قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي "تانر يلدز"، إن عدد ضحايا الحريق الذي نشب في وقت سابق أمس الثلاثاء؛ في منجم للفحم بمنطقة "سوما" بولاية "مانيسا" غرب تركيا، إرتفع إلى 151 قتيلا، و 76 مصابا بينهم حالة خطيرة. وذكر الوزير التركي، في تصريحات أدلى بها في ساعات مبكرة من صباح اليوم الأربعاء، أنهم تمكنوا من إجلاء 363 عاملا في عمليات التدخل الأولية، لافتا إلى أن المنجم كان به 787 عاملا وقت وقوع الحادث. وانتقد "يلدز" بعض الجهات التي تحاول تسويق هذا الحدث سياسيا لتحقيق مكاسب، مضيفا "هذه دماء أخوة لنا فلا يصح بأي حال من الأحوال استغلالها لأي هدف"، وطالب الجميع عدم تصديق أي أرقام متعلقة بضحايا الحادث غير التي تصدر عن الجهات الرسمية. وأوضح أنه سيعقد مؤتمر صحفيا ثانيا للإعلان عن آخر الأرقام بخصوص الضحايا في الساعات المقبلة، مشيرا إلى أن عامل الوقت ليس في صالحهم، وأعرب عن قلقه البالغ حيال احتمال ارتفاع عدد الضحايا. وكان الوزير التركي، قد قال في تصريحات سابقة، إن هناك أزمة كبيرة تواجههم بشأن العمال المحاصرين في منجم الفحم، وأشار إلى احتمال حدوث وفيات بين المحاصرين بسبب التسمم بغازي ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون. ومضى قائلا "عامل الوقت ليس في صالحنا، ونحن نعاني أزمة خطيرة في هذه اللحظة، وأنا سأطلع الرأي العام عن المعلومات أولا بأول وبشكل شفاف، وعلينا أن ننتهي من عمليات الانقاذ على الصباح"، مشيرا إلى وجود ما يقرب من 400 فريق انقاذ متنوع يعملون كلهم بيد واحدة. وأوضح أن الحريق اندلع تحت مستوى الأرض ب150 مترا، معربا عن ثقته الكبيرة في قدرة فرق الانقاذ على تخليص العمال المحاصرين دون أن يلحق الضرر بأحد منهم، على حد قوله. ولفت إلى أن رئيس الوزراء سيتوجه، اليوم الأربعاء، إلى مكان الحادث، بعد أن ألغى زيارة ته التي كانت مقررة اليوم إلى ألبانيا. هذا وأعرب رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان"؛ عن أمله في نجاح الجهود المبذولة لإنقاذ العمال المحاصرين في المنجم التابع لإحدى الشركات الخاصة. وأكد أردوغان، في تصريحات أدلى بها أمس، أن عمليات الانقاذ بدأت من قبل الجهات المعنية فور وقوع الحادث مباشرة، مشيراً إلى أن كافة أجهزة الدولة في حالة تعبئة عامة الآن لحين انتهاء عمليات الانقاذ. ومن جانبه كان قد أصدر الرئيس التركي "عبدالله غُل" في وقت سابق، تعليمات بحشد كافة إمكانات الدولة من أجل إنقاذ العمال المحاصرين. هذا وأرسلت إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لرئاسة الوزراء التركية، فريقاً مكوناً من 15 شخصاً للمساعدة في عمليات الانقاذ التي تسابق الزمن لإخراج العمال المحاصرين على مسافة 3.5 كلم هى كول ممر المنجم. كما أرسلت هيئة الأركان العامة التركية؛ طائرة إسعاف للمساعدة في نقل الجرحى والمصابين في الحادث، فضلاً عن 22 سيارة إسعاف عادية، و6 فرق طبية. وفي سعي منها لإعلان حزنها لسقوط ضحايا في الحادث، نشرت أندية "غلاطه سراي" و"بشيكطاش" و"فنربهتشه" رسائل لتعزية أهالي الضحايا، ومواساتهم في هذا المصاب الجلل.