اللحظات الأخيرة في رحلة البحث عن الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان انتهت صباح أمس رحلة البحث عن الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان بالعثور على جثته في قعر بحيرة سد سيدي محمد بن عبد الله بعد سقوط طائرته الشراعية يوم الجمعة الماضي . وشهدت أيام البحث عن الشيخ أحمد عدة تطورات حيث انضمت طواقم إنقاذ من دول عديدة إضافة إلى فرقتي الإمارات والمغرب حيث حضرت من فرنسا واسبانيا والدانمارك قبل أن تحضر فرقة أميركية متقدمة تقنياً ساعدت بصورة رئيسة في الوصول لمكان جثته. واستعانت فرق البحث الأجنبية بتقنيات متطورة لمسح منطقة تمتد حوالي ستة كيلومترات ببحيرة السد بالصدى وآليات لكشف المعادن ، كما استعانت فرقة الضفادع البشرية الأمريكية بما يعرف بتقنية اللمس التي فرضها لون المياه الداكن . ومن المصاعب التي واجهها الغواصون هي امتلاء البحيرة بنسبة مائة بالمائة، بعد هطول أمطار غزيرة على المنطقة، كما أن السيول جرفت إلى البحيرة كميات كبيرة من الأوحال، وأغصان الأشجار، مما صعب من عملية البحث. وتمكنت الأجهزة من تحديد مكان وجود الجثة التي قامت عناصر من الضفادع البشرية بالغوض داخل عمق كبير من أجل انتشالها ، مستعينة بمصابيح قوية للمساعدة على الرؤية داخل المياه المليئة بالأوحال . وتقول مصادر عاينت عمليات البحث أن جثة الأمير أحمد بن زايد وجدت ملتصقة بالأوحال في قعر البحيرة وقرب ضفتها اليمنى قبالة قصر العائلة الأميرية الحاكمة الذي يطل على البحيرة. ودارت تكهنات كثيرة حول أسباب سقوط الطائرة حيث قيل إنها كانت مبللة ولامست الماء عدة مرات قبل أن تهوي ويقفز منها الطيار فيما لم يستطع الشيخ أحمد القفز مباشرة قبل تحطمها. ورغم تعرض الشيخ أحمد بن زايد لضربة قوية قبل سقوطه ما يرجح أنه توفي متأثرا بالضربة وعدم قدرته على المقاومة في الماء بعد سقوط طائرته الشراعية إلا أن جثته وجدت "سليمة " بسبب اختفائها وسط الأوحال وفي قعر البحيرة ، حيث تم لفها بغطاء ووضعها في قارب زودياك قام بنقلها إلى ضفة البحيرة لتوضع داخل سيارة إسعاف وتنتهي بذلك رحلة البحث عن الشيخ أحمد بن زايد بنقل جثمانه إلى مستشفى والده الراحل الشيخ زايد بالرباط والذي وضعت على مداخله حراسة مشددة. ومن المنتظر أن يكون جثمان الشيخ أحمد بن زايد قد تم نقله مباشرة إلى أبو ظبي عبر مطار الرباط-سلا ، حيث كانت طائرة " بوينغ " رابضة فيه منذ الجمعة الماضي من أجل نقله إلى الإمارات العربية المتحدة. وكان مواطنو الإمارات الذين فقدوا الأمل في العثور على الشيخ أحمد بن زايد حيا، بعد خمسة أيام من سقوط طائرته الشراعية في البحيرة تبادلوا التعازي عبر الهواتف المحمولة، وتذكروا حادثة سقوط طائرة عمودية كان على متنها شقيقه الشيخ ناصر بن زايد في يونيو 2008.