انطلقت صباح اليوم الثلاثاء في الكويت أعمال القمة العربية الخامسة والعشرين حيث سيكون النزاع السوري على رأس أجندتها في ظل استمرار المعارك بين نظام الأسد ومعارضيه وغياب أي أفق لحل الأزمة. وسيكون المقعد السوري شاغرا رغم اعتراف القادة العرب بالائتلاف الوطني المعارض ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري. ودعا الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الدول العربية إلى إبعاد العمل العربي المشترك عن عوامل الخلاف والاختلاف. وقال الشيخ صباح في كلمته في افتتاح القمة: "إننا مدعوون اليوم إلى البحث في الأسس التي ينطلق منه عملنا العربي المشترك وإيجاد السبل الكفيلة بتعزيزه وتوطيد دعائمه من خلال النأي به عن أجواء الخلاف والاختلاف والتركيز على عوامل الجمع في هذا العمل." ودعا ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى تغيير ميزان القوى على الأرض في الصراع السوري وأبدى اندهاشه لعدم منح وفد الائتلاف المعارض مقعد سوريا في القمة العربية. وقال"إن الخروج من المأزق السوري يتطبلب تحقيق تغيير ميزان القوى على الأرض ومنح الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية ما يستحقون من دعم ومساندة." وأضاف "اننا نستغرب كيف لا نرى وفد الائتلاف يحتل مكانه الطبيعي في مقعد سوريا.. خاصة وقد منح هذا الحق في قمة الدوحة من قبل القمة العربية." وتأتي قمة الكويت في أعقاب خلاف غير مسبوق بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي جراء دعم قطر لجماعة الاخوان المسلمين المصرية وخلاف شفهي بين العراق والسعودية بسبب العنف في محافظة الأنبار العراقية. ومن المتوقع ان توافق القمة التي يحضرها أعضاء جامعة الدول العربية الاثنين والعشرين على مزيد من العمل الانساني لضحايا الحرب الأهلية الجارية في سوريا التي دخلت عامها الرابع ووضعت ضغوطا هائلة على دول الجوار التي تستقبل المهاجرين السوريين. لكن من غير المرجح ان تركز القمة العربية اليوم الثلاثاء على النزاع بين دول الخليج العربية. وتميل دول الخليج الى ابعاد خلافاتها عن المناقشات العامة وهو ما أضفى على قرار السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين بسحب سفرائها من قطر في وقت سابق من الشهر حساسية خاصة. وعرضت الكويت التي احتفظت بسفيرها في الدوحة الوساطة في النزاع وهي تأمل في انجاح القمة التي تستضيفها دون حدوث مزيد من الانقسامات. وقبل افتتاح القمة بوقت قصير وقف أمير الكويت وقد علت على وجهه ابتسامة عريضة وهو يتوسط ولي عهد السعودية وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني وأمسك بيد كل منهما في مسعى لابراز روح التضامن والمصالحة. وصرح مسؤول كويتي بأن جدول أعمال القمة العربية لن يتضمن النزاع بين قطر وجيرانها. وسئل خالد الجار الله وكيل وزارة الخارجية الكويتي عما اذا كان هذا الخلاف سيثار في القمة فقال للصحفيين ان المصالحة الخليجية والقضايا الخليجية هي قضايا تبحث داخل البيت الخليجي. الجربا: خلو مقعد سوريا بالقمة العربية يبعث رسالة للأسد للاستمرار في القتل وقال رئيس الائتلاف الوطنى لقوى الثورة السورية أحمد الجربا، إن خلو مقعد سوريا بالدورة ال25 للقمة العربية في الكويت يبعث برسالة إلى بشار الأسد للاستمرار في القتل والتدمير. وطالب الجربا في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية التي انطلقت اليوم الثلاثاء، الدول الكبرى بتنفيذ التزاماتها وتعهداتها حيال الشعب السوري. وقال رئيس الائتلاف السوري للقادة العرب "نواجه حربا شرسة وندعوكم إلى إعلان النفير العام بالضغط على المجتمع الدولي". وتابع "خلو مقعد سوريا في القمة الحالية يبعث برسالة إلى بشار الأسد للاستمرار في القتل والتدمير". وأكد الجربا أن "النظام السوري فقد شرعيته" مطالبا بتسليم مقار السفارات إلى الائتلاف الوطني المعارض.