بين جنبات ميدان التحرير، بقلب العاصمة المصرية القاهرة، والشوارع المتفرعة منه، تنتشر لافتات الدعاية للمرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي بكثافة، فيما تغيب لافتات منافسه حميدن صباحي. المفارقة المثيرة في المشهد أن حمدين صباحي يخوض الانتخابات باعتباره "مرشح الثورة"، وفق قوله، فيما تغيب لافتات دعايته عن "ميدان الثورة"، الذي احتشد فيه المصريون 18 يوما في العام 2011، مجبرين الرئيس الأسبق حسني مبارك على التخلي عن الحكم. وفي جولة لمراسلة الأناضول يالميدان شاهدت 4 لافتات ضخمة تروج للسيسي (أحدها للحملة الرسمية والبقية لحزب المصريين الأحرار الداعم لترشحه)، ومطبوع على اللافتات صورة للسيسي وإلى جواره شعار حملته الانتخابية "تحيا مصر". كما انتشرت لافتات أخرى صغيرة مؤيدة للسيسي على أعمدة الإنارة، المًطلة على الشوارع المؤدية لميدان التحرير، بينما اختفت أي لافتات دعائية لصباحي، في وقت قال فيه متحدث باسم حملة الأخير إن مجهولين مزقوا لافتات دعايته بالميدان. وفي آخر لقاء إعلامي لحمدين صباحي قال "أخوض هذه الانتخابات لأمكن الثورة من أن تبني دولة بحجم طموحات الشعب المصري"، كما أنه كثيرا ما قدم نفسه باعتباره "مرشح الثورة". الترويج للسيسي بميدان التحرير لم يقتصر على اللافتات، ولكنه امتد كذلك إلى قمصان مطبوع عليها صوره تباع للمارة. في إحدى جنبات ميدان التحرير، يقف "رمضان منصور" لبيع قمصان مطبوع عليها شعارات للثورة المصرية، إلى جانب أخرى مطبوع عليها صور السيسي، غير أنه لا يبيع قمصانا تحمل صور صباحي. وقال رمضان، لوكالة الأناضول، "أبيع قمصانا عليها صور السيسي لأن جميع من يأتي للميدان يطلبها، بعكس صباحي لا أحد يطلب مني قميصا عليه صورته". ومضى قائلا: "لا أحد من الثوار يأتي للتحرير الآن .. الثوار مابينزلوش (لا يذهبوا للميدان) إلا للتظاهر ولا يريدون قمصانا عليها صور لسياسيين، ولو أرادوا سيسألون عن صور الشهداء". رمضان، الذى حدد سعر القميص الواحد، ب 20 جنيها (أقل من 3 دولارات) ، سواء كان مطبوع عليه صورة للسيسي أو أخرى ل"شهداء الثورة" ، قال إنه "سينتخب لقمة عيشه"، في إشارة لمقاطعته الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتعتبر الانتخابات الرئاسية، التي تجرى يومي 26 و27 مايو الجاري، إحدى خطوات خارطة الطريق الانتقالية، التي أعلنها الرئيس المؤقت، عدلي منصور، يوم 8 يوليوز الماضي. من جانبه، قال معصوم مرزوق، المتحدث باسم حملة صباحي، لوكالة الأناضول، إن "الحملة قامت بالفعل بوضع صور مرشحها داخل ميدان التحرير، باعتباره ممثلاً للثورة، لكنها فؤجئت بأنه تم تمزيقها والشطب عليها". وأشار "مرزوق" إلى أن الحملة تعاني من قيام مجهولين بتمزيق لافتات صباحي، إلى جانب عملها وفق الامكانيات المتاحة لها فيما يتعلق بالدعاية الانتخابية، قبل أن يضيف "المسألة ليست صورا ولكن برنامج انتخابي يحاول المرشح عرضه على المصريين وإقناعهم به". ويخوض المرشح اليساري حمدين صباحي الانتخابات الرئاسية المقبلة، ضد المرشح عبد الفتاح السيسي، بعد أقل من عام على عزل الرئيس السابق محمد مرسي، إثر احتجاجات شعبية حاشدة ضده. *وكالة أنباء الأناضول