أعلنت مصر أن لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، قررت فرض غرامة تبلغ 124 ألف دولار على اتحاد كرة القدم، وذلك بسبب ما تعرضت له حافلة المنتخب الجزائري من هجوم في 14 نونبر 2009، عندما وصل الضيوف لخوض مباراة مصيرية لتحديد المتأهل إلى كأس العالم. وقال أيمن يونس، عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم المصري، في تصريحات للتلفزيون الرسمي، إنه إلى جانب العقوبة المالية، فقد تقرر أيضا نقل مباراتين للمنتخب المصري خارج القاهرة بمسافة مائة كيلومتر خلال التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم المقبلة، التي ستقام عام 2014. وقال يونس إن القرار جاء في أعقاب التحقيق بالاعتداءات التي تعرضت لها حافلة المنتخب الجزائري لكرة القدم أثناء تواجدها بمصر. وكان الاتحاد الجزائري لكرة القدم، برئاسة محمد روراوة، قد تقدم بشكوى رسمية ضد الاتحاد المصري لكرة القدم متهماً إياه بالاعتداء "المدبر" على المنتخب الجزائري. ودفع ذلك إلى عقد جلسة استماع صباح أمس الثلاثاء، حضرها سمير زاهر، رئيس الاتحاد المصري، برفقة سحر الهواري رئيس لجنة العلاقات الخارجية، وعمرو وهبي مدير التسويق بالاتحاد المصري لكرة القدم. وكانت المباراة بين الجزائر ومصر قد جرت في أجواء شديدة التوتر، إذ كان كل فريق بحاجة للفوز لضمان التأهل إلى كأس العالم، وشهدت الأيام التي سبقت اللقاء حملات إعلامية ضخمة بين البلدين، وصلت إلى حد التجريح بالرموز والتاريخ. ورغم الإجراءات المشددة التي فرضتها السلطات الأمنية في مطار القاهرة لتأمين أفراد بعثة المنتخب الجزائري عند وصولهم، وكذلك في الفندق الذي يقيم فيه الضيوف، إلا أن بعض الجماهير تمكنوا من اختراق الطوق الأمني، ليتسببوا في حدوث أولى المناوشات بين الجانبين. وبحسب مصادر ضمن البعثة الجزائرية، فإن عدداً من أفراد الجمهور المصري ألقوا وابلاً من الحجارة على الحافلة التي كانت تقل لاعبي منتخب "الخُضر" وأعضاء الجهازين الفني والإداري، إلى الفندق الذي سيقيمون فيه، والذي يقع على مسافة غير بعيدة عن مطار القاهرة. ونجم عن هذه الأحداث، بحسب المصادر نفسها، إصابة عدد من لاعبي المنتخب، من بينهم رفيق حليش مدافع نادي "أمادورا" البرتغالي، الذي أُصيب بجرح في رأسه، ورفيق صيفي مهاجم نادي "الخور" القطري وقائد "الخُضر"، وخالد لموشيه لاعب وسط نادي "وفاق سطيف" الجزائري، إضافة إلى مدرب حراس المرمى حسان بلحاجي. ولكن اللقاء بين الفريقين انتهى دون نتيجة حاسمة، ما اضطرهما للذهاب نحو مباراة فاصلة جرت في السودان، تمكن المنتخب الجزائري من التأهل بعدها، ولم يخل الأمر من مواجهات بالسلاح الأبيض والعصي والحجارة بين مشجعي المنتخبين بشوارع الخرطوم. وتجاوز التوتر بين البلدين البعد الرياضي ليصل إلى القيادات السياسية التي تبادلت استدعاء السفراء والتلويح بالقطيعة الدبلوماسية، إلى جانب التحدث عن القضية في خطابات عامة والتعرض للمصالح التجارية والاقتصادية المتبادلة.