حضر وزير الثقافة الأسبق محمّد الأشعري ، إلى القاعة المتعدّدة الاستعمالات بالمركّب الثقافي بالنّاظور، من أجل توقيع روايته "القوس والفراشة"، وهو التوقيع الذي وُضع في قالب احتفالي حرصت على إخراجه للوجود كلّ من المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بالمنطقة وجريدة الريف المغربية وكذا منتدى الفعل الإبداعي، وقد عرف حضور أزيد من ستّمائة حاضر، مُتقدّمِين بكبار مسؤولي الإدارة الترابية المعيّنة ونظيرتها المّنتخبة بالنّاظور، في حين تكلّف بتأطير الموعد تنظيميا وأدبيا أسماء من طينة الكاتب المسرحي أحمد زاهد والنّاقد محمّد أقوضاض إلى جانبطالع سعود الأطلسي. مجريات حفل التوقيع الذي جرى يوم الجمعة الماضي ، عرفت ترحّما على روح فقيد الفكر محمّد عابد الجابري، كما تمّت بتزامن مع وقفة احتجاج نظّمها فرع النّاظور من الجمعية الوطنية لحاملي الشهادات بالمغرب، إذ اختلط الاحتفاء بالأشعري الريفي، وهو المُتأصّل من قلب تمسمان بالريف الأوسط، بصراخ ريفيين آخرين يجاهرون بتعرّضهم للتجاهُل من لدن كبار مدبّري الشأن المحلّي ولجوء نفس هؤلاء للتحايل من أجل إطالة أمد انتظار البتّ في ملفّات مطلبية مرفوعة منذ سنوات خلت. كلمات الأطلسي وأقوضاض حاولت ملامسة "القوس والفراشة" لمحمّد الأشعري عن طريق تصويرها في مظهر مُجسِّد لارتباط الأشعري بالرّيف ضمن زمن الرواية الذي يمتدّ على مساحة جغرافية من بلدة تافرسيت بالريف إلى مدينة مرّاكش، وكذا باتّخاذ شخصية ريفية شخصيّة رئيسة.. كما تمّ اعتبار نفس رواية "القوس والفراشة" منتوجا أدبيا أبى الامتثال للقواعد باشتمالها على أزمنة خاصّة وأمكنة خاصّة تُحبك ضمنها الأحداث بأدوات فنّية خاصّة نالت وجودها من شخصية الكاتب التي تمتدّ على السياسة والصحافة والشعر والقصّة والرواية.. في حين أكّد النّاقد الأدبي محمّد أقوضاض بأنّ رواية الأشعري المُحتفى بها تُعدّ إغناء لمكتبة الأدب المغربي بعد إسهام سابق حمل اسم "جنوب الرّوح" بقلم نفس الكاتب. وفي كلمته بالمناسبة أشار الأشعري إلى أنّ عمل "القوس والفراشة" يتطرّق لهجرة قبائل ريفية في أعقاب "حرب الريف" قادت للاستقرار بشمال مدينة زرهون وتُنتج تأسيسا لقُرى كُلّها ريفية لا زالت مُتواجدة إلى الآن مُحاولة صيانة ما تبقّة لها من ثقافتها الأصل.. كما أورد وزير الثقافة الأسبق بأنّ كتابته ل "القوس والفراشة" سكنها أرق يهمّ تعامل الثقافة المغربية مع الحاضر، وهو التعامل الذي يرى في الماضي قمّة الإشراق وفي الآن قمّة القداحة، مؤكّد أنّ ما اعتبرناه بالأمس جحيما قد غدا في أعين اليوم جنّة، وما نوجّهه من انتقاد لمعاشنا الحالي سيغدو مدحا وإعجابا بعد عقود.. وهو ما ينمّ، في نظر الأشعري، عن علاقة متأزّمة تربط المغربي بالحاضر.. كِساؤها الخوف والهرب وحنين للإقامة في الماضي أو حتّى في "المُستحيل". حفل التوقيع الذي نُظّم لمحمّد الأشعري نظر إليه المنظمون كلحظة تكريم لأحد المنحدرين من الريف، وهو ما حذا بهم إلى استثمار نفس النظر لتكريمات مُوازية همّت الكانب الحسين القمري والممثلة لويرز بوسطاش والمخرج المسرحي فخر الدين العمراني والشاعرين محمّد عنكور وسعيد الموساوي، إضافة لرئيس أولى المجموعات الفلكلورية بالمنطقة والمعروف بالشيخ موسى.