تشهد مئات من صلات السينمائية بالولايات المتحدةالأمريكية هذه الأيام عرض الفيلم المثير للجدل "الجنس والمدينة 2"، إضافة إلى عرضه في عدد من دول العالم، ما عدا دولة الإمارات العربية المتحدة التي منعت عرضه. الفيلم الذي تضمن مشاهد مناقضة للقيم الدينية والأخلاقية كان قد تم تصويره في مدينة مراكش بعدما رفضت الإمارات العربية الترخيص بتصويره في مدينة أبو ظبي، بسبب ورود كلمة "جنس" في عنوانه بشكل خاص، بحسب ما تناقلته صحف الإماراتية نقلاً عن مسؤوليها، وهي ما يصعب تغييره لأن "الجنس والمدينة 2" مكمل لسابقه، كما أنه استمرار سينمائي لمسلسل تلفزيوني دام 15 سنة بالاسم نفسه، وللسبب نفسه رفضته أبوظبي أيضاً. وبناء على أكدته هيئة حكومية اطلعت على السيناريو الذي أحالته إليها سلطات "مدينة دبي للاستوديوهات" لمراجعته، وكان الرد برفض طلب التصوير"، معللة قرارها في بيان أصدرته وتضمن الحيثيات والموجبات، وحذرت منتجي الفيلم بأن لا يتضمن ما يوحي بأن المدينة التي تزورها الصديقات الأربع لقضاء العطلة هي أبوظبي، إذا ما تم تصويره في سواها. وهو ما استدعى حينها من القائمين على الفيلم الانتقال به إلى مدينة مراكش المغربية، حيث رخصت السلطات المغربية بسرعة لتصوير الفيلم في مراكش، مكتفية باشتراط عدم إبراز معالم مدينة مراكش الحقيقية في مشاهد الفيلم. إلى أن مصادرا مطلعة أكدت أن المخرج قد حافظ على السيناريو الأساسي، حيث تم التصوير بالاستعانة من تجهيزات وديكورات تجعل المشاهد يعتقد أن الفيلم قد صور في أبو ظبي، حيث تبرز المعالم الحضارية والعمرانية العصرية للمدينة الإماراتية. ويتضمن الفيلم مشاهد حميمية ومواقف ساخرة من البرقع، كما يتضمن مشاهد وحوارات لا تنسجم والذوق الإسلامي العام، وهو ما جعل عدد من المهتمين يتوقعون خطوة منع عرض الفيلم في الإمارات العربية قد تتلوها خطوات أحرى من جانب باقي الدول العربية في المنطقة، لكن هل سينظم المغرب إلى لائحة الدول التي ستمنع عرض هذا الفيلم في صالاتها. الفيلم مقتبس من مسلسل تلفزيوني للقناة يحمل نفس اسم المسلسل الذي كان قد سبق أن عرض على القناة التلفزيونية الأمريكية "إتش.بي.أو" ما بين سنتي 1988 و 2003، ويحكي قصة 4 سيدات، حيث تتناول حلقات هذا المسلسل أسرارهن العاطفية والجنسية بأسلوب كوميدي، لكنه في الفيلم أسلوب جريء الحوار، ساخن اللقطات، وحميم الموحيات. وشكلت أسرار ات الأربعة من نيويورك حبكة الفيلم، بجزئيه الأول والثاني، وتبدأ قصته بانتقال ات الأربع من نيويورك لقضاء عطلة لأسبوع في الشرق الأوسط، وبالذات في أبوظبي، حيث تحاول الشخصية الرئيسة، "كاري برادشو"، التي تقوم بدورها الممثلة الأمريكية "سارة جيسيكا باركر"، وكذلك زميلاتها: "سامنثا وميراندا وتشارلوت"، ممن تقوم بأدوارهن الممثلات: "كيم كاترال" و"كريستن ديفيز" و"سينثيا نيكسون"، التصرف بحشمة في عاصمة الإمارات، تماشياً مع عادات خامس منتج للنفط في العالم. إلا أن الطباع الغربية تتغلب على مقتضيات التطبع المشرقي الإسلامي، وعليه تحدث للشخصيات مواقف طريفة وغريبة في كثير من الأحيان، ويتعرضن لمواقف محرجة، كالتي واجهتها "سامنثا" حين كانت ترغب في التقبيل علناً على مرأى من عيون عربية كانت تجحظ بالغيظ من محاولاتها. ومن المشاهد المثير للجدل ومسبب لمنع تصويره وعرضه بدولة الإمارات العربية، مشهد في الفيلم تظهر فيه السائحات في عاصمة الإمارات وقراها يسخرن من نساء رأينهن مرتديات للبرقع. ويتضمن الفيلم مشهدا تتساءل فيه السائحات إدا ما كان أحد الخدم العاملين في الموقع السياحي مثلي الجنس، إضافة إلى تضمن حوارات الفيلم لحوارات جريئة تخدش الحياء. ومعلوم أن مدة تصوير الفيلم بمدينة مراكش صاحبتها موجة من الاحتجاج أخرت الانتهاء من تصوير الفيلم في الموعد المحدد، وقد عبرت حينها الصحافة المغربية من أن مراكش لم تكن من عادتها السماح بتصوير فيلم يحمل عنوانا حول الجنس، واعتبرت أن الترخيص بتصوير الفيلم مستفز لمشاعر المواطنين. وقالت إن السكان "لاحظوا بكثير من القلق ما أقدم عليه منتجو الفيلم حين حولوا مرحاضاً إلى ما يشبه مسجداً لتصوير إحدى اللقطات، وأيضاً وجود تقنيين غير مسلمين فوق سطح مسجد الزاوية مع عتاد كبير من آليات التصوير". [email protected]