طالبتْ منظمة التجديد الطلابي، خلال ندوة صحافية، صباح اليوم في الرباط، بتصنيف فصيل "البرنامج المرحلي"، المتّهم باغتيال الطالب عبد الرحيم الحسناوي، "تنظيما إرهابيا"، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتفكيكه. وقال رئيس المنظمة، رشيد العدوني "إذا كانت الدولة تقوم بتفكيك الخلايا الإرهابية النائمة، ونحن نؤيد ذلك، فعليها أنْ تعمل على تفكيك هذا التنظيم الإرهابي المستيقظ، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حق أعضائه". عملية اغتيال الحسناوي، ستطال شظاياها جهات أخرى، غير الجهة المتهمة بالوقوف وراء عملية الاغتيال، إذْ قال رئيس منظمة التجديد الطلابي إنّ المنظمة ستتّخذ إجراءات في غضون الأيام القليلة القادمة، وستقاضي جميع من وصفهم ب"المتواطئين مع منفّذي العملية"، بمن فيهم بعض مسؤولي إدارة الجامعة، ووسائل الإعلام العمومية، التي اتّهمتها المنظمة بكونها "تواطأت مع منفذي العملية الإجرامية، من خلال نقل وقائعَ مزيّفة تهدف إلى تغليط الرأي العام الوطني، وعدم الاستماع إلى رأي الطرف الآخر، الذي ينتمي إليه الطالبُ المغتال". بهذا الخصوص، قال رئيس منظمة التجديد الطلابي، "نسجل بغرابة سلوكَ وسائل الإعلام العمومية، التي تتجاهل الاستماع إلى منظمة التجديد الطلابي، رغم أننا وجّهنا إلى القائمين عليها رسالة، وبلاغا في هذا الموضوع، سواء القناة الأولى أو الثانية"، وذهبَ إلى حدّ اتهام القناة الثانية بأنها "قامت باغتيال ثانٍ لشهيد الحركة، من خلال تغطيتها غير المحايدة، وتوفيرها الغطاء الإعلامي والسياسي للجريمة البشعة، من خلال الربورتاجات والتقارير المتحيّزة التي أعدّتها، دون أن تعطي لنا حق إبداء رأينا، وأبَتْ إلا أن تكون إلى جانب التيار الاستئصالي الإرهابي". وتعليقا على خبرٍ صحافي، نَقلَ أنّ مسؤولي القناة الثانية صرّحوا بأنّ منظمة التجديد الطلابي رفضت الإدلاء بأيّ تصريح، قال رئيس المنظمة "هذا كذب وبهتان، فنحن كنا في المستشفى الجامعي بفاس عندما حضرت القناة الثانية، ولم يستمعوا إلى وجهة نظرنا، كما وجّهنا إلى القائمين عليها رسالة، دون أن نتلقى أيّ ردّ، ودعوة لحضور الندوة التي ننظمها اليوم ولم تستجبْ"، وذهب إلى أنّ المنظمة تتوفّر على أدلّة وقرائن "تثبتُ أنّها تشنّ علينا حربا إعلامية لإقصائنا، غيرَ أنّها سلكتِ الطريقَ الخطأ، ونحن ماضون في اتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بإنصافنا"، على حدّ تعبيره. وأصرّ مسؤولو منظمة التجديد الطلابي على أنّ اغتيال الطالب عبد الرحيم الحسناوي، لم يكن ناجما عن مواجهات، كما روّجت لذلك وسائل الإعلام، اعتمادا على البلاغ الصادر عن ولاية أمن فاس، بل "كان هجوما إرهابيا مكتمل الأوصاف" وأوضح رشيد العدوني أنّ اغتيال الحسناوي "كان نتاج هجوم ممنهج ومُعدّ بطريقة مدروسة، انطلق منذ بداية الموسم الجامعي من خلال قيام أفراد العصابة الإرهابية التي تتواجد في الجامعة، بحملة للتصفية الجسدية واستهداف أعضاء المنظمة ومسؤوليها". وعن الأجواء التي سبقت عملية الاغتيال، قال السعدوني إنّ المنظمة وضعت يوم الاثنين 21 أبريل، طلبا وإشعاراً لدى عميد كلية الحقوق التابعة لجامعة ظهر المهراز بفاس، حول ندوة كان من المقرر أن تتمحور حول الحوار بين اليسار والإسلاميين، وكان من المقرر أن يشارك فيها كل من عبد العلي حامي الدين، وحسن طارق، وأحمد مفيد، "لتنطلق بعدها حملة شرسة وتهديدات معلنة للعصابة الإرهابية، تعلن فيها أنها ستتصدّى بالعنف وستنسف الندوة"، وأضاف أنّ عميد الكلية كان على علم بالندوة، "ولا نعرف الهدف الذي يسعى إليه من خلال التصريحات الغريبة التي نقلتها القناتان الأولى والثانية، والتي أنكر فيها علمه بالندوة". وحسبَ التقرير الذي أعدّته منظمة التجديد الطلابي، حول اغتيال عبد الرحيم الحسناوي، فقد خلّف ما وصفته ب"الهجوم الإرهابي البشع"، إصابة 16 طالبا، منهم عشرة طلاب وعشرُ طالبات، ثلاث إصابات كانت خطرة، انتهت إحداها بوفاة الحسناوي فجر يوم الجمعة، فيما أجريت عمليتان جراحيتان للمصابين الآخرين، بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس.