انصب اهتمام الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، على مستجدات ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتطورات الأزمة السورية في بعدها السياسي، وجديد الأوضاع في دولة جنوب السودان. ففي قطر، واصلت الصحف تسليط الضوء على التحديات المستقبلية للمصالحة الوطنية الفلسطينية، متوقفة عند اللقاء الذي جمع أمس بالدوحة بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). واعتبرت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، أن هذا اللقاء الثلاثي "يؤكد أهمية اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية بالنسبة لدولة قطر، بما يمثله توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي الساعي ليل نهار لابتلاع الأراضي الفلسطينية وتهويد القدس بما تمثله من أهمية دينية للمسلمين والمسيحيين". وشددت الصحيفة على أن الفلسطينيين مطالبون حاليا بترجمة اتفاق المصالحة على أرض الواقع من خلال الإسراع في تشكيل حكومة الوفاق الوطني والعمل على إزالة جميع العوائق أمام إجراء الانتخابات الفلسطينية العامة التي ستأتي بقيادات لتكمل مسيرة الكفاح الفلسطيني، وسيكون لديها القوة القادرة على الصمود في وجه الاحتلال، طالما حظيت بدعم شعبي أوصلها إلى مراكز القرار. ومن جهتها، ترى صحيفة (الشرق) أن احتضان الدوحة اللقاء الذي جمع بين محمود عباس وخالد مشعل، "يؤكد دعم قطر لكل جهود إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني وإتمام المصالحة، بما يحقق مصالح وتطلعات الشعب الفلسطيني، بما في ذلك دعم (شبكة الأمان) المالي المطلوبة والضرورية لانطلاق اتفاق المصالحة، والسير به إلى بر الأمان، في ضوء العقوبات الإسرائيلية وحصارها الظالم الذي باتت كافة المناطق الفلسطينية تتعرض له دون استثناء". وأكدت الصحيفة على أن الدول العربية "مطالبة اليوم، بل ومدعوة بإلحاح، إلى دعم (شبكة الأمان)، وتسخير جميع الإمكانات الدبلوماسية والاقتصادية، للوقوف مع الشعب الفلسطيني، في هذه اللحظة التاريخية من مساره النضالي، خاصة أن هذه اللحظة تتزامن مع الذكرى 66 للنكبة". وبخصوص التحديات التي ستواجه البيت الفلسطيني مستقبلا، لاحظت صحيفة (الوطن)، في مقال لها، أن "الحديث عن التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية، كمرجعية وطنية كما هي في واقع الحال، يقتضي التحرك والعمل لإعادة بنائها لتقوم بدورها الحقيقي والتاريخي، بتمثيل الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وبتأكيد وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة أرضه، واعتمادها قولا وعملا كمرجعية عليا للشعب الفلسطيني، وكمرجعية عليا مسؤولة عن السلطة الفلسطينية". وأضافت أن "التيار الحقيقي المõعبر عن نبض الشارع الفلسطيني، وعن مواقف الناس المتأثرين بالحراكات الجارية في العالم العربي، ينحو نحو الدعوة إلى العمل من أجل إيصال رياح التغيير إلى الساحة الفلسطينية، عبر إحالة الحالة والمعادلة الفلسطينية الداخلية المتقادمة والتي تآكلت خلال العقود الماضية على التقاعد، وبناء معادلة داخلية فلسطينية جديدة عمادها مشاركة كل القوى مهما تعاظم أو صغر حضورها، ومشاركة الناس في الداخل والشتات في بناء الخيارات الوطنية الفلسطينية". وفي الأردن، اهتمت الصحف بزيارة رئيس الائتلاف السوري المعارض، أحمد الجربا، إلى واشنطن، متوقفة على الخصوص عند خلفياتها وتوقيتها. وفي هذا الصدد، قالت صحيفة (الدستور) إن "مع الجربا وفد عسكري، وملفات ومطالب، تبدأ بطلبه تعميد الائتلاف باعتباره ممثلا وحيدا وشرعيا للشعب السوري، وأن يتم افتتاح سفارة ذات حصانة دبلوماسية، مرورا بالحصول على الدعم المالي، ثم رغبة الائتلاف بالحصول على أسلحة مضادة للطائرات وإدخالها لاحقا إلى سورية لتحقيق ردع ضد دمشق الرسمية". واعتبرت الصحيفة أن "الجربا واهم جدا إذ يراهن على واشنطن التي تركت الثورة السورية لتدخل عامها الرابع دون أن تتدخل بغير الكلام الساخن وبقليل من الأسلحة الخفيفة والتدريبات، وقد كانت سفنها في شرق المتوسط، تهدد ولا تطلق قذيفة واحدة ضد النظام السوري(..)، وهذا كله يقول إن واشنطن لن تتورط في الملف السوري، ما دامت النار تحرق السوريين وحدهم، ولا تصل آثارها إلى إسرائيل وأمنها تحديدا". وعبرت الصحيفة عن اعتقادها "أن الجربا سيعود من واشنطن ببعض تصريحات واحتمالات، فيما لا يملك هو الجواب الذي تنتظره واشنطن، حول قدرته وجماعته فعلا على تمثيل الميدان المنفلت، ولا قدرته وجماعته على النطق باسم كل السوريين". