كلماتٌ، بعضها ساخرٌ جدًّا، وبعضها مؤلم لأبعد الحدود، وبعضها ربما يحتاج التوقف بعض الوقت لفهمه، وبعضها مجرد كلمات. ربما تضحك.. وربما تذرف عيناك.. وربما تتوقف قليلًا لتفهم.. وربما تشعر بالفخر.. لكنكَ قطعًا ستهزُّ رأسك موافقًا أكثر من مرة، وربما تخلَّل ذلك ابتسامةٌ أو اثنتان. وسط سيل التقارير الإخبارية التي تناولت تخطيط إحدى الجماعات الأمريكية "المتطرفة" للقيام بهجمات إرهابية داخل البلاد، شعرتُ بمزيج من الخوف (ماذا لو لم يُلقَ القبض على هذه المجموعة) والتشكك (هل ما زالت مثل هذه المجموعات موجودة) والخجل (من المحتمل إلصاق تهمة تشكيل هذه المجموعة إلى مسلمين)، لكن مزيجًا غير متوقع من الراحة (المكتومة/السرية) هدَّأتْ من زئير عاصفة المشاعر تلك (ولا غروَ، فالإرهابيون هذه المرة لم يكونوا مسلمين، بل مسيحيين). نعم كانوا (متطرفين مسيحيين)، حتى لو بَدت الجملة غريبة، وتستدعي للأذهان صور الحملات الصليبية، وقد تعجبت من هذا الشعور الخفي بالارتياح لذلك، رغم علمي أنني لستُ الوحيدة التي شعرت بهذا. سمعتُ ممثلين كوميديين، مثل "كريس روك" يطلقون النكات كيف أن أسعد المواطنين بعد أحداث 11 من سبتمبر كانوا من السود؛ لأنهم وجدوا في الأخبار من يتم تجريمُه سواهم. بهذه الروح التي تتحدث علنًا عن الخوف (والارتياح)، أذكر 10 أشياء يحتفل بها المسلمون (سرًّا). (1) كما ذكرت أعلاه، حينما يكون الإرهابي غير مسلم، لا نصرخ احتفالًا بذلك، كما أننا بالتأكيد نشعر بنفس القدر من الفزع من المتطرفين المسيحيين، لكن الأمر بالنسبة لنا بمثابة استراحة ( أن يكون المتهم غير مسلم ولو لمرة). (2) حينما يترك أحد عائلة بن لادن تنظيم القاعدة: في لقاء مع شبكة (سي إن إن) قال أحد أبناء أسامة بن لادن لأبيه: "ابحث عن طريق آخر"، هذا يمنحنا الأمل في أن الأشخاص الأكثر عرضةً لغسيل الدماغ ما يزالون يملكون ضميرًا قويًّا، وإرادة شجاعة للتحرك. (3) حينما ينطق الرئيس أوباما (باكستان) بطريقة صحيحة، ربما كان رفاقه في الجامعة الباكستانية هم من صحَّحوا له النطق، لكن حقيقة أن أوباما بإمكانه نُطق (باكستان) بطريقة صحيحة، (وغيرها من الكلمات المفتاحية مثل "الطاقة النووية") تمثل دلالة على أنه ببساطة أكثر معرفة بمستمعيه، وأكثر رغبة في التواصل مع العالم الإسلامي. (4) حينما تطلق فرقة (ديكسي تشيكس) ألبومًا تنتقد فيه الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش"، ذلك أنهم يُذكِّرون من اختاروا الصمت منا، أن من واجبنا ومن حقنا أن نفعل ذلك. (5) حينما تُلوَى علنًا معاصم تلك الدول التي زورت إسرائيل جوازات سفرها، لا تُنكِر ذلك، المسلمون يحتفلون سرًّا بطرد الدبلوماسي الإسرائيلي من المملكة المتحدة إثر تورُّط بلاده في اغتيال أحد الأعضاء المؤسسين لحماس في دبي، الاحتفال لأن إسرائيل يمكن محاسبتها، وأنه لا أحد فوق القانون، أما سرية احتفالنا، فلأن المسلمين لا يرغبون في إظهار سعادتهم علانيةً بحدوث ضرر لإسرائيل، حتى لا يُتَّهمون بمعاداة السامية، ما هو رد فعلك أنت؟ (لاحظ الفارق بين البيئتين). (6) حينما يكون السائق المسلم أكثر درايةً بكل شيء من المذيع ومقدم البرامج الأمريكي المشهور "كيث أولبيرمان". استمتعتُ بركوب سيارة الأجرة مع سائق إيراني في نيويورك الأسبوع الماضي، الرجل عاش في ثلاث قارات، ويتحدث أربع لغات، ويحمل شهادة جامعية، وأخبرني بمعلومات حول الأسواق، والصحة العالمية، ونظام التعليم القومي، أكثر مما يخبرني به برنامج مدته ساعة كاملة على شاشة (سي إن إن)، أحتفل سرًّا بذلك؛ لأن المئات من الأشخاص الآخرين الذين تحدثوا معه لا بد أنهم شعروا بأن تصوراتهم المسبقة التي يحملونها حول المسلمين/المهاجرين/سائقي سيارات الأجرة قد تلقَّت صفعة قاسية. (7) حينما يأتي رمضان في قلب الشتاء، حان الوقت لبعض التطهر، كلُّ مسلم يمعن النظر في السفر إلى السويد ليصوم 3 ساعات فقط في اليوم، ألم تفكر في ذلك بعد؟ فقط انتظر حلول أغسطس. (8) حينما يُفتتح مسجد وسط مدينة كبرى متعددة الخلفيات الدينية والثقافية، ويُسمَح بأن تعلوه مأذنة، لذا أحب مسجد شارع 99 في مانهاتن، لرحابته واخضراره، ولأن له مأذنة، ومكبر صوت، (سويسرا.. فلتذهبي إلى الجحيم). (9) حينما تكون الأخبار الغربية قادرة على التفريق بين الأرامل السود في الشيشان وانتحاريات القاعدة، العنف ضد المدنيين أمرٌ يبعث على الأسى، سواء حدث ذلك في موسكو أو نيويورك أو لندن، أو العراق، لكن المسلمين الذين يقرءون التحليلات التي تناولت خبر الأرامل السود في الشيشان احتفلوا (سرًّا) بالانتصار الصغير الذي أحرزته (سي إن إن) حينما استطاعت التفريق بين انتحاريي القاعدة (الذين يحركهم التطرف الديني) وانتحاريات الأرامل السود (اللواتي يحركهن الصراع السياسي)، ذلك يعني أن الانتحاريين ليسوا سواءً، وأن المسلمين ليسوا نسخة واحدة. (10) حينما يحتفل رفاقي المسيحيون أحتفل، بل وعلنًا. أخبرني بأي شيء تحتفل أنت سرًّا؟ (هل تملك الشجاعة لقول ذلك؟) المصدر بالإنجليزية