التقى مئات من الحجاج اليهود، الذين تنحدر غالبيتهم من الصويرة ويقيمون بالخارج، بقرية أيت بيوض الواقعة على بعد 70 كيلومترا عن مدينة الصويرة للاحتفال بهيلولا الربي نسيم بن نسيم. وتم تنظيم حفل يوم الجمعة الماضي، وهو أول يوم في هذا الموسم، حضره إلى جانب الحجاج اليهود، عامل إقليمالصويرة نبيل خروبي ورئيس المجلس العلمي الإقليمي وممثلو السلطات المحلية. وأكد الحجاج اليهود، الذين كان معظمهم مرفوقين بأطفالهم، على الروابط العميقة التي تصلهم بالمغرب، بلد الانفتاح والتسامح، معربين عن ولائهم وتشبثهم المتين بالعرش العلوي المجيد. وأبرز عامل اقليمالصويرة، في كلمة بالمناسبة، دلالات هذا الاحتفال "الغني بالرموز"، مضيفا أنه " يعطي الدليل على تشبثكم العميق بديانتكم وبتقاليدكم العريقة، كما يشهد على إخلاصكم لبلدكم". ودعا خروبي، من جهة أخرى، أعضاء الطائفة اليهودية ليكونوا سفراء لبلدهم الأصلي الذي انخرط في إصلاحات شجاعة في ميادين مختلفة. من جهته، سجل رئيس الطائفة اليهودية بأكادير ورئيس الأماكن المقدسة اليهودية بالجنوب سيمون ليفي "أن حضورنا هنا يشهد مرة أخرى على تشبثنا بتقاليدنا العريقة المتميزة بالحج الديني للربي نسيم بن نسيم الذي يحتضن في خشوع تام كافة صلواتنا، والتي يحتل فيها ملكنا، القائد الأعلى للأمة، على الدوام مكانة كبيرة". وأضاف أن هذا الاحتفال الديني "يوفر لنا مرة أخرى مناسبة للتطرق بكل اعتزاز للتطور الكبير المنجز منذ الاستقلال، من طرف المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، والذي يواصله اليوم خلفه صاحب الجلالة الملك محمد السادس". ودعا ليفي كافة الطوائف اليهودية الحاضرة أو الممثلة في هذا الموسم إلى الاستثمار بالمغرب، مسقط رأسهم وبوتقة تاريخهم وثقافتهم، والبلد المعروف بتسامحه واستقراره". وقال إن "المغرب مسقط رأسنا سيظل دائما وأبدا فخرا لنا". ويشكل الاحتفال بهيلولا ربي نسيم بن نسيم، الذي يستمر ثلاثة أيام، مناسبة للحجاج والمدعوين لتقاسم لقضاء لحظات استثنائية بروح أخوية وذاكرة مشتركة بين المسلمين واليهود.