من المقدر أن يصطف مئات بل وآلاف الأشخاص في طوابير أمام المراحيض في مختلف أنحاء العالم يوم 22 مارس، في مبادرة مبتكرة للتنديد بحرمان نحو 2,5 مليار نسمة من المرافق الصحية، تزامننا مع "يوم المياه العالمي". وتأتي المبادرة في إطار حملة عالمية أطلقها مشتركة بين المجلس التعاوني لإمدادات المياه والمرافق والمنظمتين غير الحكومتين "فريش ووتر أكشن نيتويرك" و"إند وتر بوفرتي". ويأمل المنظمون أن يبلغ طول الطوابير حدا يؤهلها للدخول في سجلات كتاب "غينيس" للأرقام القياسية كأطول طابور في العالم أمام المراحيض، وذلك كوسيلة للفت أنظار وسائل الإعلام والرأي العام تجاه هذه المشكلة. ويذكر أن أطول طابور مسجل في "غينيس" حتي الآن قد ضم 868 شخصا. وصرحت سيرينا او سوليفان، مسئولة الإعلام والحملات بمنظمة "إند وتر بوفرتي" في لندن، وهي تحالف من أكثر من 100 منظمة ناشطة من أجل حل أزمة المياه والمرافق، أن "الغاية من الحملة هي توحيد العالم حول مبادرة جماعية واحدة". وشرحت لوكالة انتر بريس سيرفس أن الحملة ذات نطاق عالمي "وحتى الآن نعرف عن طوابير ستصطف في 45 دولة في أوروبا، أفريقيا، آسيا، أمريكا الشمالية وأستراليا"، وأن المشاركة فيها تتطلب جمع عددا من الناس، كبيرا أو صغيرا، للاصطفاف أمام مرحاض لعشر دقائق علي الأقل. وتشرح الحملة أن المرحاض المطلوب الاصطفاف أمامه يمكن أن يكون حقيقيا أو زائفا علي شكل مرحاض أو حتي كشخص مقنّع كمرحاض. وأعربت عن الأمل في أن يعني المشرفون علي تنظيم الطوابير بتعبئة وسائل الإعلام والدعوة إلي العمل علي حل هذه المشكلة العالمية. ويفيد منظمو الحملة أن أكثر من 4,000 طفلا تحت سن الخمسة أعوام يلقون حتفهم، كل يوم، بسبب الافتقار إلي المرافق الصحية والمياه. وشددوا علي ضرورة أن تمنح الحكومات الأولوية الضرورية لها في مجال مكافحة الفقر والأمراض. ونبهوا إلي أن غالبية الحكومات لا توليها الاهتمام اللازم علي الرغم من أن نصف البنات يتوقفن عن المواظبة علي الذهاب إلي المدارس الابتدائية بسبب عدم وجود مراحيض فيها. ومن المقرر أن يشارك وزراء من أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية، في واشنطن في أواخر أبريل المقبل، في أول اجتماع رفيع المستوي حول الموافق الصحية والمياه. فعلقت او سوليفان "سنأخذ نتائج حملة أطول طابور أمام المراحيض لواشنطن لعرضها علي الوزراء" في اجتماعهم هذا. هذا ولقد أشار أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون في تقرير للمنظمة للعام الماضي، إلي أنه رغم الجهود الضخمة التي بذلتها الحكومات والمنظمات غير الحكومية والناشطون، فإن التقدم نحو تحقيق هدف الألفية بخفض عدد المحرومين من المرافق الصحية الأساسية بنسبة 50 في المائة بحلول 2015، مازال "بطيئا وغير متكافئ". فقد انخفض عدد المحرومين من هذا المرافق من 2,6 مليارا قبل "عام المرافق الصحية" في 2008 إلي 2,5 مليار الآن، فيما يقدر أن يبلغ عددهم 2,4 مليارا بحلول عام 2015. وحذر التقرير من أن غالبية الدول النامية عاجزة عن تحقيق هدف المرافق الصحية بدون تعاون المجتمع الدولي ودعمه.