بعد إغلاقها العام الماضي بتهمة الترويج للمذاهب الشيعية ترجيح إعادة فتح المدرسة العراقية في المغرب مطلع الموسم الجديد. أفادت معلومات متطابقة بأن السلطات المغربية تعتزم إعادة فتح المدرسة العراقية في الرباط التي كانت أغلقت السنة الماضية، بعد اتهامات بأنها تغذي النعرات الطائفية،وتروج للمذاهب الشيعية. وعبر مصدر في وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي المغربية، إنها تأمل أن تفتتح المدرسة العراقية.وقال المصدر الذي تحدث ل"الشرق الأوسط"بيد أنه طلب عدم ذكر اسمه،إن قرار إعادة فتح المدرسة "لا يمكن أن يتخذ إلا على المستوى السياسي،وأن ما يتردد الآن من أمور سابق لأوانها"وأضاف المصدر"لم يصدر أي شيء بشكل رسمي حتى الآن"وأوضح أن أكاديمية جهة (منطقة)الرباطسلا زمور زعير هي المكلفة بهذا الأمر،بيد أنه لم يتسن الوصول إلى المسؤولين في الأكاديمية للتعليق على ما تردد بشأن إعادة فتح المدرسة العراقية. وعبرت مصادر في الجالية العراقية المقيمة بالمغرب عن أملها في أن تستجيب السلطات المغربية لمناشداتهم بإعادة فتح المدرسة.وقالت هذه المصادر إن معلومات تقول إن السلطات المغربية وافقت من حيث المبدأ على فتح المدرسة العراقية خلال الموسم الدراسي الجديد الذي سيبدأ في سبتمبر –أيلول- المقبل. وقال فراس عبد المجيد أستاذ مادة التربية الفنية بالمدرسة " أدعو مسئولي البلدين في المغرب والعراق إلى التدخل لإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي". وأضاف عبد المجيد "أنا الآن عاطل ومن دون عمل، و ما يروج حول فتح المدرسة أنعش آمالنا في استئناف الدراسة من جديد والعودة إلى عملنا". مشيرا إلى أن المدرسين العراقيين"يعانون ماديا ومعنويا بسبب قرار الإغلاق" وحول التهم التي وجهت للمدرسة كونها تعتمد في مناهجها الدراسية على مواد تغذي نعرات طائفية ومذهبية، قال فراس عبد المجيد الذي يقيم بالمغرب منذ 1986 ويشغل في الوقت نفسه منصب نائب جمعية الرافدين العراقية "مادة التربية الإسلامية على سبيل المثال تعتمد المنهج القديم الذي يدرس في المدرسة العراقية و لم يتغير عن السابق،و التغيير الوحيد الذي حصل في المناهج،هو نزع صور صدام حسين وكل ما يتعلق بالإشادة بالنظام البعثي". من جهتها أعربت مصادر أخرى من الجالية العراقية عن تفهمها لقرار المغرب حول بشأن قرار غلق المدرسة. وأضافت" نتفق مع كل دولة ترتاب من التوجهات الإيرانية، ولكن ليس بهذه الطريقة يمكن معالجة الأمور، فقرار الإغلاق كان متسرعا ولم يكن مدروسا" مشيرة إلى أن أغلب الطلاب في المدرسة العراقية مغاربة، وليسوا عراقيين"وأضافت المصادر نفسها " هناك مواطنون عراقيون يقيمون بالمغرب منذ 20 سنة، لدرجة أن شعورهم بالانتماء إلى المغرب أصبح لا نقاش حوله". من جهة أخرى قالت مصادر دبلوماسية لها علاقة بالموضوع، إنه لا علم لها بموضوع إعادة فتح المدرسة العراقية،واكتفت بالقول إن العلاقات المغربية العراقية جيدة جدا.ولا تشوبها أي شائبة. يشار إلى أن المدرسة العراقية كانت قد أوقفت ثلاثة من طلابها في السنة الماضية،وقال والدهم،ويدعى محمد العرب وهو صحافي،إن أبناءه أوقفوا لأسباب مذهبية لأنهم سنة،في حين أن مديرة المدرسة شيعية.وقال العرب الذي غادر المغرب ونزح لدولة عربية" مشكلتي ليست مع المدرسة العراقية،ولكن مع المناهج التي تدرس فيها، بالإضافة للأطر التعليمية المشرفة على التدريس"و زعم أنهم "مجموعة سياسية تسيطر على المدرسة،وليست لها أي علاقة بالمناهج التربوية، وهي تحاول دس أفكار مريبة في عقول الطلبة،لتغيير مذهبهم من السنة إلى الشيعة" وقال" أنا أفضل أن يجلس أبنائي في البيت على أن يتعلموا في تلك المدرسة،وأنا لست على استعداد لإرسالهم إلى هناك مرة أخرى". وقال محمد العرب إن المدرسة العراقية كانت تروج لمذاهب شيعية، كما قال أيضا إن المدارس العراقية المنتشرة حول العالم أصبحت "بوابات لجهات إيرانية "على حد تعبيره. وقال العرب"هل يعقل أن يدرس الطلاب في مادة الجغرافيا على خرائط مكتوب عليها عبارة الخليج الفارسي عوض الخليج العربي ؟ ". وكان العراقي محمد العرب قدم شكوى العام الماضي إلى السلطات الأمنية المغربية ضد مديرة المدرسة بتهمة طرد أبنائه الثلاثة لأسباب قال عنها طائفية. وقال في تلك الشكوى إن أبناءه سنة، في حين أن مديرة المدرسة شيعية، وهذا هو سبب ما اتخذته من إجراء.بادرت بعدها السلطات المغربية بإغلاق المدرسة العراقية، وقالت في تبرير القرار إن المدرسة "خالفت مناهج و مقتضيات النظام الأساسي للتعليم المدرسي الخاص في البلاد ". *الشرق الأوسط اللندنية