اتسعت دائرة المظاهرات في مصر من مواطنين رافضين لترشح وزير الدفاع المستقيل عبد الفتاح السيسي للرئاسة بعد تدشينه حملته، بينما شهدت العديد من الجامعات مواجهات عنيفة بين قوى الأمن والمتظاهرين، حيث أصيب 31 شخصا في مواجهات بجامعة الأزهر فرع أسيوط وتأتي هذه المظاهرات بعد أيام قليلة على البدء الرسمي للحملة الرئاسية بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات أن انتخابات الرئاسة ستجرى يومي 26 و27 ماي المقبل، وفي حال عدم حسمها من الجولة الأولى فستجرى جولة الإعادة في 16 و17 يونيو المقبل. ومنذ الأيام الأولى اندلعت حرب البلاغات بين المرشحين إذ أعلنت حملة المرشح حمدين صباحي أنها رصدت عددا من التجاوزات في اليوم الأول لفتح باب الترشح على مستوى الجمهورية. وقالت في بيان إن التجاوزات تتعلق بتحرير 500 توكيل جماعي لصالح السيسي دون حضور أصحابها. كما أكدت رفض موظفي عدد من مكاتب الشهر العقاري تحرير توكيلات لصالح المرشح حمدين صباحي. وأشار البيان أيضا إلى عدم وصول نماذج التوكيلات أو التعليمات المتبعة لأكثر من مكتب على مستوى الجمهورية. وعلى صعيد متصل أمر النائب العام المصري بالتحقيق في بلاغ يتهم القيادي اليساري حمدين صباحي بتلقي تمويل من رجال أعمال قبل أقل من شهرين على الانتخابات الرئاسية التي أعلن صباحي ترشحه لها، حسبما أفادت مصادر قضائية. وقالت المصادر القضائية إن النائب العام المستشار هشام بركات أمر بفتح تحقيق في بلاغ قدمه محامي يتهم صباحى بتلقي تمويل من بعض رجال الأعمال المصريين، وطالب البلاغ بالكشف عن أسباب تلقي صباحي هذه الأموال. لكن السفير معصوم مرزوق الناطق باسم حملة صباحي قال إن بلاغا مماثلا سبق تقديمه خلال انتخابات العام 2012 التي حصل فيها صباحي على «تبرعات لحملته الانتخابية». وأضاف مرزوق «النيابة العامة حققت ولم تجد شيئا يدين صباحي. هذه محاولة جديدة لتشويه سمعتنا ليس أكثر». ويعد تقديم تلك البلاغات حدثا متكررا في مصر، لكن هذا البلاغ يأتي قبل انتخابات الرئاسة، ويمكن لصباحي اجتذاب أصوات جزء من المعارضة المدنية، وخاصة في أوساط الشباب، تعارض تولي السيسي حكم البلاد بسبب خلفيته العسكرية. وكان السيسي دشن حملته الانتخابية الاثنين الماضي، ورفعت الحملة شعارا رسميا هو «تحيا مصر، عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر». وبينما اعتبر تدشينا للحملة، نُشرت للسيسي صور ثابتة يظهر فيها بأحد شوارع القاهرة مستقلا دراجة هوائية ومرتديا زيا رياضيا. وقال السيسي عند تدشينه حملته إن المصريين يواجهون مهمةَ شديدة الصعوبة، ثقيلة التكاليف، والحقائق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية تفرض مواجهة أمينة وشجاعة لهذه التحديات. وتابع «يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، بلدنا يواجه تحديات كبيرة وضخمة واقتصادنا ضعيف». وقال عضو في حملة السيسي إنها ستكون الكبرى في تاريخ البلاد رغم أنه يصرّ على التقشف وتقليل النفقات. وحتى الآن أعلن مرشحان فقط عزمهما خوض السباق الانتخابي، هما صباحي والسيسي. ودخلت عملية توكيلات المرشحين المحتملين في الانتخابات الرئاسية في مصر يومها الثاني الثلاثاء. وينبغي على كل مرشح الحصول على 25 ألف توكيل من 15 محافظة على الأقل من محافظات مصر ال 29 على ألا يقل عدد التوكيلات في كل محافظة عن ألف توكيل. وارتباطا بالموضوع أعلنت حركة «تحرر» المنشقة عن حركة «تمرد» أنها تسعى للتواصل بشكل مباشر وغير مباشر مع محمد البرادعي النائب السابق للرئيس المؤقت عدلي منصور لإقناعه بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. ويثير انشقاق «تحرر» أو «تمرد 2» عن الحركة الأم تساؤلات عديدة حول استمرار دور «تمرد» في العمل السياسي وتأثيرها في الشارع المصري بعدما أعلنت تأييدها للمشير عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة، وهو ما تسبب في تصاعد الخلافات داخل الحركة. وقال المنسق العام ل «تحرر» محمد فوزي في مؤتمر صحفي عقده السبت إن الحركة «حريصة على اختيار مرشح يخلصها من أذناب دولة حسني مبارك» مؤكدًا أنهم اختاروا البرادعي ليكون مرشحا رئاسيا تدعمه تلك الحركة. ووفق مراقبين، فإن إعلان «تحرر» سعيها لترشيح البرادعي يزيد من تفتت «تمرد» حيث أعلن بعض شباب الحركة تأييدهم لترشيح السيسي بينما رأى آخرون دعم صباحي.