انسلَّ المغربُ من ذيلِ القوائم الدوليَّة، مع أحدثِ تصنيفٍ ل"مؤشر البؤس العالمِي"، قاسَ درجة تأثر 90 بلدًا، حول العالم، بالتضخم والبطالة، حيثُ تبوأت المملكة المرتبة ال58، التِي عزاها التقرير، في مقامٍ أوَّلٍ إلى حجم البطالة في البلاد. بيدَ أنَّ المغربَ حلَّ في تصنيفٍ جيدٍّ قياسًا بدول الجوار والمنطقة، بتقدمه جميع الدول العربيَّة، ما عدَا قطر التِي كانتْ أقلَّ الدول العربية بؤسًا، وحلت في المركز الرابع والثمانين. المؤشرُ الذِي حصل فيه المغرب على تنقيط 13.3؛ كانَ قدْ ذاعَ أوَّل مرَّة مع الباحث الاقتصادِي الأمريكِي، أرثور أوكون، إبان الستينات، وهُوَ مؤشرٌ يعتمد بالأساس على حالة الاقتصاد، عبر عمليَّة تضيفُ معدلَ البطالة إلى معدل التضخم، في بلدٍ مَا من البلدان، قبلَ مقدمٍ خبير اقتصادِيٍّ أمريكي آخر، عدلَ عمليَّة قياس البؤس؛ لتصبح على نحوٍ عمليَّة حسابيَّة (معدل التضخم + معدل البطالة + معدل الفائدة – معدل النمو). وبالرغمَ من تحقيق المغرب مرتبةً جيدة قياسًا بكثير من الدول الدول العربيَّة، إلَّا أنَّ تنقيطه في المؤشر لمْ يقترب من المعدل العالمي، المحدد في 10، وابتعدَ عنهُ إلى 13.3، في الوقتِ الذِي كانتْ الجزائر أكثرَ بؤسًا بكثيرٍ منه، بتبوئها المرتبة السادسَة والأربعين، وتنقيطٍ متخلف عنْ المعدل ب6.8، ما يجعلهَا متأخرةً عنْ المغرب بعشر درجاتٍ، مع كون البطالة أبرز الأسباب التِي أفضت بها إلى التنصيف "المتدنِي"، دون أنْ تكون الثروة البتروليَّة عاملًا لدرء البؤس عن أبنائها. التصنيفُ الدولِي الذِي أدرجَ المغرب في مستوى يتقدمُ حتَّى دولًا من أوروبَا الغربيَّة، يستندُ إلى الأرقام الرسميَّة حول البطالة، التي تقلُّ عن عشرة بالمائة، وهُو معطًى ينسحبُ على أكثر من دولة عربيَّة حلتْ متقدمةً على إسبانيا، مثلًا، رغم أنَّ الأوضاع بها ليستْ على ما يرام، بالنظر إلى اعتبار كثير من الأنشطة الموسميَّة بمثابةٍ مناصب شغل، لا يصنفُ ممتهنوها ضمنَ العاطلِين. إلى ذلك كانت فنزوِيلَا، أكثر الدول ال90 المشمولة بالدراسة، بؤسًا، بتنقيطٍ وصلَ إلى 79.4، مع كون التضخم أبرز إشكالٍ في إيجادها بصدارة "البؤس"، متبوعةً بإيران، للسبب ذاته، ثمَّ صربيا والأرجنتين وجمايكَا. وعلى صعيدِ المنطقة العربيَّة، كانت مصر أكثر الدول العربيَّة بؤسًا، بحلولها في المرتبة السادسة عالميًّا، مع إسهام البطالة كعاملٍ أول في تصنيفها، متبوعةً بالأردن التي جاءت في المركز الثاني والعشرين، ثمَّ تونس (الثالثة عربيًّا من حيث البؤس والثلاثين عالميًّا). في المقابل، كانت اليابان أقلَّ دولِ العالم بؤسًا إلى جانب أوزباكستان والتايوان، والتايلاند، بينما استطاعتْ قطر أن تتقدمَ على دول كالنرويج والدانمارك وألمانيا وكندا، ضمنَ المؤشر الذِي يتخذُ منْ معدلَيْ البطالة والتضخم مقياسينْ رئيسيين لتقدير حجم البؤس في دولةٍ مَا من دول العالم.