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الرأي) أنه "كان لافتا أن يهرع الجربا إلى واشنطن مباشرة بعد أن تأكد أن عاصمة الثورة حمص، قد عادت إلى كنف الدولة السورية، وأن المجموعات التي اختبأت في حمص القديمة، قد رفعت الرايات البيض". وأضافت أن كل الحملات "لم تنفع في فتح ولو كوة في جدار الحصار المحكم، الذي ضرب حول المدينة، وأن الدفعة الأمريكية (الناقصة عن قصد) لن تغير شيئا من المشهد السوري، ولن تدفع إلى إعادة النظر في خريطة التحالفات والمعادلات الجديدة، التي أخذت تطرأ على المناخات والأجواء الاقليمية بأبعادها الدولية، بعد أن لم تعد هناك أي شكوك بأن الثورة باتت الآن أمام ساعة الحقيقة"، مضيفة أن آخر هموم "ثوارها الميامين" تحقيق الشعارات النبيلة والمطالب المحقة التي طرحها السوريون في مسيراتهم ومظاهراتهم السلمية. وفي السودان، اهتمت الصحف أساسا بتطورات الأوضاع بدولة جنوب السودان، حيث كتبت صحيفة (اليوم التالي) أن "الانخراط الدولي في أزمة جنوب السودان وصل أمس إلى أعلى مستوياته بوصول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى جوبا في زيارة تؤكد لأطراف النزاع هناك أن المجتمع الدولي سيغادر مقعد المتفرج على الأزمة التي استمر اشتعالها لأكثر من أربعة أشهر إلى تحرك فاعل عنوانه الرئيس استلال سيف العقوبات الذي بات مسلطا على رقاب طرفي النزاع على حد سواء". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الرأي العام) أن "القرار الذي أعلنه سلفاكير بعدم ممانعته التنحي عن رئاسة الحكومة من أجل مصلحة جنوب السودان، فيه إشارة واضحة إلى أنه جاء نتيجة ضغوط دول غربية من مصلحتها أن يغادر سلفاكير رئاسة السلطة (...) وهذا ليس لكي ينتصر رياك مشار ليستلم الحكم بالبلاد بل لإضعاف الرئيس سلفا ولتستمر الحرب بين الطرفين وتقترح بالتالي تلك الدول، بعد فشل مفاوضات الطرفين وتصبح البلاد على شفا الانهيار، حلا آخر يتيح لها إمكانية إقامة حكومة وأشخاصا ترتضيهم". أما صحيفة (التغيير) فلاحظت أن التحذير القوي الذي وجهه وزير الخارجية الأمريكي لأطراف النزاع بهدف الانخراط في إيجاد حلول للأزمة بدولة الجنوب، "لن يؤثر على الإرث والموروث الذي اعتادته هذه الأطراف، فاستنادا إلى سوابق لنقض العهود من جانب الجنوبيين، فإن الأمور ستمضي في حالها، ويصعب السيطرة عليها إلا بمعجزة، أو بتدخل مباشر من الولاياتالمتحدة لوقف القتال والحرب وحماية المواطنين الجنوبيين الذين يعانون الأمرين من الأوضاع المدمرة". ومن جهة أخرى، أوردت صحيفة (الانتباهة) تصريحا لوزير الخارجية السوداني، قال فيه إن العلاقات السودانية الأمريكية مازالت تراوح مكانها، خاصة بعد تجديد واشنطن إدراج اسم السودان ضمن الدول الراعية للإرهاب، واصفا الموقف الأمريكي بالمجافي للحقيقة، وأنه "دليل على ضعف الإرادة السياسية لأمريكا الكبيرة والعظيمة في إمكانياتها والضعيفة في إرادتها وفي مواجهة مجموعات ضغط تعمل ضد السودان". وعلى الصعيد الاقتصادي، توقفت صحيفة (الصيحة) عند التراجع المتزايد للجنيه السوداني مقابل الدولار وما يمثله ذلك من انعكاسات سلبية على اقتصاد البلاد برمته، مبرزة أن ذلك يعد أمرا طبيعيا للسياسة الاقتصادية المعتمدة من قبل الحكومة التي انهارت من خلالها كل المشاريع الزراعية وساهمت بشكل كبير في تراجع مهول للإنتاج، ومن ثمة فإنه لا مناص من العمل في اتجاه الرفع من الإنتاج والإنتاجية باعتبارها عوامل هامة لتحقيق استقرار دائم للعملات الأجنبية. وفي البحرين، أبرزت الصحف استقبال الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أمس، البطريرك مارو يوحنا العاشر بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، بمناسبة مشاركته في مؤتمر حوار الحضارات والثقافات المنظم بالمنامة. وأشارت صحف (البلاد) و(أخبار الخليج) و(الأيام) و(الوطن) و(الوسط) إلى أن الملك حمد أكد خلال الاستقبال أن البحرين تفتخر بأنها تشكل ملتقى الأديان والحضارات ومركزا للتواصل والتسامح منذ عصور طويلة، كما أنها تحتضن الجميع دون تمييز وستبقى نموذجا للتعايش والمحبة بين الأديان والمذاهب والشعوب كافة. وأبرزت، أيضا، استقبال الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي، رؤساء تحرير الصحف المحلية ونخبة من كتابها، بمناسبة زيارته إلى البحرين للمشاركة في أعمال المؤتمر، مشيرة إلى أنه جدد مطالبته بإقامة صندوق عالمي للزكاة يخدم الإنسانية جمعاء، كما أعرب عن أمله في رؤية مجلس اقتصادي اجتماعي عربي يجتمع بشكل دوري على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المدنية تحقيقا لديمومة كرامة الإنسان والحكامة المؤسساتية.