 طفل وقعوا ضحية جرائم مختلفة بالبلد خلال سنة 2013، مشيرة إلى أن أمريكا الوسطى، بما فيها الدومينيكان، تعد من أكثر المناطق عنفا ضد الأطفال كما أن نسبة مهمة من هذه الجرائم تظل بدون عقاب.