نفى الخبير بشؤون الجماعات الإسلامية ومكافحة الإرهاب في بلدان المغرب العربي الدكتور محمد ضريف أن يكون إعلان الجزائر عن تشكيل قيادة أركان مشتركة مع عدد من الدول الإفريقية أمس رسالة استفزاز موجهة للمغرب، وأكد أنها تأتي رد فعل على إعلان الإدارة الأمريكية عن تأسيس قيادة أركان مشتركة لمحاربة الإرهاب في واغادوغو. وأوضح ضريف في تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن الجزائر ترى أنها مؤهلة لمواجهة تحديات الإرهاب في المنطقة من دون الحاجة إلى تدخل أمريكي أو أوروبي، وقال: "الخطوة الجزائرية بإعلان قيادة مشتركة مالي وموريتانيا والنيجر، ليست خطوة استفزازية ضد المغرب، وإنما هي رد فعل على مبادرة تريد أن تنخرط فيها أمريكا والاتحاد الأوروبي لمحاربة الإرهاب في المنطقة بتشكيل قيادة مشتركة في واغادوغو عاصمة بوركينافاسو. ومعروف أن الجزائر احتضنت في غشت من العام الماضي اجتماع لدول الساحل والصحراء ضم 7 دول هي الجزائر وليبيا وموريتانيا والنيجر وتشاد ومالي، وتم الاتفاق على أن تكون مدينة تمنراست الجزائرية مقرا للقيادة المشتركة، لكن بعد ذلكعقدت الإدارة الأمريكية اجتماعات مع دول إفريقية وانتهت إلى اختيار واغادوغو". وأضاف: "الجزائر أرادت أن تتجاوز المبادرة الأمريكية لأنها ترفض أي تدخل أمريكي أو أوروبي في المنطقة، لذلك أنشأت هذه القيادة المشتركة، وهي ليست خطوة استفزازية ضد المغرب كما قلت وإنما لمواجهة المبادرة الأمريكية". وأشار ضريف إلى أن الجزائر تعتقد أنها ومن خلال تجربتها في الحرب على الإرهاب تعتقد أنها تمتلك المؤهلات الكافية لمواجهة التحدي الإرهابي في المنطقة، وقال: "الجزائر ترفض الوجود الأمريكي أو الأوروبي في المنطقة، وتعتقد أن دول المنطقة لها سيادة ولها تجربة في الحرب على الإرهاب بما يؤهلها لمواجهة هذا التحدي في دول الساحل والصحراء، ولذلك قدمت مقاربتها في إنشاء القيادة المشتركة. ولا ننسى أنها احتضنت اجتماعات لرؤساء الأركان ولقادة أجهزة الاستخبارات في دول الساحل والصحراء هذا الشهر، قبل أن تعلن خطوتها يوم الثلاثاء الماضي على حد تعبيره .